بلومبرغ
قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إنه سينشئ "مصلحة الإيرادات الخارجية" المكلفة بجمع إيرادات الرسوم الجمركية على الواردات، وهو أحدث مؤشر على أن الرئيس المقبل يهدف إلى تنفيذ وعوده بفرض رسوم تجارية شاملة عندما يعود إلى منصبه هذا الشهر.
أشار ترمب في منشور على شبكته الاجتماعية "تروث سوشيال" يوم الثلاثاء، إلى أنه سينشئ "مصلحة الإيرادات الخارجية لجمع إيرادات الرسوم الجمركية، وجميع الإيرادات التي تأتي من مصادر أجنبية".
وأضاف: "سنبدأ في فرض رسوم على أولئك الذين يكسبون المال منا من خلال التجارة، وسيبدأون أخيراً في دفع حصتهم العادلة. سيكون 20 يناير 2025 هو تاريخ ميلاد مصلحة الإيرادات الخارجية".
لم يقدم الرئيس المنتخب أي تفاصيل حول ما إذا كان يخطط لإنشاء وكالة حكومية جديدة، أو ما إذا كان اقتراحه عبارة عن إعلان موسع لوظيفة حكومية قائمة فعلاً.
يتم تحصيل الرسوم الجمركية حالياً من قبل وكالة الجمارك وحماية الحدود، حيث يقوم عملاؤها بمراجعة الأوراق، وإجراء عمليات التدقيق، وجمع الرسوم والعقوبات، ثم يتم إيداع الأموال في الصندوق العام لوزارة الخزانة.
ولكن هذه التصريحات تؤكد رغبة ترمب في جعل الرسوم الجمركية على الواردات الأجنبية وسيلة لتعويض تكاليف أجندته السياسية، وهي تكاليف قد يتحملها دافعو الضرائب بشكل مباشر.
تحذير من آثار الرسوم
تم انتخاب ترمب على أساس تعهدات بفرض الرسوم الجمركية على كل من الحلفاء والخصوم، حيث صورهم كوسيلة لجلب المزيد من الإيرادات إلى الولايات المتحدة، وإجبار الشركات على إعادة وظائف التصنيع، فضلاً عن تعويض العجز المتزايد.
خلال الحملة، طرح ترمب حداً أدنى للتعريفات الجمركية تتراوح من 10 إلى 20% على جميع السلع المستوردة، و60% أو أعلى على الشحنات من الصين.
في نوفمبر، تعهد ترمب بفرض رسوم إضافية على كندا والمكسيك والصين، إذا لم تبذل الدول المزيد من الجهود للمساعدة في تأمين حدود الولايات المتحدة، ومنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات.
حذر العديد من الخبراء من أن الرسوم الجمركية التي هدد بها ترمب من شأنها أن ترفع الأسعار بالنسبة للمستهلكين الأميركيين، ما يؤدي إلى تفاقم القلق العام بشأن التضخم، وإعادة توجيه أو تقليص تدفقات التجارة، ما يوصل إلى فشل في تحقيق الإيرادات التي توقعها الرئيس المنتخب.
وفي حين فاز ترمب بدعم العديد من المسؤولين التنفيذيين في وول ستريت وقادة الشركات، فإن عدم اليقين بشأن خططه لفرض الرسوم الجمركية هز الأسواق ومجتمع الأعمال.
كان أعضاء فريق ترمب المقبل يناقشون زيادة الرسوم الجمركية ببطء شهراً تلو الآخر، وهو نهج يهدف إلى تعزيز نفوذهم في المفاوضات مع دول أخرى، مع تجنب ارتفاع التضخم أيضاً، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
وقال هؤلاء الأشخاص إن هذا الاقتراح في مراحله المبكرة ولم يُعرض على ترمب بعد.