الشرق
أظهرت نتائج دراسة حديثة، أنَّ 67% من الشركات العائلية في منطقة الشرق الأوسط، يخططون لضخِّ استثمارات جديدة خلال الشهور الـ12-18 القادمة في الأسواق الإقليمية والعالمية.
وأشارت الدراسة التي أصدرتها شركة "ديلويت" المتخصصة في تقديم الخدمات المهنية المالية، إلى أنَّ الخلافة العائلية جاءت في الصدارة بالنسبة للحوكمة العائلية، فقد اختار نصف المشاركين في الاستبيان تقريباً هذا الجانب من بين الجوانب الثلاثة الأولى التي تتصدَّر اهتمامهم.
الإطار القانوني الحالي لم يعد صالحاً
ويرى 59% من المشاركين في الاستبيان، أنَّ الإطار القانوني للحوكمة العائلية المتَّبع حالياً في شركاتهم، لم يعد صالحاً للغرض منه.
وشمل استبيان "ديلويت"، ومقرُّها الرئيسي في لندن، أكثر من 80 شركة من أبرز مجموعات الشركات العائلية في الشرق الأوسط، التي تدير استثمارات وأموال العائلات الثرية في المنطقة.
ويكشف تقرير "ديلويت" حول نتائج هذا الاستبيان، كيف واجهت هذه الشركات الأزمة الناجمة عن تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وما هي المجالات التي تركز عليها؟، بالإضافة إلى نظرتها إلى المستقبل.
ومن النتائج اللافتة في الاستبيان، أنَّه بالرغم من التحديات والمخاطر الراهنة التي أشار إليها المشاركون، أبدت 75% من الشركات العائلية التي شملها الاستبيان تفاؤلها بعودة إيراداتها إلى مستويات عام 2019 في غضون الشهور 18 القادمة، بالرغم من أنَّ 70% من هذه المكاتب، قد أكدت انحسار إيراداتها بنسبة 10% أو أكثر خلال الشهور 12 الماضية.
التوسع في التحوّل الرقمي
وأشارت نتائج الاستبيان، إلى أنَّ الشركات العائلية تولي أولوية قصوى لتوسيع أعمالها من خلال إنتاج منتجات جديدة، أو دخول أسواق جديدة، بالإضافة إلى تقليص تكاليفها وتوسيع نطاق التحوُّل الرقمي فيها.
وأظهرت إجابات المشاركين، أنَّ الاقتصاديات الكبرى هي الأكثر تضرُّراً من أزمة "كورونا"، لكنها في الوقت نفسه الأكثر استعداداً للتعافي.
وقال سكوت والان، الشريك المسؤول عن الاستشارات المالية للشركات العائلية في ديلويت الشرق الأوسط: ”جاءت نتائج هذا الاستبيان مثيرة للاهتمام، ومفاجئةً بالمقدار نفسه، فقد كنا نتوقَّع أن يحتل التفاؤل مرتبة متدنِّيَّة في نتائج هذا الاستبيان، أو حتى أن يغيب عن كل موضوعاته“.
وأضاف: ”وضعت هذه الجائحة قدرة منظومة الشركات العائلية بأكملها على الصمود تحت الاختبار، ففي حين نجح عدد كبير من هذه الشركات في التكيُّف مع الأزمة وآثارها، وفي إعادة ترتيب أولوياتها، لكنَّ النتائج أظهرت أنَّها لا تزال بحاجة للمزيد من العمل في بعض المجالات، مثل تخطيط الخلافة العائلية، وهياكل الثروات الخاصة، وتحسين أداء أعمالها ومحافظها الاستثمارية".
الخلافة العائلية
وجاءت الخلافة العائلية في الصدارة بالنسبة للحوكمة العائلية، إذ اختار نصف المشاركين بالاستبيان تقريباً هذا الجانب من بين الجوانب الثلاثة الأولى التي تتصدر مجالات تركيزهم، ومن اللافت للانتباه أنَّ 59% من المشاركين قد ذكروا أنَّ الإطار القانوني للحوكمة العائلية المتبع حالياً في مكاتبهم، لم يعد صالحاً للغرض منه.
وحافظت الاستدامة على أهميتها بالنسبة لمجموعات الشركات العائلية في دول المنطقة، وعلى وجه الخصوص، قدرة هذه المجموعات على نقل قيادة أعمالها، إذ أعرب 14% من المشاركين عن قناعتهم بقدرة الجيل التالي من العائلة أن يتولى مباشرة قيادة هذه المجموعات، في حين اعتقد 64% من العائلات المشاركة أنَّ الجيل التالي سيكون مستعدَّاً لتولي القيادة خلال السنوات الخمس القادمة.
وعلى صعيد الثروات الخاصة، أظهرت نتائج استبيان "ديلويت"، أنَّ عدداً كبيراً من العائلات كانت قد هيَّأت نفسها استعداداً لمواجهة آثار هذه أزمة "كورونا"؛ غير أنَّها أشارت في الوقت نفسه إلى حاجة الشركات العائلية لاتخاذ إجراءات سريعة في بعض جوانب أعمالها، ومن أبرزها التكنولوجيا، وإدارة المخاطر، فقد كانا أكثر عرضة لآثار جائحة فيروس كورونا.
أمَّا بخصوص النظرة المستقبلية، فقد أعطى المشاركون في الاستبيان الأولوية إلى تحديث استراتيجيات الاستثمار لديهم، إذ أفادت 67% من الشركات العائلية المشاركة أنهم يخططون للاستثمار خلال الشهور 12-18 القادمة في الأسواق الإقليمية والعالمية.