بلومبرغ
قامت مجموعة "نيو أورينتال إديوكيشن أند تكنولوجي" بالاستغناء عن عشرات الآلاف من موظفيها، وهي أكبر عملية لتسريح العاملين تم الكشف عنها منذ قيام الصين بحملات تنظيمية واسعة النطاق على الشركات الخاصة قبل أكثر من عام.
كشف يو مينهونغ، مؤسس ورئيس الشركة التعليمية الصينية العملاقة، في منشور على "واي شات" في عطلة نهاية الأسبوع أن الشركة فصلت 60 ألف عامل في عام 2021 وسجلت انخفاضاً في الإيرادات بنسبة 80% بعد إنهاء جميع خدمات الدروس الخاصة "كي9"، وذلك في أعقاب حملات بكين في يوليو الماضي على قطاع التعليم الخاص والذي تقدر قيمته بـ 100 مليار دولار. عدد العاملين المسرحين يقارب ثلاثة أرباع موظفي الشركة الذين يزيد عددهم عن 81 ألف موظف في مايو الماضي.
طالع أيضاً: عمالقة تكنولوجيا التعليم المحاصرون في الصين يسارعون للتكيف مع الواقع الجديد
هذه الخطوة تسلط الضوء على الاضطراب الواسع الذي أحدثه قرار بكين غير المسبوق في الصيف الماضي بحظر الأرباح في قطاع التعليم الخاص بعد المدارس، ما أدى إلى ضرب سوق تقدر بنحو 100 مليار دولار في ذروة نشاطها. تقدر أعداد الموظفين في أكبر ثلاثة مشغلين في هذا القطاع، بما فيهم نيو أورينتال ومجموعة تال إديوكيشن، أكثر من 170 ألف موظف. لكن الأعداد الإجمالية الحقيقة تقدر بالملايين نظراً لمئات الشركات الخاصة التي تشارك العمل بشكل جزئي وغير منظم.
اقرأ المزيد: بعد حملتها على التعليم الخاص... الصين تجتمع بالبنوك الكبرى لتهدئة مخاوف المستثمرين
في منشوره، كتب يو "واجهت شركة نيو أورينتال في عام 2021 العديد من الأحداث غير المتوقعة من عوامل مثل السياسة والوباء والعلاقات الدولية، ولا يزال جزء كبير من أعمالنا في حالة من عدم اليقين".
شركة "نيو أورينتال" التي كانت في يوم من الأيام واحدة من الشركات الرائدة في تقديم خدمات التعليم الخاص في الصين، تلاشت قيمتها السوقية بنحو 90% العام الماضي بعد أن حظرت بكين على الشركات التعليمية الخاصة تحقيق أرباح أو زيادة رأسمالها. يقول يو في منشوره إن مدفوعات إنهاء الخدمة واسترداد رسوم الدروس وعقود الإيجار المنتهية لمراكز التدريس تكلف الشركة مجتمعة ما يقرب من 20 مليار يوان (3.1 مليار دولار).
طالع المزيد: بعد توقّعه حملة الصين ضد شركات التعليم.. صندوق استثماري يراهن اليوم على نمو الطاقة الشمسية
قالت كاثرين ليم، كبيرة محللي القطاع في بلومبرغ إنتليغينس، إن خسائر التشغيل قد تكون أكبر من المتوقع عند 500 مليون دولار في السنة المالية المنتهية في مايو. وكتبت في مذكرة بحثية إن شركة نيو أورينتال ومنافستها تال قد تشهدان مزيداً من الخسائر حتى عام 2024، حيث إن تحديد أسعار الدروس من قبل الحكومة وحظر إقامة الدروس في عطلة نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية تعيق نمو عائداتهما.
سعت "نيو أورينتال" إلى زيادة استثماراتها في الأعمال التجارية التي تستهدف طلاب الجامعات والأسواق الصينية في الخارج، مع استكشاف مجالات جديدة مثل البث المباشر وبيع المنتجات الزراعية. يقول يو إن البحث عن اتجاه جديد سيكون موضع تركيز في عام 2022، مضيفا أنه شارك في بث مباشر لمدة ساعة واحدة الأسبوع الماضي تم فيه بيع ما يقرب من 200 ألف كتاب.
طالع المزيد: رسمياً.. الصين تحظر الاستثمار الربحي في شركات تكنولوجيا التعليم
الحملات التنظيمية على قطاعي التعليم والتكنولوجيا، والتي تأتي ضمن حملة قمع أوسع على شركات الإنترنت الصينية، أجبرت اللاعبين الرئيسيين على التكيف من أجل البقاء، وذلك من خلال توسيع المناهج غير الأكاديمية وتوفير بعض الدروس الخاصة مجانا. كما قلصت الشركات أعداد قواها العاملة، حيث سرحت شركة "بايت دانس" المئات خلال العام الماضي. وذكرت القناة التليفزيونية المحلية ليت بوست، أن عدد الوظائف التي خفضتها شركة "تال" ومقرها بكين بلغ 90 ألف وظيفة، دون أن تذكر مصدر هذه المعلومات.
في 31 ديسمبر، كشف المنظمون المحليون في المدن الكبرى مثل بكين وشنغهاي النقاب عن معايير التسعير للدروس الخصوصية "كي 9" غير الربحية، ما يشير إلى أن إعادة إطلاق الدروس عبر الإنترنت قد تكون وشيكة. وقد تم تحديد رسوم الدروس عبر الإنترنت مقابل 20 يوانا لكل حصة، مع السماح للشركات برفعها بما لا تزيد عن 10%.
"نيو أورينتال" كانت واحدة من بين 10 شركات، بما في ذلك "بايت دانس" و"تنسينت هولدينغز" المدعومة من يوانفوداو، التي حصلت على تراخيص لتقديم دروس عبر الإنترنت، وفقا لتقرير كايكسين.
تراجع سهم "نيو أورينتال" المدرجة في هونج كونج بنسبة 3.7% في التعاملات المبكرة يوم الإثنين قبل أن يعوض بعضاً من خسائره.