ترمب يؤجل فرض رسوم فورية على الصين

الخطوة تعكس تحولاً في نهج الرئيس الجديد نحو أسلوب تفاوضي وتجنب حرب تجارية جديدة

time reading iconدقائق القراءة - 5
من داخل بازار شينجيانغ الدولي الكبير في أورومتشي بإقليم شينجيانغ، الصين - المصدر: بلومبرغ
من داخل بازار شينجيانغ الدولي الكبير في أورومتشي بإقليم شينجيانغ، الصين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أرجأ الرئيس دونالد ترمب الكشف عن رسوم جمركية محددة ضد الصين في اليوم الأول لتوليه منصبه، وبدلاً من ذلك أمر إدارته بمعالجة الممارسات التجارية غير العادلة على مستوى العالم، والتحقيق في ما إذا كانت بكين قد امتثلت للاتفاقية التي تم توقيعها خلال ولايته الأولى.

الخطوات، التي تم توضيحها في وثيقة حقائق لم تُنشر بعد، تهدف إلى "تغيير التأثير المدمر لسياسات التجارة العالمية التي تضع أميركا في مرتبة متأخرة"، وفقاً لنسخة اطلعت عليها "بلومبرغ نيوز". كما دعت الوثيقة الوكالات الفيدرالية الرئيسية إلى معالجة التلاعب بالعملات من قبل دول أخرى.

وفقاً لما ورد في الوثيقة: "هذا الإجراء يؤكد التزام الإدارة بتقليص الاعتماد على الدول الأجنبية في سلاسل التوريد الحيوية، وإعادة تنشيط القاعدة الصناعية الأميركية".

تحول في نهج الرئيس

تعكس الخطوة بعدم استهداف بكين بشكل فوري تحولاً في نهج الرئيس الجديد نحو أسلوب تفاوضي، مع حرصه على عقد صفقة جديدة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، بحسب شخص مطلع على القرار.

بدلاً من ذلك، يخطط ترمب لدعوة الوكالات الفيدرالية لدراسة سياسات الرسوم الجمركية والعلاقات التجارية مع الصين وكندا والمكسيك.

الخطوة المخطط لها، التي كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد أشارت إليها وأكدها مسؤولون في إدارة ترمب، لن تفرض رسوماً جديدة يوم الإثنين، لكنها قد تمهد الطريق لفرض رسوم تجارية في الأسابيع أو الأشهر المقبلة.

صرح ترمب بأنه قد يوقع ما يصل إلى 100 أمر تنفيذي يوم الإثنين. قال مسؤولون في إدارته إن تلك الأوامر ستتضمن أيضاً إجراءات لخفض التضخم، وتخفيف اللوائح التنظيمية، لا سيما المتعلقة بإنتاج النفط والغاز.

يُتوقع أن يوجّه ترمب الوكالات لدراسة جدوى إنشاء وكالة إيرادات خارجية، وهي وكالة جديدة ستتولى جمع إيرادات التعريفات الجمركية، ورفع توصيات بشأن كيفية تصميمها وتنفيذها، وفقاً لشخص مطلع على الأمر.

من غير الواضح كيف ستختلف هذه الوكالة عن النظام الفيدرالي الحالي، الذي يقوم فيه وزير الخزانة بوضع قواعد تحصيل الرسوم الجمركية، بينما تتولى إدارة الجمارك وحماية الحدود تنفيذها عند المنافذ الحدودية. 

خلال ولايته الأولى، تفاوض ترمب بشأن "المرحلة الأولى" من اتفاقية تجارية مع بكين والتي أنهت سنوات من الرسوم الجمركية المتبادلة، لكن عدداً قليلاً من المشتريات التي وعدت بها الصين للسلع الأميركية تحقق. وقد أقيمت مراسم تنصيب ترمب منتصف يوم الإثنين في واشنطن.

"سيجري حالياً تقييم التزام الصين بهذه الاتفاقية لتحديد ما إذا كانت هناك حاجة إلى تنفيذ أو تغييرات"، وفقاً لما ورد في وثيقة الحقائق. 

اقرأ المزيد: إعلان ترمب عن خطة الرسوم الجمركية "أنبوب اختبار" للصين

الدولار يتراجع

تراجعت قيمة الدولار الأميركي بعد الأنباء التي تفيد بأن ترمب لن ينفذ رسوماً عدائية بشكل فوري، حيث انخفض مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري بنسبة 1.2%، وهو أكبر انخفاض يومي منذ نوفمبر 2023.

توقع المستثمرون بأن الحرب التجارية قد تكون إيجابية بالنسبة للدولار، حيث من المرجح أن تلحق الضرر بالاقتصادات الأجنبية أكثر من الاقتصاد الأميركي، وتقلل الطلب الأميركي على السلع الدولية، وتعزز مكانة العملة كملاذ آمن. كما ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية.

حذر بعض الأشخاص المطلعين على القرار من أن ترمب غالباً ما يغيّر استراتيجيته بسرعة، وقد يقرر المضي قدماً في خططه الأصلية لاستهداف الصين. مع ذلك، تشير الإجراءات التي اتُخذت اليوم الإثنين، إلى نهج أكثر تأنياً مقارنة بالخطاب الناري حول الرسوم الذي قدمه ترمب خلال حملته الانتخابية العام الماضي.

اقرأ المزيد: ترمب يتعهد بفرض رسوم جمركية جديدة على الصين والمكسيك وكندا

تهديدات الرسوم الجمركية

تشكل رسوم ترمب التي هدد بفرضها على الخصوم والحلفاء على حد سواء، واحدة من أكثر التأثيرات المحتملة على الاقتصاد الأميركي، وفقاً للمحللين. الرئيس الذي وصف نفسه بـ"رجل التعريفات" فرض رسوماً جمركية على واردات بقيمة نحو 380 مليار دولار خلال ولايته الأولى. على مدار حملته الانتخابية، وعد بإجراءات أوسع نطاقاً، بما في ذلك فرض رسوم تتراوح بين 10% و20% على جميع السلع المستوردة، و60% على المنتجات الصينية.

كما تعهد بفرض رسوم بنسبة 25% على جميع المنتجات القادمة من كندا والمكسيك، بالإضافة إلى رسوم إضافية بنسبة 10% على السلع الصينية، قائلاً إن هذه الرسوم تهدف إلى دفع تلك الدول لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات إلى الولايات المتحدة.

يبقى النقاش مفتوحاً حول ما إذا كانت الرسوم ستساهم في تقليص العجز التجاري، أو إنعاش التصنيع، أو إنهاء أي أزمة. يشكك العديد من الاقتصاديين في ذلك. مع ذلك، من المؤكد أن الرسوم على المدى القصير ستؤدي إلى تعزيز إضافي لقيمة الدولار، وزيادة تكلفة الواردات، وتعزيز إيرادات الحكومة، على الأقل في البداية.

تصنيفات

قصص قد تهمك