بلومبرغ
طلبت شركة "إيرباص" أفكاراً لمحرك طائرة نقل ركاب ذات ممر واحد قيد التطوير، وحصلت على تصميم مقترح جديد وضعته شركة "جنرال إلكتريك".
هذا التعاون لم تعلن عنه الشركتان، بل تم الكشف عنه من خلال تقرير لمحكمة أمريكية صدر مؤخراً، وتضمّن الإشارة إلى وجود محادثات غير معلنة منذ فترة زمنية بين شركة صناعة المحركات "جنرال إلكتريك" وصانعة الطائرات الأوروبية "إيرباص" بشأن ما وصفته المحكمة بأنه "طائرة من الجيل المقبل".
ولم يتضح ما إذا كانت طائرة "إيرباص" المشار إليها ستكون طرازاً جديداً أم هي مجرد ترقية لطراز موجود بالفعل لدى الشركة، مثل طائرات "A320neo" أو "A220" ذات الممر الواحد. كما أن وثيقة المحكمة لا تذكر متى قدّمت "جنرال إلكتريك" تصميم المحرك الجديد، وتاريخ طرح الطائرة في السوق، ولا إلى أيّ مدى استمرت المحادثات بهذا الصدد.
وتدلّ الوثيقة المنشورة من قِبل المحكمة على المستوى العالي من اهتمام "إيرباص" بطائرات الجيل الجديد.
ليس للعلن
تقوم شركة صناعة الطائرات، التي تتخذ من مدينة تولوز في فرنسا مقرا لها، ببناء نسخة من طائرات الرحلات طويلة المدي، مثل طائرة "A321neo"، والتي ستتيح لشركات الطيران تقديم خدمات السفر لمسافات طويلة بطائرات أصغر حجماً وأكثر كفاءة في استهلاك الوقود. وتوفر عائلة الطائرة "A320neo" حاليا خيارات مختلفة من حيث المحركات، تتراوح بين محركات نفاثة من نوع "LEAP 1A" وهي نتاج مشروع مشترك مع "جنرال إلكتريك"، أو المحرك التوربيني الموجه من نوع "PW1100G" من شركة "برات آند ويتني". ويعد الطراز "نيو"، والذي يمثل اعتماد محرك جديد، في حد ذاته نسخة من "A320" أكثر كفاءة في استهلاك الوقود.
وبينما تعمل شركة "إيرباص على تطوير طائرات تعمل بالهيدروجين، تساءل مراقبو الطيران، بعد نشر وثيقة المحكمة، عمّا إذا كانت تعمل أيضاً على طائرة جديدة تعمل بالوقود التقليدي للمستقبل القريب.
وأفصحت "جنرال إلكتريك" عبر البريد الإلكتروني: "تراجع الشركة باستمرار الفرص المتاحة مع شركات صناعة الطائرات، بما في ذلك "إيرباص" و"بوينغ"، حول تقنيات المحركات للجيل القادم من الطائرات". مُضيفةً أن تفاصيل هذه المناقشات سرية.
وبالمثل، لم تكشف "إيرباص" عن طبيعة أي مناقشات، مُعلنةً عبر البريد الإلكتروني: "نحن في حوار مستمر مع صانعي محركات الطائرات حول أحدث التقنيات والابتكارات. وهناك العديد من الدراسات في هذا المجال، ولا تخرج كلها للعلن".
واقترحت "جنرال إلكتريك" استخدام "إيرباص" محرك مروحي نفاث مُوّجه تقوم بتطويره، كتصميم مفضل تقنياً للجيل المقبل من الطائرات ذات الممر الواحد، حسبما كتبت محكمة الاستئناف الأمريكية للدائرة الفيدرالية في تقرير رأيها الفني البارحة الأربعاء.
33 دعوى
جاء الكشف عن مناقشات "جنرال إلكتريك" و "إيرباص" في خضم نزاع قانوني منذ سنوات حول براءات اختراع المروحة التوربينية الموجهة التي تمتلكها شركة "برات"، وهي وحدة تابعة لشركة "ريثيون تكنولوجيز". وتتيح هذه التكنولوجيا المستخدمة في عائلة "طائرات A320"، وغيرها من الطرازات، لشفرات المروحة والتوربينات في المحرك أن تدور بسرعات مختلفة لتحقيق كفاءة أفضل.
بدءاً من عام 2016، شنت شركة "جنرال إلكتريك" هجوماً على براءات اختراع شركة "ريثيون" في قطاع محركات التوربينات النفاثة العاملة بالغاز، مدعيةً أنها تنسب الفضل لنفسها بينما تستخدم تقنية عمرها عقود طوّرتها "جنرال إلكتريك"، أو عند استخدامها لعمليات كانت معروفة على نطاق واسع في القطاع. وعلى مدى 4 سنوات، جرى تقديم 33 التماساً إلى مجلس المراجعة داخل وكالة براءات الاختراع والعلامات التجارية بالولايات المتحدة، وكان آخرها في شهر يناير الماضي.
كان حظ "جنرال إلكتريك" متفاوتاً في هذه الدعاوى، بما في ذلك الالتماس المتعلق ببراءة اختراع لآلية تحدد معدل سرعة التروس في المحرك. وفي العام الماضي، قضت الدائرة الفيدرالية، التي تتعامل مع جميع طلبات الاستئناف المتعلقة ببراءات الاختراع، بأن مجرد كونها منافساً لشركة "ريثيون" لم يكن كافياً لمنح "جنرال إلكتريك، مقرها "بوسطن"، الحق باستخدام المحاكم الفيدرالية للطعن في قضية مختلفة خسرتها في مجلس مراجعة الوكالة.
للتغلب على هذا القرار، كان على شركة "جنرال إلكتريك" تقديم معلومات لإثبات أنها "تقوم حالياً بأنشطة من المحتمل أن تقود شركة "ريثيون" لمقاضاتها بسبب التعدي على حقوقها. وأكدت الدائرة الفيدرالية البارحة الأربعاء أن "جنرال إلكتريك" نجحت في فعل ذلك ويمكنها الاستمرار في قضيتها.
وأعربت "ريثيون" عن خيبة أملها من قرار محكمة الاستئناف، مُعلنةً أنها لا تزال تدرس خياراتها للرد. وأضافت في رسالة عبر البريد الإلكتروني أن "القضية تتضمن براءة اختراع واحدة، بينما لدينا "العديد من براءات الاختراع الأخرى في مجال تقنية المحرك المروحي النفاث GTF الثورية الجديدة".