بلومبرغ
تخطط "فورد موتور" لزيادة معدلات الإنفاق على تطوير السيارات الكهربائية بما يصل إلى 20 مليار دولار، إذ تعتزم إجراء إعادة تنظيم كبرى استعداداً لتحول الطلب إلى السيارات الكهربائية. ستستغل الشركة نجاح تسلا كخريطة للطريق، ولتسريع الإنفاق على المركبات الكهربائية.
من المقرر أن يقود دوج فيلد هذا التحول في نشاط فورد، بعدما كان مسؤولاً تنفيذياً في كل من "أبل" و"تسلا". وتعتزم الشركة إنفاق ما يتراوح بين 10 مليارات دولار إلى 20 مليار دولار على مدار السنوات الخمس إلى العشر القادمة لتحويل مصانعها في جميع أنحاء العالم إلى إنتاج السيارات الكهربائية، بحسب مصادر مطلعة على الأمر. وسيكون هذا المبلغ إضافياً إلى 30 مليار دولار التزمت الشركة بضخّها حتى عام 2025 لإنتاج السيارات الكهربائية.
تأتي الخطوة ضمن مبادرة الرئيس التنفيذي لشركة السيارات الأمريكية جيم فارلي لمنافسة "تسلا" التي تهيمن على صناعة السيارات الكهربائية. ويسير فارلي على خطى "تسلا" باعتبارها الشركة الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية، والتي أصبحت شركة صناعة السيارات الأكثر قيمة في العالم. وعليه؛ اعتمد المستثمرون رؤية فارلي لـِ "فورد> خلال الأعوام القادمة، لترتفع القيمة السوقية للشركة متخطية 100 مليار دولار في يناير.
وارتفعت أسهم شركة "فورد" بنسبة 2.7% في تعاملات المساء، إذ تم تداولها بنسبة 1.3% عند 20.56 دولاراً للسهم اعتباراً من الساعة 1:48 مساءً بتوقيت نيويورك.
خطة إعادة التنظيم
تشمل الخطة الجديدة لـ"فورد" تصوراً للهيكل التنظيمي المعدل للشركة، بما في ذلك تعيين عدد غير محدد من المهندسين في تخصصات جديدة نسبياً للشركة، مثل كيمياء البطاريات، والذكاء الاصطناعي، وبرامج السيارات الكهربائية.
وفي إطار خطة الشركة لإعادة التنظيم؛ قامت "فورد" بتقييم فصل جزء صغير من أعمالها الخاصة بالسيارات الكهربائية لجذب بعض القيمة الهائلة التي يمنحها المستثمرون للشركات الناشئة في مجال السيارات الكهربائية، وذلك وفقاً لأحد المصادر المطلعة التي رفضت الكشف عن هويتها. وأضاف المصدر أنَّ الخطوة المحتملة ستشمل نماذج ذات حجم أقل، مما يسمح للشركة بتركيز جهودها على السيارات الكهربائية في السوق الشاملة لهذا النوع من السيارات.
ورفضت "فورد" التعليق على خططتها لإعادة التنظيم.
وقال مارك تروبي، كبير مسؤولي الاتصالات بشركة "فورد": "نحن ننفذ خطتنا (فورد+) التي تركز على تحويل الشركة لمواكبة عصر جديد للسيارات الكهربائية والمتصلة". وأضاف تروبي: "لا نعلّق على التكهنات".
وصرّحت المصادر أنَّ دوغ فيلد، الرئيس السابق لمشروع سيارات "أبل"، هو من يقود إصلاحات "فورد". وكان فيلد أيضاً أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في "تسلا"، فقد صمم سيارة "تسلا" من الطراز 3.
تسارعت خطط "فورد" للتحول للسيارات الكهربائية منذ تولي فارلي صاحب الـ 59 عاماً منصب الرئيس التنفيذي للشركة منذ 16 شهراً. وتضاعف إنتاج الشركة للسيارة طراز "فورد موستنغ ماك إي" الكهربائية ثلاث مرات، كما ضاعفت الشركة إنتاجها لسيارة البيك أب "إف 150 لايتنينغ" التي ستطرح في السوق هذا الربيع. وتخطط "فورد"، و"إس كيه إنوفيشين" في كوريا الجنوبية لإنفاق 11.4 مليار دولار لبناء ثلاثة مصانع للبطاريات، ومصنع تجميع لشاحنات السلسلة "إف" الكهربائية في تينيسي وكنتاكي، وهو أكبر استثمار في تاريخ شركة صناعة السيارات الأمريكية.
اقرأ المزيد: "فورد" و"إس كيه" تستثمران 11.4 مليار دولار في مصانع للسيارات الكهربائية
على خطى أبل
استقطبت "فورد دوغ فيلد" في سبتمبر بعد أن كان في "أبل"، في مسعى لتطوير مسار الشركة الممتد لـ118 عاماً. ويعمل فيلد عن كثب مع فارلي للنهوض بـ"فورد" باعتبارها واحدة من أقدم صانعي السيارات لمحاذاة "تسلا" في الذكاء من خلال تعديل هيكل الشركة التشغيلي والتصنيعي، وفقاً للمصادر.
وأشارت المصادر إلى أنَّ عملية إعادة الهيكلة في "فورد" قيد التقدم، وقد يتم تغيير بعض العناصر بها أو التخلي عنها، بما في ذلك فكرة السيارات الكهربائية. وعلى عائلة "فورد" أن تقتنع أن العرض الفردي يستحق العناء.
أبدى فارلي عن إعجابه بإيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا"، وأقر أنَّ "فورد" تعيد التفكير في مهمتها، إذ تستعد الشركة لتصنيع 600,000 سيارة كهربائية سنوياً بحلول عام 2024. تود شركة "فورد" التي تتخذ من ميشيغان مقراً لها أن تحقق ما يصل إلى نصف مبيعاتها حول العالم من السيارات الكهربائية بنهاية العقد الحالي.
اقرأ أيضاً: ماسك يقود ثورة في تكنولوجيا صناعة السيارات قد تجعله "فورد" العصر الحديث
وفي محاولة لمحاكاة "تسلا"؛ يلجأ فارلي لنشر مقالات إخبارية حول شركة صناعة السيارات الكهربائية مع الآخرين في إطار داخلي.
وقال فارلي، الذي لم يعلق على هذه القصة، إنَّه تعلم الكثير من متابعة مسيرة ماسك، وهو يحول شركته من مجرد ناشئة متعثرة إلى عالمية رائدة في مجال صناعة السيارات الكهربائية، والتي تحقق أرباحاً ضخمة يقدر المستثمرون قيمتها بأكثر من تريليون دولار.
وقال الرئيس التنفيذي لـ"فورد" في مقابلة الأسبوع الماضي مع تلفزيون "بلومبرغ": "أود أن أبدي إعجابي بالصعوبات التي واجهتها "تسلا"، والطريقة التي تعاملت بها لمواجهة تلك الصعوبات، والنجاح الذي حققته، إذ تربح الشركة الآن أكثر من 10,000 دولار للسيارة بسبب حجمها في السوق. وأنا أحب هذا النوع من الأعمال".
ليس من الواضح بعد أي من خطط "تسلا" التي يخطط فارلي لتبنيها خلال الفترة القادمة، حيث تعمل "فورد" على بناء قدرتها التصنيعية الخاصة من السيارات الكهربائية، والتسريع من وتيرة هذا التحول بدءاً من القوى العاملة التي يقودها مهندسو الميكانيك إلى القوى العاملة المتزايدة من مهندسي البرمجيات.
الحفاظ على أعمال الاستيراد والتصدير
على عكس "تسلا"؛ يجب أن تدير "فورد" التدهور البطيء للسيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي، والتي تحقق كل أرباح الشركة اللازمة لتمويل خطة الشركة للتحول لإنتاج السيارات الكهربائية. وهذا هو المجال الذي تركز عليه "فورد" بشكل مكثف ضمن خطتها للتجديد من نفسها.
وخلال مقابلته مع تلفزيون "بلومبرغ" في الأسبوع الماضي؛ قال فارلي، إنَّه يرى أنَّ السيارات التي تعمل بالوقود ستظل جزءاً أساسياً من الشركة لسنوات عديدة قادمة. وأضاف أنَّه ينوي ضخ المزيد من الاستثمارات على هذا النوع من السيارات لإبقائها قادرة على المنافسة. كما أنَّ تعزيز الخدمات التي تبيعها "فورد" لأصحاب السيارات يعد إحدى الطرق التي من شأنها أن تدر إيرادات سنوية قدرها 20 مليار دولار.
تتضمن هذه الخدمات بيع برامج تعمل على رفع أداء السيارة، وتحسين شاشات اللمس الخاصة بلوحة القيادة. وقد تشمل هذه الخدمات أيضاً حصول عملاء "فورد" على المزيد من الأعمال في مراكز الصيانة لدى وكلاء الشركة، إذ يتردد 90% من مالكي سيارات "فورد" على مراكز صيانة أخرى بعد انتهاء صلاحية ضماناتهم، وفق قول فارلي.
وفي النهاية، يرغب فارلي في العمل على زيادة رغبة عملاء "فورد" في اقتناء السيارات الكهربائية باعتبارها مستقبل الشركة الذي يخطط له مع فيلد. وتأمل شركة "فورد" تجاوز "تسلا" في نهاية المطاف، لكنَّها تعمل الآن على ترسيخ مكانتها باعتبارها البائع الثاني للسيارات الكهربائية في أمريكا.
وأشار فارلي: "ما يتطلبه النجاح في هذا المنتج الرقمي المتصل بالكهرباء؛ هي: المواهب، والمعرفة، وطريقة لإدارة الأعمال تختلف عما فعلناه في 118 عاماً". وأضاف: " إنَّه يشبه التزلج على الجليد إلى حد ما. كلانا يشترك في المصعد، ولكن بمجرد أن تنزل من المصعد؛ فإنَّ الحدس يكون خاطئاً بين كلا الشركتين. عليك حقاً أن تتعلم كيف تنزل من المنحدر".