بلومبرغ
تدعم شركة "أرتيسان بارتنرز" (Artisan Partners) - أحد أكبر المستثمرين الأمريكيين في شركة "توشيبا" - بشكل عام خطة المجموعة اليابانية للتقسيم إلى ثلاث شركات مع اقتراب التصويت على الاقتراح الذي سيقرر مستقبل الشركة التي يزيد عمرها عن 140 عاماً.
تتوافق شركة "أرتيسان" "من حيث المبدأ" مع الخطة، بحسب تصريح ريزو كانوفيتش خلال مقابلة بالفيديو، الذي يدير أكثر من 9 مليارات دولار في استراتيجية رأسمال صغير ومتوسط الحجم لشركة "أرتيسان" الاستثمارية التي تتخذ من مدينة ميلواكي الواقعة في ولاية ويسكنسن مقراً لها. وأضاف كانوفيتش أنَّ التقسيم سيجعل إدارة أعمال "توشيبا" المترامية الأطراف أسهل وأكثر قابلية للفهم.
تُظهر هذه التعليقات أنَّه لايعارض كل المساهمين الأجانب في "توشيبا" اقتراح التقسيم الذي قدّمته المجموعة، والذي أعلنت عنه في نوفمبر بعد سنوات من الفضائح، بالإضافة إلى مشاكل تتعلق بحوكمة الشركات.
كان المستثمرون الناشطون يطوّقون الشركة اليابانية، مع أحد المساهمين الرئيسيين، ألا وهي شركة "ثري دي انفستمنت بارتنرز" (3D Investment Partners)، التي نشرت بالفعل خطاباً مفتوحاً عبّرت فيه عن مخاوفها بشأن الخطة.
من جانبه، قال كانوفيتش: "نعتقد أنَّ الخطة ستركز على أعمال الشركة، وربما تسمح للناس بتبسيط بيروقراطية هذه الشركة، وتسريع عملية اتخاذ القرار".
يذكر أنَّ شركة "أرتيسان" تمتلك حوالي 1% من شركة "توشيبا"، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".
الغرق في الجدل
ويشار إلى أنَّ "توشيبا" التي كانت في يوم من الأيام أيقونة الشركات اليابانية، غارقة في جدل يعود إلى عام 2015 على الأقل، عندما اضطرت لدفع غرامة كبيرة بسبب تزوير البيانات المالية. وقد أجبرها دخولها المشؤوم في الأعمال النووية على شطب 6.3 مليار دولار، وبيع أعمالها في المجال الثمين لرقائق الذاكرة.
مع تزايد الخسائر، قام النشطاء بقيادة شركة "إيفيسيمو كابيتال مانجمنت" (Effissimo Capital Management) بالدفع من أجل إجراء تغيير في مجلس إدارة الشركة، بما في ذلك محاولة تعيين المؤسس المشارك لـ"إيفيسيمو"، يويشيرو إيماي، في منصب المدير. وكانت "إيفيسيمو" قد قالت في نوفمبر، إنَّها لم تقرر بعد ما إذا كانت ستدعم خطة تقسيم "توشيبا".
في العام الماضي، هزمت "توشيبا" النشطاء في اجتماعها السنوي للمساهمين، ونجحت في انتخاب مرشحيها لمجلس إدارتها. لكنَّ تحقيقاً مستقلاً وجد لاحقاً أنَّ الإدارة عملت مع مسؤولين حكوميين للتأثير في نتيجة التصويت.
قال كانوفيتش، إنَّ شركة "أرتيسان" لا "تنحاز بشكل خاص إلى أي طرف" إنْ كان لطرف المستثمرين الناشطين، أو لطرف إدارة الشركة. يقول كانوفيتش، إنَّ "توشيبا" هي أحد الأصول الجذابة لدرجة مذهلة"، إذ لديها "واحدة من أكثر قواعد التكنولوجيا إثارة للاهتمام في العالم"، مستشهداً بمجموعة من الشركات، بما في ذلك مجالات الحوسبة الكمية، والطاقة المتجددة، وأشباه موصلات الطاقة.
ويضيف كانوفيتش: "لقد تجاهل العالم تماماً جودة البحث والتطوير التي تم إجراؤها داخل شركة توشيبا"، واصفاً الأسهم بأنَّها "رخيصة للغاية".
الاعتراض على الاستثمار الخاص
قال كانوفيتش إنَّه يعارض الرأي الذي تم التعبير عنه على نطاق واسع بأنَّ الطريقة الوحيدة لإعادة هيكلة الأعمال هي من خلال الأسهم الخاصة. أجرت "توشيبا" مناقشات مع صناديق الأسهم الخاصة حول الخيارات الممكنة قبل اتخاذ قرار بشأن التقسيم الثلاثي.
وأضاف كانوفيتش: "الفكرة القائلة إنَّ شركات الأسهم الخاصة ستشتريها بثمن بخس، وتضاعف أموالها ثلاث مرات، وبعدها تقوم ببيعها في السوق العامة مرة أخرى، فكرة خاطئة... نشعر أنَّ جميع المساهمين في توشيبا يجب أن يستفيدوا من الإمكانات غير العادية لهذه الأعمال".
أشار كانوفيتش إلى أنَّ بعض المستثمرين الناشطين الذين يدافعون عن البيع السريع للأسهم الخاصة سيكون لديهم أيضاً القدرة على الاستثمار في "توشيبا" كشركة خاصة غير سائلة.
عند سؤاله عن سبب دعم "أرتيسان" "من حيث المبدأ" فقط، لاقتراح "توشيبا"؛ قدَّم كانوفيتش سببين. أولاً، هو عدم اتخاذ قرار بشأن من سيكون الرؤساء التنفيذيون للشركات، ومن سيكون رئيس مجلس الإدارة للمجموعة. ثانياً، ما زال من غير الواضح كيف ينظر المنظم الياباني للخطة، نظراً لأنَّ "توشيبا" لديها بعض الأعمال، مثل رقائق الذاكرة، التي يمكن اعتبارها مهمة من الناحية الاستراتيجية.
تولى كانوفيتش إدارة استراتيجية أعمال النمو الصغيرة والمتوسطة غير الأمريكية لدى "أرتيسان". التي زادت في 2018 أصولها لتصل إلى 9.5 مليار دولار اعتباراً من 30 سبتمبر. أغلقت الشركة هذه الاستراتيجية أمام معظم المستثمرين الجدد في يوليو. وقبل عمله لدى شركة "أرتيسان"؛ كان كانوفيتش يشغل منصب مدير المحفظة الاستراتيجية لدى شركة "أوبنهايمر انترناشونال سمول-ميد كاب".
من المتوقَّع أن تعقد "توشيبا" اجتماعاً عاماً غير عادي للمساهمين في الربع الأول من العام المقبل للتصويت على خطة التقسيم. وستقدّم إحاطات موجزة للمستثمرين في يومي 7 و8 فبراير لشرح استراتيجيات أعمالها.