شبكة كهرباء تكساس تجتاز اختبار الشتاء وسط تحفظات بشأن صلابتها

time reading iconدقائق القراءة - 17
حركة السير خلال الثلج والجليد في تكساس - المصدر: بلومبرغ
حركة السير خلال الثلج والجليد في تكساس - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

اجتازت شبكة الكهرباء في تكساس أكبر اختبار لها منذ انقطاع التيار الكهربائي المميت في العام الماضي، وأبقت معظم الأضواء مضاءة أثناء الاستهلاك الشتوي الهائل. ومع ذلك؛ كانت العاصفة الأخيرة أقل حدة بكثير من العاصفة الوحشية التي حدثت العام الماضي، مما ترك تساؤلات حول ما إذا كانت الولاية مستعدة حقاً لبرد شديد عميق آخر.

برغم أنَّ الإصلاحات التي أقرها السياسيون العام الماضي ساعدت في استمرار تشغيل محطات الطاقة؛ إلا أنَّ المحللين وخبراء سوق الطاقة يقولون، إنَّ السبب الأكبر الذي جعل الأمور تسير على هذا النحو السلس هو أنَّ الشتاء لم يكن بارداً لفترة طويلة، وهو ما يعني استمرار تدفق الغاز الطبيعي، وعمل توربينات الرياح بشكل أفضل بكثير، مما ساعد الشبكة على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة مع قيام الملايين من سكان تكساس بتشغيل السخانات الكهربائية.

قال مايكل ويبر، أستاذ الطاقة في جامعة تكساس: "بقيت الشبكة جيدة لسببين؛ الطقس لم يكن سيئاً كما كنا نتوقَّع، وتوربينات الرياح كانت أفضل أداء. الطلب لم يكن مرتفعاً، والعرض لم يكن منخفضاً".

يمكن لحاكم ولاية تكساس غريغ أبوت وللمشرعين القول إنَّهم انتصروا في تجنّب انقطاع التيار الكهربائي هذه المرة، حتى مع قول الخبراء، إنَّه ما يزال من غير الواضح ما إذا كانت شبكة الولاية جاهزة بالفعل لتحمل برودة شديد مثل العاصفة في عام2021، والتي خلّفت أكثر من 200 قتيل، وهذا ماتمثل سياسية كبيرة له.

كان "أبوت"، من الحزب الجمهوري، يعد أنَّ "الأضواء ستبقى مضاءة" هذا الشتاء، وهو تعهد حاسم في محاولته لإعادة انتخابه. يفصلنا عن السباق التمهيدي أقل من شهر، ويبدو أنَّ "أبوت" يتفوق على منافسيه الجمهوريين، إذ يمكنه تجنّب جولة الإعادة.

وقالت جينيفر دانلي سكوت، وهي محاضرة في جامعة تكساس للنساء، في مقابلة معها: "سيساعده هذا على الحفاظ على الصدارة".

وأشار الحاكم إلى الإجراءات المتخذة منذ كارثة العام الماضي التي تضمنت مطالبة محطات الطاقة بالتأهب لفصل الشتاء، وزيادة إمدادات التوليد بنسبة 15% مقارنة بالعام الماضي، وتوفّر أنواع بديلة من الوقود في منشآت المولدات.

ومع ذلك؛ يقول النقاد إنَّ هذه القواعد لم تفعل ما يكفي لضمان عدم تجمد شبكة الغاز في الولاية، والتي تمثل شريان الحياة شبكة الطاقة مرة أخرى. تدفَّق الغاز بحرية خلال عاصفة هذا الأسبوع، وهذا يرجع إلى حد كبير إلى أنَّ حرارته لم تنخفض بدرجة كافية.

قال "ويبر"، وهو أيضاً كبير مسؤولي التكنولوجيا في صندوق رأس المال الاستثماري "إينرجي إمباكت بارتنرز" (Energy Impact Partners): "ما تزال الولاية معرضة للخطر، لأنَّنا لم نضع متطلبات فصل الشتاء لنظام الغاز. وبالتالي؛ ما تزال موثوقية إنتاج الغاز واهية".

عاصفة أكثر اعتدالاً

في دالاس انخفضت درجات الحرارة في العام الماضي إلى -2 فهرنهايت (-19 درجة مئوية)، مع 11 يوماً متتالياً بدرجات حرارة قصوى أقل من 40 درجة. في هذا العام، بلغت أدنى المستويات المتوقَّعة حوالي 10 درجات، ويتوقَّع خبراء الأرصاد الجوية ثلاثة أيام متتالية فقط تكون فيها درجة الحرارة القصوى أقل من 40.

في ميدلاند، مركز حوض بيرميان الغني بالنفط والغاز الطبيعي، شهد العام الماضي ثمانية أيام متتالية لم ترتفع فيها درجات الحرارة أبداً فوق درجة التجمد، مما أدى إلى شلِّ تدفق الغاز، وتسبَّب في توقف محطات توليد الطاقة عن الوقود. هذه المرة، لم تواجه ميدلاند أياماً متتالية بقيت فيها درجة حرارة الزئبق عند أقل من 32 درجة.

قال مارك تشينارد، عالم الأرصاد الجوية في المركز الأمريكي للتنبؤ بالطقس: "كان آخرها هو الأطول والأكثر حدة".

وبرغم أنَّ شركة "إيركوت" (Ercot) لم تطلب من المستهلكين الحفاظ على الموارد؛ إلا أنَّ إغلاق المدارس والشركات على نطاق واسع ساعد في خفض الاستهلاك. كان الطلب في أوقات الذروة على الكهرباء أقل بشكل ملحوظ، وتأخر قليلاً عما كان متوقَّعاً صباح الجمعة، فقد بلغ الاستهلاك 69 غيغاواط، في حين كان التوقُّع السابق لشركة "إيركوت" (Ercot) طلباً قياسياً يبلغ 75.6 غيغاواط. يكفي 1 غيغاواط لتزيد حوالي 200 ألف منزل في تكساس بالطاقة.

مزيد من الاحتياطيات

احتفظت شركة "إيركوت" (Ercot) أيضاً بمزيد من الاحتياطيات الجاهزة للتغلب على أي علامات توتر. في بعض الأحيان، كانت الإمدادات الاحتياطية ضعفين، أو ثلاثة أضعاف 3000 ميغاواط التي يحتفظ بها مشغل الشبكة بانتظام. وتم تشغيل المحطات حتى قبل الحاجة إليها لتبقى دافئة، بفضل العزل وشروط الحماية من الأحوال الجوية المفروضة الآن، حتى عند انخفاض درجات الحرارة.

كما كان أداء إمدادات الغاز الطبيعي، الوقود الرئيسي لمحطات توليد الكهرباء في تكساس، أفضل. تسبَّبت كارثة عام 2021 في إزالة ما يصل إلى 7 مليارات قدم مكعب من إمدادات الغاز اليومية في الولاية، وفقاً للأرقام التي نشرتها الصناعة. كان ذلك أكثر من ثلاثة أضعاف الخسائر التي وقعت خلال فترة البرد هذا الأسبوع، وفقاً لبيانات "بلومبرغ إن إي إف". بالإضافة إلى ذلك، خلال ما حدث في العام الماضي، بقي إنتاج الغاز في الولاية مضغوطاً لمدة أسبوعين تقريباً.

لعبت الرياح أيضاً دوراً رئيسياً، فقد عززت إمدادات الطاقة خلال العاصفة.

قال شون كيلي، الشريك المؤسس في شركة "أمبيرون هولدينغز" (Amperon Holdings)، التي تقدم تحليلات للمتداولين في المرافق والطاقة: "في العام الماضي كانت مشاركة طاقة الرياح صفراً، وهذا فرق كبير. إنَّه بالتأكيد مكسب كبير لمصادر الطاقة المتجددة، وهو بالتأكيد مكسب كبير للحماية من الطقس في مزارع الرياح".

تصنيفات

قصص قد تهمك