بلومبرغ
تضغط مجموعة من مستثمري بتكوين الذين خسروا أموالاً لتوجيه تهم جنائية ضد أخوين في جنوب أفريقيا كانا يديران منصة احتيالية للعملات المشفرة، حتى بعد ظهور متبرع غامض يسعى لسداد بعض الأموال المفقودة.
يمكن أن يتم إصدار مذكرة توقيف بحق رئيس (21 عاماً) وأمير كاجي (18 عاماً)، في وقت مبكر من هذا العام، إذا قررت السلطات المضي قدماً في خططها للمحاكمة، وفقاً لشون بيرس، من "كوست تو كوست سبيشال إنفست إنفستمنتس" (Coast to Coast Special Invest Investments) التي تتخذ من ديربان مقراً لها، والتي تمثل بعض أولئك الذين خسروا بسبب فضيحة "أفريكربت" (Africrypt). وأضاف بيرس إنه يمكن أيضاً متابعة الملاحقة القضائية الخاصة.
قال بيرس في مقابلة: "نحن نضغط لتوجيه الاتهام للأخوين بتهمة الاحتيال والسرقة وربما غسيل الأموال... يمكن أن ينالوا حكماً بالسجن 10 إلى 15 عاماً لقيامهم بجرم لأول مرة".
اختراق
يُزعم أن الأخوين اختفيا في أبريل مع حوالي 3.6 مليار دولار من بتكوين، على الرغم من أن محامياً سابقاً للأخوين نفى صحة هذا المبلغ لاحقاً. أبلغ الأخوان العملاء في وقت سابق أن الشركة كانت ضحية للاختراق، مع حثهم على عدم إبلاغ السلطات بالحادثة.
قال بيرس، الذي يمثل حوالي 35 تاجراً: "لقد ذكروا أنهم تعرضوا للاختراق ولدينا دليل على أن هذا لم يحدث... كان هدفهم الاحتيال والسرقة".
ومع ذلك، قال محامي "أفريكربت" إن الملاحقة القضائية قد تواجه رياحاً معاكسة لأن العديد من المستثمرين وقعوا اتفاقيات لنقل ادعاءاتهم لشركة يقع مقرها في دبي وتعرف باسم "بينيثون بروجيكت مانجمنت"، والتي قدمت بعض المدفوعات للمتضررين. وقال رشاد موسى عبر الهاتف من جوهانسبرغ إنهم لم يعودوا يملكون حق الحصول على أي فائدة، وبالتالي لا يمكنهم الضغط من أجل القيام بإجراءات مدنية أو جنائية.
من جانبها قالت "ذا هوكس" – وهي وحدة شرطة التحقيق الخاصة التي تبحث في القضية - إنها سترسل رداً بعد أن تم التواصل معها يوم الإثنين.
وفي حين أن مكان وجود كاجي لا يزال غير معروف، عرضت "بينيثون" تقديم حوالي 70% من الراند الجنوب أفريقي للمستثمرين المتضررين. قالت إنها مهتمة في البرمجيات الاحتكارية الخاصة لـ"أفريكربت"، على الرغم من أن دافع الشركة الكامل لا يزال غامضاً.
قال بيرس إن عدداً من "المستثمرين الذين أمثلهم حصلوا على بعض الأموال... ومع ذلك، ما زلنا نمضي قدماً في القضية الجنائية حيث لا تزال هناك أموال مفقودة".
التدقيق
سلطت تداعيات "أفريكربت" الضوء على قلة التدقيق في صناعة العملات الرقمية المزدهرة في البلاد، والتي زادت شعبيتها منذ ارتفاع أسعار بتكوين قبل عام. وفي عام 2020، انهارت شركة عملات مشفرة أخرى في جنوب أفريقيا تدعى "ميرور تريدنغ انترناشونال" (Mirror Trading International)، وبلغ مجموع الخسائر حوالي 1.2 مليار دولار.
تخطط الجهة التنظيمية المالية في البلاد للكشف عن إطار عمل يغطي العملات المشفرة في وقت مبكر من هذا العام للمساعدة في حماية أفراد المجتمع المعرضين للخطر، حسبما قالت الشهر الماضي.
تم إحضار بيرس بواسطة أحد أصدقائه الذي وضع أيضاً أموالاً في المشروع للمساعدة في التحقيق في "أفريكربت" وبناء قضية جنائية. وانضم مستثمرون آخرون في منطقة ديربان إلى الخطة لمحاولة سجن الأخوين.
يقول بيرس إنه كان هناك تعاون بين المحققين وسلطات جنوب أفريقيا، بما في ذلك "ذا هوكس" و"هيئة الادعاء الوطنية". وكان المستثمر الغامض قد طلب سابقاً إسقاط أي شكاوى جنائية إذا تم التوصل إلى اتفاق أثناء عملية التصفية، على الرغم من أن بيرس قال إن هذا ليس خياراً مقبولاً.