"أوميكرون" يجب أن يدفع تجار التجزئة للإلزام بتلقي اللقاح

time reading iconدقائق القراءة - 14
متسوقون بموسم العطلات في مركز تجاري في نيو جيرسي في الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
متسوقون بموسم العطلات في مركز تجاري في نيو جيرسي في الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

قد يظهر فيروس "أوميكرون" من سلالة كورونا في الولايات المتحدة قريباً، إن لم يكن كامناً فيها، لكن شركات التجزئة في البلاد غير مهتمين بالأمر الوحيد الذي يحمي ملايين العمال قبل وصوله: الإلزام بتلقي اللقاح.

لسنا ننسى أننا في موسم التسوق للعطلات، وأن قطاع التجزئة، الذي يعول على هذه الفترة لتحقيق مبيعات سنوية قوية، يخشى من أن فرض اللقاح سيعطل جزءاً كبيراً من العمالة المؤقتة التي تنقل البضائع وقوامها 665 ألفاً. يكمل المؤقتون دور نحو 32 مليون موظف تجزئة مستدام في الولايات المتحدة. علمتنا العلوم والبيانات أن العمال غير الملقحين أكثر عرضة من الذين تلقوا اللقاح للإصابة بكوفيد. بالمحصلة، يكون العملاء أيضاً أكثر أماناً حين يخدمهم موظفون تلقوا اللقاح.

يفهم تجار التجزئة ذلك إلى حد ما.

قالت ستيفاني مارتز، مسؤولة كبيرة في الاتحاد الوطني لبائعي التجزئة، وهو تكتل نقابي، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأسبوع الماضي: "نتفق جميعاً مع الفرضية القائلة بأن اللقاحات جيدة وأن اللقاحات تنقذ الأرواح... بنفس المنطق، لا يمكنك فقط أن تقول: حسناً، إجعلها تفعل ذلك".

لما لا؟ يستطيع بائعو التجزئة أن يقولوا: "اجعلها تفعل ذلك" إن أرادوا. إن كانوا يعتقدون حقاً أن اللقاحات تنقذ الأرواح فعليهم تبني كل التدابير المتاحة لضمان تلقيها، ففرض اللقاح كشرط هو دليل واضح على هذا الالتزام. لا يريد تجار التجزئة ذلك لأن لديهم أرباح محصلة نهائية يراعونها ونقص عمالة يخشونه.

تريث حفظاً للأرباح

يسهل فهم هذا الخوف، فقد طلب تجار التجزئة من إدارة بايدن السماح لهم بالتريث حتى أواخر الشتاء لما بعد طفرة التسوق خلال العطلات قبل اعتماد إلزامات الاختبار والتلقيح الجديدة الصادرة عن وزارة العمل بشأن أماكن العمل التي تضم 100 موظف فما أزيد.

لكن حتى لو كان خوف تجار التجزئة من تنفير العمال أمراً مفهوماً، إلا أنه قد لا يكون منطقياً. فرضت بعض الشركات إلزامات لكنها واصلت أعمالها رغم المصاعب دون أن تشهد مغادرة جماعية للعمال. إن شركة "يونايتد إيرلاينز" و"تايسون فودز" (Tyson Foods) ليست سوى بضعة أمثلة من قصص النجاح تلك. حقق المحافظون ورؤساء البلديات في نيويورك وإلينوي نتائج مماثلة بعدما ألزموا القوى العاملة لديهم. قالت شركة "ولمارت"، أكبر بائعي التجزئة، إن "الغالبية العظمى" من موظفيها تلقت اللقاح بعد أن طلبت منها ذلك.

فرضت "ولمارت" إلزام اللقاح على موظفيها فقط، بينما تعرض على عمال تجزئة يعملون في خطوطها الأمامية حوافز لتلقيه دون أن تلزمهم. هذا انعكاس للنهج الخطر المتبع من قبل تجار التجزئة في محاولة منهم للالتفاف حول الإلزام باللقاح واعتقادهم بأن معارضة عمال الخطوط الأمامية للقاحات لا يمكن التغلب عليها.

يعد ذلك أيضاً اعترافاً بأن الوباء قد أعطى عمال التجزئة سبباً وجيهاً للتساؤل عن سبب تحملهم للأجور المنخفضة والمزايا السيئة وسوء المعاملة لفترة طويلة، كما يشرح سبب تركهم الصناعة بأعداد كبيرة.

مكافأة واستقطاب

بقي مع ذلك ملايين عمال التجزئة على رأس عملهم، فيما غادر آخرون. حاولت شركات مثل "ولمارت" و"تارغت" و"كاستكو" من جهتها مكافأتهم وجذب عمال جدد عبر زيادة الأجور وتحسين المزايا. إذا استمر تجار التجزئة بجعل أماكن عملهم أكثر جاذبية للعمال ذوي الياقات الزرقاء فمن المحتمل أن يتمتعوا بمزيد من المرونة حيال القيام بأشياء أخرى بشكل صحيح، مثل إصدار أوامر بتلقي اللقاح.

من الواضح أن "الاتحاد الوطني لتجار التجزئة" لا يرى الأمر على هذا النحو. فالتكتل الذي يضم لاعبين كبار يشملون "ولمارت" و"تارغت" و"أمازون" و"كولز" و"لويز" و"هوم ديبو" و"نوردستورم" و"غاب" و"بي جيز هولسيل كلوب"إضافة إلى "ميسيز"، رفع في وقت سابق من هذا الشهر دعوى قضائية ضد إدارة بايدن لوقف دفعها تجاه فرض هذا الإلزام على القطاع. تجادل الدعوى بأن الإلزامات الاتحادية من شأنها تسبيب "ضرر لا يمكن إصلاحه" لصناعة تعاني من صداع سلاسل التوريد ومشاكل العمالة، رغم أنها بطريقة ما تتمتع بطفرة جيدة ومربحة في الإنفاق الاستهلاكي.

قبيل رفعه الدعوى القضائية، أرسل الاتحاد الوطني لتجار التجزئة خطاباً لوزارة العمل تضمن مغالطات سعياً لتبرير معارضته للإلزامات. أشار الخطاب إلى أن "العمال يواجهون خطر فيروس كوفيد-19 أينما ذهبوا لأنهم بشر يتجولون حول العالم، وليس لأنهم يذهبون إلى العمل". بعبارة أخرى، كوفيد-19 موجود في كل مكان ولا ينبغي أن يقع العبء على تجار التجزئة لجعل العمال أكثر أماناً.

إن تجار التجزئة الذين يتجنبون فرض الإلزامات يلعبون على وتر المكابرة الذي يلعب عليه بعض عمالهم الكارهين للقاح وغيرهم من مناهضيه. دعونا نأمل ألا يجبرهم متحول "أوميكرون" الفيروسي على إدراك خطورة هذه اللعبة ومدى عمق انعدام المسؤولية والاستهزاء الذي تتحلى به بعض الشركات الأمريكية، لدرجة أن تقول إنها تعرف أن اللقاحات تنقذ الأرواح بينما لا تبذل الجهود اللازمة.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات
النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

واشنطن

1 دقيقة

5°C
غيوم قاتمة
العظمى / الصغرى /
24.1 كم/س
76%
الآراء الأكثر قراءة