المصدر:
بلومبرغ
اتُهم طيار سابق لدى شركة "بوينغ" بخداع منظمي الطيران الأمريكيين في أول محاكمة حول حادثتين قاتلتين لطائرتين من طراز "737 ماكس" أوقعتا عملاقة الطيران في أزمة.
قالت وزارة العدل في بيان إن كبير الطيارين الفنيين السابق، مارك فوركنر تلقى اتهاماً رسمياً الخميس بأنه خدع مجموعة تقييم الطائرات التابعة لإدارة الطيران الاتحادية أثناء تقييمها واعتمادها طراز "ماكس". كما وُجهت له تهمة تزويد الإدارة بمعلومات كاذبة وغير دقيقة وغير كاملة حول جزء جديد من ضوابط طيران طراز "ماكس".
تسببت أفعاله المزعومة بافتقار كتيّبات الطائرات ومواد تدريب الطيارين الخاصة بشركات الطيران الأمريكية أي إشارة إلى نظام دعم خصائص المناورة، "إم سي إيه إس" (MCAS)، وهو النظام البرمجي الذي ارتبط لاحقاً بالحادثين المأساويين.
قال المدعي العام الأمريكي بالإنابة في دالاس، تشاد إي ميتشام في بيان: "في محاولة لتوفير المال لصالح (بوينغ) حجب فوركنر معلومات مهمة عن الجهة التنظيمية... أعاق خياره القاسي بأن يضلل إدارة الطيران الاتحادية قدرة الوكالة على حماية المسافرين من العامة وترك الطيارين بلا إسناد مع افتقارهم لمعلومات حول بعض أليات التحكم بطيران طراز (737 ماكس)".
رفضت كل من إدارة الطيران الفيدرالية و"بوينغ" التعليق، ولم يتسن الوصول إلى محامي فوركنر فوراً للتعليق أيضاً.
أزهقت 346 نفساً
تعتبر القضية تتويجاً لتحقيق جنائي بدأ في أواخر العام 2018، بعد أول حادثي تحطم، واللذين قتلا 346 شخصاً، وفرضا أطول فترة توّقف لطائرة تجارية في تاريخ الطيران الأمريكي. أضرت مكتشفات تقارير الحوادث بسمعة "بوينغ" بشدة وأثارت تساؤلات تغاضي الجهة التنظيمية عن ميزة جديدة قد تسبب أضراراً، وعن حذفها من كتيّبات إرشادات الطيارين.
أشرف فوركنر بصفته كبير الطيارين الفنيين لدى "بوينغ" على صياغة مواد تدريب الطيارين قبل اعتماد طائرة "ماكس" لدى الجهات التنظيمية الأمريكية في 2017.
توصلت مُصنّعة الطائرات التي تتخذ في شيكاغو مقراً لاتفاق تسوية بقيمة 2.5 مليار دولار هذا العام حول تهمة جنائية بشأن تضليل إدارة الطيران الفيدرالية.
برزت أفعال فوركنر بشكل كبير في الاتفاق المسمى الملاحقة القضائية المؤجلة، الذي أبرم في الأيام الأخيرة لإدارة ترامب. وافقت وزارة العدل على رفض التهمة الجنائية الموجهة إلى شركة "بوينغ" في حال تعاونها من خلال السماح للموظفين الحاليين والسابقين للإدلاء بشهاداتهم.
مهرجون وقرود
اشتكى فوركنر في رسائل حادة وفظّة أحياناً، كمدير على مستوى الإدارة المتوسطة في "بوينغ"، من نظام "إم سي إيه إس". أثارت تلك الرسائل الخطيّة غضباً في إدارة الطيران الفيدرالية وفي مبنى الكابيتول هيل عند الإعلان عنها في أواخر 2019 ومطلع 2020.
تفاخر فوركنر باستخدام "حيل جيداي العقلية" للتأثير على المنظمين، فيما اشتكى من أن طراز "ماكس" من "تصميم مجموعة مهرجين يشرف عليهم مجموعة قرود."
"بوينغ ماكس 737" تتوقف مجدداً عن الطيران بعد الكشف عن خلل جديد
كانت إحدى نقاط البيع الكبيرة لدى "بوينغ" عند عملاء من أمثال "ساوث ويست إيرلاينز" (Southwest Airlines)، هي أن الطيارين المعتمدين للجيل السابق من طائرات "737" كانوا بحاجة فقط إلى دورة كمبيوتر قصيرة لصقل مهارات قيادة "ماكس". اقترح فوركنر أن تحذف الجهات التنظيمية الإشارة إلى نظام "إم سي إيه إس" في وثيقة تُحدد الدورات التدريبية المُلزمة من قبل إدارة الطيران الاتحادية، وفقاً لاتفاقية الملاحقة القضائية المؤجلة لشركة "بوينغ".
يواجه فوركنر تهمتي احتيال بخصوص أجزاء طائرات في التجارة بين الولايات، وأربع تهم بالاحتيال عبر مراسلات. يخضع في حالة إدانته لحبس يصل إلى 20 عاماً مقابل كل تهمة احتيال عبر المراسلات البرقية، و10 سنوات لكل تهمة احتيال تتعلق بأجزاء طائرات في التجارة بين الولايات.
تصنيفات
