بلومبرغ
ربما تواجه شركة "بيلوتون إنترأكتيف" المتخصصة في اللياقة البدنية المنزلية -المفضلة في أولى فترات تفشي وباء فيروس كورونا والتي باتت هدفاً محتملاً لصفقة استحواذ عقب هبوط شديد في أسهمها- مناخاً صعباً إذا اتخذت خيار إبرام صفقة مع شركة كبرى في قطاع التكنولوجيا.
يعتبر التدقيق التنظيمي أحد الاعتبارات الأساسية. في ظل الانتفاضة التي تواجه الصفقات الضخمة حالياً في واشنطن، بينما تتعرض شركات التكنولوجيا للتدقيق من قبل الجهات التنظيمية حول نطاق وصولها ومدى تأثيرها، ورفعت لجنة التجارة الفيدرالية في الآونة الأخيرة دعوى قضائية لوقف صفقة استحواذ لشركة "نفيديا".
من جهته، قال أنوراغ رانا، كبير المحللين في "بلومبرغ إنتليجنس"، أثناء مقابلة معه يوم الأحد: "حري بهذه الصفقة أن تكون ذات قيمة بالنسبة للشركة، لأنها ستتعرض لعملية تدقيق حول كل ما تشتريه".
مشترون محتملون
تعمل شركة "بيلوتون" على تقييم اهتمام المتقدمين المحتملين بعروض شراء، وتتعاون مع شركة استشارات لدراسة الخيارات المتاحة، بحسب مصادر مطلعة على الموضوع طلبت عدم الكشف عن هويتها لسرية المناقشات. قالت المصادر إن الفائدة التي ستعود من صفقة الاستحواذ على الشركة المصنعة للدراجات والمعدات الرياضية والتي يقع مقرها في نيويورك، ما تزال في مرحلة الاستكشاف، وربما لا تسفر عن التوصل لإبرام صفقة.
تتضمن الشركات التي يقال إنها تدرس عقد صفقة مع شركة "بيلوتون"، سواء كان ذلك من خلال استحواذ أو دخول مستثمر أو أي نوع آخر من العلاقات التعاقدية، بعضاً من أكبر الكيانات في مجال التكنولوجيا واللياقة البدنية. أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" يوم الجمعة بأن شركة "أمازون" تحدثت مع شركات خدمات استشارية حول إبرام صفقة محتملة. وبحسب توقعات المحللين أيضاً فإن شركة "أبل" تترصد الموقف باعتبارها مشترٍ محتمل. تفكر شركة "نايكي" أيضاً في التقدم بعرض منفصل لشراء شركة "بيلوتون"، بحسب ما أوردت صحيفة "فاينانشيال تايمز".
لم تستجب شركة "بيلوتون" في حينه لطلب للتعليق على الأمر عبر رسالة بريد إلكتروني. ورفضت كل من "أمازون" و"نايكي" و"أبل" التعليق على الموضوع.
هبوط السهم
تراجع سهم "بيلوتون" بأكثر من 80% من أعلى مستوى سجله في يناير 2021 في ظل الهبوط الناجم عن تخفيف القيود المرتبطة بتفشي وباء فيروس كورونا. يعد ذلك بمثابة مشهد مختلف للغاية بالمقارنة بأولى أيام الجائحة، عندما تخطى الطلب على منتجات الشركة حجم المعروض منها.
تقدّر قيمة الشركة حالياً بما يفوق 8 مليارات دولار، وفقاً لسعر إغلاق التداول في السوق الرسمية يوم الجمعة البالغ 24.60 دولار، وهو ما يعد أقل من سعر الاكتتاب العام الأولي في شهر سبتمبر 2019 البالغ 29 دولاراً. صعدت أسهم الشركة بنحو 43% خلال التداولات الممتدة في يوم الجمعة عقب تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال".
تقدم المستثمر الناشط شركة "بلاكويلز كابيتال"( Blackwells Capital) الشهر الماضي بخطاب تدعو فيه لفصل جون فولي المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة والمضي قدماً في عملية البيع. قالت شركة "بلاكويلز" في الخطاب إنه قد يكون من بين المشترين المحتملين "أبل" و"نايكي" و"والت ديزني".
تشتيت "أمازون"
في رسالة قصيرة يوم الجمعة، قال رانا وكبير محللي "بلومبرغ إنتليجنس" بونام غويال إن شراء "بيلوتون "سيؤدي فقط إلى تشتيت شركة "أمازون" – في ظل توفير أوجه تعاون محدودة لشركة تصب تركيزها على أنشطة السحابة الافتراضية والخدمات اللوجستية. وقالا إن شراء شركة ملابس رياضية "ستعد ملائمة بشكل أفضل".
كتب غويال في رسالة عبر البريد الإلكتروني يوم الأحد: "تعبّر علامات الملابس الرياضة التجارية فعلاً عن مشهد التمرين من خلال الجري وغيره". وتابع: "ربما يساعد امتلاك آلة ممارسة التمارين الرياضة والتي يمكنها أن تدمج سفراءهم وسلعهم على تثبيت وجودهم بطريقة أكبر في المجتمع الرياضي. وقامت شركة "لولوليمون" (Lululemon) بشراء شركة "ميرور" (Mirror) لذات المبرر".
مستثمرو "بيلوتون" يتصبّبون عرقاً
من جانبه، قال أمين بن سعيد، المحلل في "بلومبرغ إنتليجنس"، في رسالة عبر البريد الإلكتروني يوم الأحد، إنه في حين تعتبر شركة "بيلوتون" فعلاً واحدة من بين رواد قطاع اللياقة البدنية في المنزل، فإن تنوع منتجات على نطاق أكبر من الممكن أن يساعدها في استعادة الطلب.
ربما تظهر "أبل" و"بيلوتون" وكأنهما ملائمتين لبعضهما بعضاً نظراً لاتجاه "أبل" بالفعل أكثر صوب مجال اللياقة البدنية، بيد أنه رغم ذلك، توجد سلبيات محتملة. لا تناسب أجهزة بيلوتون كبيرة الحجم ومرتفعة الثمن إستراتيجية تدوير المنتجات التقليدية لـ"أبل"، كما أنها تمتلك برمجيات اللياقة الخاصة بها.
رغم ذلك، يعتقد المحلل دان إيفز في شركة "ويدبوش سيكيورتيز" أن "أبل" ربما يكون لديها مبررات استراتيجية لدراسة محاولة إتمام صفقة الاستحواذ على "بيلوتون".
كتب آيفز في رسالة يوم الأحد: "ربما تضطر (أبل) للدخول في تلك الصفقة في حال سعت (أمازون)" أو (نايكي) أو ربما (ديزني) للاستحواذ على شركة (بيلوتون) بشدة في خطوة تعتبر دفاعية استراتيجية لمنعهم من الوصول لها". وتابع: "على الجانب الهجومي، ستصبح (أبل) من خلال خدمة الاشتراك في (فيتنس بلس) واستراتيجية "ساعة أبل" قادرة على تحقيق الاستفادة من خدمات شركة بيلوتون وتدفق المستهلكين لزيادة مبادرات الرعاية الصحية بطريقة هائلة، والتي كانت بمثابة محور أساسي استراتيجي لديها".