بلومبرغ
وافقت مجموعة "هيونداي موتور" (Hyundai Motor) على شراء حصَّة مسيطرة في شركة "بوسطن دايناميكس"(Boston Dynamics) في صفقة تقدَّر قيمة شركة الروبوتات المتنقلة بمبلغ 1.1 مليار دولار.
وقالت الشركتان في بيان يوم الجمعة إنَّ "هيونداي" إلى جانب بعض الشركات التابعة ،ورئيس مجلس الإدارة إيسون تشونغ، بصدد الاستحواذ على حصة 80% في شركة الروبوتات الأمريكية من مجموعة "سوفت بنك" (SoftBank)، مما يترك للشركة اليابانية حصة 20%.
وكانت "بلومبرغ نيوز" كشفت عن الصفقة لأول مرة في نوفمبر.
وعزَّزت "هيونداي" الكورية الجنوبية أبحاثها في مجال الروبوتات، التي تتوسَّع أكثر في السيارات الكهربائية وذاتية القيادة. وتخطِّط شركة صناعة السيارات لإنفاق أكثر من 60 تريليون وون (55 مليار دولار) في السنوات الخمس المقبلة في تلك المجالات لتصبح واحدة من أبرز مصنِّعي السيارات في العالم.
وتستكشف الإمبراطورية الأوسع نطاقاً أيضاً الاستخدامات العمليَّة للروبوتات الصناعية.
وقالت الشركتان: "إنَّ الجمع بين التقنيات التكميليَّة المتقدِّمة لدى "هيونداي موتور غروب"، و"بوسطن دايناميكس" والشراكة المستمرة مع "سوفت بنك"سيدفع تطوير وتسويق الروبوتات المتقدمة"، ويساعد على تصنيع "سلسلة قيمة للروبوتات تتراوح من تصنيع مكوِّنات الروبوت إلى الحلول اللوجستية الذكية".
ومن بين كيانات "هيونداي" الأخرى التي ستشارك في الصفقة شركة "هيونداي موبيس" لصناعة قطع غيار السيارات، وشركة "هيونداي غلوفيس" التي تقدِّم خدماتٍ لوجستيةً دوليةً ومحليةً.
وإلى جانب "هيونداي موتور"، تعتزم الشركات الثلاث إنفاق حوالي 717 مليار وون، بواقع 30% لصالح "هيونداي موتور" و 20% لصالح "موبيس" و10% من نصيب " غلوفيس". ومن المتوقَّع اتمام الصفقة مع حلول يونيو.
تخطط "هيونداي" لاستثمار 55 مليار دولار في السنوات الخمسة المقبلة لتصبح واحدة من أبرز مصنعي السيارات في العالم
من "غوغل" إلى "سوفت بنك"
سيمثِّل بيع "بوسطن دايناميكس" تطوراً آخر في مسار شركة انبثقت عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وعملت بشكل مستقلٍّ حتى اشترتها " غوغل" في عام 2013. وجرى بيع "بوسطن دايناميكس" مرَّة أخرى في عام 2017 ، في ذلك الوقت لـ"سوفت بنك".
وفي بعض الأحيان، عملت "بوسطن دايناميكس" كمنظمة بحثية أكثر من كونها شركة، تنتج آلات متطورة تقنياً وغريبة الأطوار، ولكنها غير مربحة.
ويتضمن ذلك "سبوت"، وهو روبوت شبيه بالكلاب قادر على المناورة. وتحصد مقاطع الفيديو الخاصة بإبداعاتها بانتظام ملايين المشاهدات على موقع "يوتيوب"؛ ومع ذلك، قالت الشركة إنَّها لا تحقِّق أرباحاً في الوقت الحالي.
المستودعات والمستشفيات
داخل "سوفت بنك"، شكَّلت "بوسطن ديناميكس" جانباً من مجموعة متباينة من مشاريع الروبوتات في مجموعة شركات التكنولوجيا؛ بما في ذلك مطوري الروبوتات للمستودعات، والمطاعم، والتطبيقات الصناعية الأخرى. وتضاعف عدد موظفيها ثلاث مرات إلى 300 شخص، وانتقلت إلى مقرٍّ جديد في مبنى بريديٍّ سابقٍ، تمَّ تجديده في "والثام" بولاية ماساتشوستس بتكلفة 20 مليون دولار، بحسب ما قال شخص مطَّلع على الأمر في وقت سابق من العام الجاري.
وفي أواخر العام الماضي، قامت مجموعة "سوفت بنك" بجهود جديدة لتوجيه الشركة المصنِّعة لـلروبوتات نحو الربحية، مما أدَّى إلى تسريع الجهد الذي بدأ تحت إشراف "غوغل".
على النقيض من ذلك، تقوم "هيونداي" بتصنيع روبوتات صناعيَّة عمليَّة للغاية مخصصة للاستخدام في المصنع. وتعمل المجموعة على تطوير روبوتات الهيكل الخارجي التي تساعد في تخفيف التعب، ومنع إصابة عمال المصنع. كما أنَّها تعمل على تصنيع روبوتات ذات ذكاء اصطناعي يمكنها تقديم المساعدة في الفنادق وقطاعات الخدمات الأخرى.
هيونداي تخطط لتوسيع وجودها في سوق الروبوتات البشرية، بهدف تطوير روبوتات للخدمات المتطورة، مثل تقديم الرعاية للمرضى في المستشفيات
ضبط العقول
وفقاً لبيان صدر يوم الجمعة، فإنَّ الاستثمار "يعزِّز محفظة هيونداي من التكنولوجيا التي تتناول الفرص لكل من روبوتات الخدمة والروبوتات اللوجستية". كما "تتمتَّع روبوتات الخدمة مثل "سبوت" بإمكانية أداء مهام مملة وقذرة وخطيرة في الإعدادات التي يواجه فيها التنفيذ الآلي تحديات صعبة. ومن خلال حلِّ الرؤية الحاسوبية "Pick" لإزالة التغليف وروبوت المستودع المتنقل قيد التطوير ، ستوسِّع بوسطن ديناميكس بصمة هيونداي في الروبوتات اللوجستية".
وقالت هيونداي إنَّها تخطط بمرور الوقت لتوسيع وجودها في سوق الروبوتات البشرية، بهدف تطوير روبوتات للخدمات المتطورة، مثل تقديم الرعاية للمرضى في المستشفيات.
وقام تشونج، الذي أصبح رئيساً للمجموعة في أكتوبر، بتحويل الشركة العملاقة بشكلٍ مطَّرد لتقديم المزيد من مجموعات السيارات الكهربائية، ولديه خطط لدخول سوق المركبات الجوية في عام 2028.
وتقوم المجموعة الكورية الجنوبية أيضاً ببناء مركز للابتكار في سنغافورة، إذ ستعمل على تطوير الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة وغيرها من التقنيات لتعزيز عمليات التصنيع ، وضبط "العقول" لما بعد سيارات الغد الأكثر ذكاءً.