بلومبرغ
لأول مرة منذ 1931، فقدت شركة "جنرال موتورز" لقب صانعة السيارات الأعلى مبيعاً في الولايات المتحدة الأمريكية.
سلّمت مصنّعة السيارات الأمريكية، التي يقع مقرها في ديترويت، تاجها لمنافستها اليابانية "تويوتا"، التي رفعت مبيعاتها بنسبة 10% العام الماضي على الرغم من تسجيلها انخفاضاً بـ28% في الربع الاخير. تمكنت "تويوتا" من بيع 2.3 مليون مركبة في الولايات المتحدة في عام 2021، متفوقةً بفارق ضئيل على "جنرال موتورز" التي حققت مبيعات بلغت 2.2 مليون مركبة.
يعكس تغير قمة قائمة صانعي السيارات التقلبات التي حدثت خلال العام الماضي، الذي يمثّل انقضاؤه مصدر سعادة لكثير من صانعي السيارات. فمن اختناقات خطوط الشحن إلى نقص أشباه الموصلات، كلها تحديات عام 2021 التي وضعت شركات تصنيع السيارات في معاناة لمواكبة الطلب. ورغم أن مبيعات القطاع قد تكون ارتفعت بشكل طفيف مقارنةً بعام 2020، فإنّ قيود الإمدادات حطمت أي أمل في التعافي السريع من الانهيار الذي حدث في بداية الجائحة.
من المتوقع أن تصل المبيعات السنوية المعدلة موسمياً لشركات صناعة السيارات إلى نحو 12.5 مليون سيارة جديدة في ديسمبر، منخفضة بنحو 23% عن العام السابق، حسب متوسط توقعات ستة محللين للسوق استطلعت "بلومبرغ" آراءهم.
تجلّى حجم المشكلة بشكل أكثر وضوحًا يوم الثلاثاء بعد إعلان معظم شركات صناعة السيارات الكبرى عن مبيعاتها في السوق الأمريكية للربع الرابع والعام بأكمله، ومن المتوقع أن تعلن شركة "فورد" عن أرقامها اليوم الأربعاء.
وبالنسبة إلى العام بأكمله، من المحتمل أن تصل مبيعات السيارات إلى 14.9 مليون مركبة، بزيادة بنحو 2.5% عن وقت ذروة انتشار فيروس كورونا في 2020، وفقًا لشركة "كوكس أوتوموتيف".
نقاط مضيئة
ورغم ذلك فالسنة الماضية لم تكن خالية من النقاط المضيئة، فقد ساعدت تحديات نقص المخزون في دفع بعض الشركات إلى نماذج أكثر ربحية ومتنوعة الخيارات، في حين تسارعت وتيرة تبني السيارات الكهربائية. وبالفعل تجاوزت "تسلا" توقعات "وول ستريت" يوم الأحد بتسجيل مبيعات ربعية قياسية عالمياً.
إنفوغراف.. تسليمات قياسية لسيارات "تسلا" في 2021
يضع هذا ضغوطاً شديدة على مصنّعي السيارات الآخرين لمواكبة هذا النوع من الأداء. سنلقي نظرة على نتائج مصنّعي السيارات الرئيسيين مع نشرهم لتقاريرهم.
"تويوتا" تستثمر 35 مليار دولار لتسريع تحولها إلى السيارات الكهربائية
"جنرال موتورز" تتراجع
تراجعت مبيعات "جنرال موتورز" للعام الماضي بنسبة 13%، متأثرة بانهيار بـ43% في الربع الأخير. انخفضت مبيعات "شيفي سيلفرادو" بأكثر من 30%، كما هبطت مبيعات "جي إم سي سييرا" بـ21% في نفس الربع. وقد سارعت شركة صناعة السيارات العملاقة بإلقاء اللوم على شح الرقائق، الذي تسبب في انخفاض المبيعات بـ13%، وفقاً للشركة.
"جنرال موتورز" تخطط لمضاعفة الإيرادات وهامش الربح بحلول 2030
وقد أجبر ذلك "جنرال موتورز" على اتخاذ قرارات استراتيجية بخصوص الطرازات التي تركز فيها إنتاجها. ففي ربع عام صعب، ارتفعت مبيعات السيارات الرياضية كبيرة الحجم: "شفروليه تاهو" و"سوبربان" و"جي إم سي يوكون" و"كاديلاك إسكاليد"، وهي السيارات الأعلى ربحية التي تبيعها الشركة.
وأكدت "جنرال موتورز" بشكل حاسم للمستثمرين أن إمدادات أشباه الموصلات شهدت تحسناً مع نهاية العام الماضي، وتتوقع الشركة مزيداً من التحسن في 2022.
"تويوتا" تخطف الصدارة
قادت مبيعات سيارات الشركة السيدان مثل "كورولا" و"كامري" أداء "تويوتا" القوي في 2021، في حين ظلت "راف4" السيارة الأكثر مبيعًا للشركة، فيما انخفضت مبيعات سيارات الدفع الرباعي بنسبة 5% خلال هذا العام. وقد ارتفعت مبيعات "كورولا" و"كامري" بنسب 5 و6.6% على التوالي.
في حين لا نزال ننتظر الأرقام النهائية للقطاع، فمن المتوقع أن تكون "تويوتا" قد اكتسبت نقطة واحدة من الحصة السوقية في الربع الرابع، محققة 15.5% من إجمالي المبيعات لتحتل بها المركز الأول. وهي المرة الأولى التي تفقد فيها "جنرال موتورز" المركز الأول منذ عام 1931، عندما تفوقت على "فورد".
"هيونداي" الأنيقة الأقل تكلفة
كانت العلامة التجارية لشركة "هيونداي موتور" أحد أكبر الرابحين في العام الماضي، إذ سجّلت زيادة في مبيعاتها بنسبة 19% عن العام السابق. ورغم ذلك فقدت شركة صناعة السيارات الكورية بعضاً من أدائها القوي في الأشهر الأخيرة من عام 2021، إذ انخفضت تسليمات السيارات في الربع الرابع بنسبة 15% إلى 152,446 سيارة. وفي شهر ديسمبر وحده انخفضت مبيعاتها بنسبة 23%.
"هيونداي" تعتزم استثمار 7.4 مليار دولار لتصنيع سيارات كهربائية في أمريكا
سجّلت مبيعات التجزئة التي حققتها الشركة في الولايات المتحدة ارتفاعاً هو الأعلى على الإطلاق، مدعومة بالطلب المرتفع على طراز "فينيو" منخفض التكاليف، بأسعار تبدأ من 20 ألف دولار، بالإضافة إلى السيارة الرياضية متعددة الاستخدامات تحت المدمجة "كونا" والسيارة المدمجة "توسان".