بلومبرغ
صعدت مبيعات صانعة اللقاحات الصينية "سينوفاك بيوتيك" (Sinovac) في النصف الأول من العام الحالي لأكثر من 160 مرة مقارنة بما كانت عليه قبل عام، لكن حذَّرت الشركة من إمكانية انخفاض الإيرادات المستقبلية وسط المنافسة الشرسة من لقاحات كوفيد-19 الأخرى.
قفزت إيرادات "سينوفاك"، التي يقع مقرها في بكين، إلى 11 مليار دولار في الأشهر الستة الأولى من هذا العام، مقارنة بـ 67.7 مليون دولار فقط في الفترة نفسها من 2020، في ظل بدء الشركة للتو في الاختبار البشري المبكر للقاح كوفيد المعروف باسم "كورونافاك" (CoronaVac). وقالت الشركة المصنّعة للقاح في بيان صحفي يوم الجمعة، إنَّها سجلت أرباحاً بقيمة 5.1 مليار دولار للفترة نفسها من 2021، مقارنة بخسارة قدرها 12.6 مليون دولار في النصف الأول من عام 2020.
"سينوفاك" الصينية تحقق مكاسبَ خيالية من بيع لقاح كورونا
ستساهم حملات التطعيم المعززة حول العالم على الأرجح في جعل جرعات لقاحات كوفيد-19 مصدراً ثابتاً للدخل بالنسبة لمطوري اللقاحات في الأعوام المقبلة، لكنَّ رأياً مختلفاً لدى "سينوفاك"؛ فهي ترى أنَّ أداءها الأخير "ليس مؤشراً على اتجاهات المبيعات المستقبلية، فمن المتوقَّع انخفاض إيرادات لقاح "كورونافاك" مع انحسار الوباء وزيادة الضغوط التنافسية من اللقاحات الأخرى".
الفاعلية
جاءت المبيعات والأرباح غير المتوقَّعة بعد أن أصبح لقاح "سينوفاك" المعطل هو اللقاح المفضل في الصين ومعظم العالم النامي، برغم الشكوك المستمرة حول فعاليته. وتشير الشركة الصينية إلى توزيع أكثر من 2.5 مليار جرعة من اللقاح حول العالم هذا العام، مما يجعله واحداً من أكثر لقاحات كوفيد انتشاراً في العالم.
مع ذلك، بدأت بعض الدول التي اعتمدت في الغالب على اللقاحات الصينية في البداية، في طلب جرعات من شركات مثل "فايزر" في النصف الثاني من العام وسط مخاوف بشأن مستوى الحماية الذي توفره اللقاحات الصينية التي ربما لا تكون كافية.
دراسة: الجرعة الثالثة من لقاح "سينوفاك" الصيني فشلت في الحماية من "أوميكرون"
تعتمد كل من "سينوفاك"، و "سينوفارم"، وهي المزوّد الرئيسي الآخر للقاحات كوفيد في الصين، على تكنولوجيا اللقاح الأكثر تقليدية والمُعطلة، في حين تعتمد "فايزر" وصانعة الأدوية الأمريكية "موديرنا" على تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال (messenger RNA) الأحدث في لقاحاتها. وبينما تبدو جرعات اللقاح الصيني كأنَّها تحمي من الأعراض الحادة والوفاة من كوفيد؛ أوصت منظمة الصحة العالمية بجرعة ثالثة للأشخاص البالغين 60 عاماً أو أكثر، والذين تلقوا بالفعل جرعتين من "سينوفاك"، أو "سينوفارم".
أوميكرون
من الممكن أن تتأثر وجهة نظر "سينوفاك" أيضاً بالأدلة التي تشير إلى أنَّ جرعاتها
لا تقدم نجاحاً مماثلاً ضد متحور فيروس كورونا الجديد "أوميكرون" الذي أصبح مهيمناً في العديد من الدول.
تشير الدراسات الحديثة إلى أنَّ اللقاحات المُعطلة قد لا تنتج أجساماً مضادة وقائية كافية ضد سلالة "أوميكرون" الأكثر عدوى وصاحبة القدرة على مناورة المناعة الناتجة عن العدوى السابقة أو التطعيم، حتى بعد أخذ جرعة معززة. كما أنَّ "سينوفاك" قالت سابقاً، إنَّها تعمل على لقاح آخر معطل ضد هذا المتحور الوبائي بالتحديد.
"أوميكرون" يبقي كورونا التحدي الأول لعام 2022
مع ذلك، تهتم"سينوفاك"، و "سينوفارم" بإمداد اللقاحات لمرفق "كوفاكس" المدعوم من منظمة الصحة العالمية، الذي يسعى إلى إرسال جرعات اللقاحات إلى دول العالم النامي. وقد هيمنت الدول الأكثر ثراءً على إمدادات لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال، في حين واجهت الجرعات التي صنَّعتها شركة "أسترازينيكا"، وجامعة أكسفورد تأخيرات عدة في التصنيع.
تم إيقاف تداول "سينوفاك"، المدرجة في الولايات المتحدة، منذ بداية عام 2019 وسط خلاف نشب بين كبار المساهمين حول خطط لتحويل الشركة لملكية خاصة.