بلومبرغ
يناقش أعضاء الفريق الاقتصادي للرئيس المنتخب دونالد ترمب زيادة التعريفات تدريجياً شهراً تلو الآخر، وهو نهج تدريجي يهدف إلى تعزيز نفوذ التفاوض، مع المساعدة في تجنب زيادة التضخم، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
يشمل أحد المقترحات وضع جدول زمني لزيادة التعريفات بشكل تدريجي يتراوح بين 2% إلى 5% شهرياً، ويعتمد على السلطات التنفيذية بموجب قانون صلاحيات الطوارئ الاقتصادية الدولية، حسبما قال الأشخاص.
لا يزال الاقتراح في مراحله الأولية، ولم يُعرض بعد على ترمب، مما يشير إلى أن النهج التدريجي ما زال في مرحلة التشاور.
تشمل قائمة المستشارين الذين يعملون على الخطة سكوت بيسينت، المرشح لتولي وزارة الخزانة، وكيفين هاسيت، المقرر أن يكون مدير المجلس الاقتصادي الوطني، وستيفن ميرن، المرشح لرئاسة مجلس المستشارين الاقتصاديين، حسبما ذكر الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم أثناء مناقشة المشاورات الداخلية.
لم يرد هاسيت على طلب للتعليق، ولا المتحدث باسم بيسينت، بينما رفض ميرن التعليق.
كما أحال المتحدث باسم فريق ترمب الانتقالي الرد إلى التصريحات العامة السابقة للرئيس المنتخب ومنشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن التعريفات.
عززت عملات مثل اليوان الصيني والعملات المرتبطة باقتصاد الصين، مثل الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي، قيمتها بعد هذا التقرير. وارتفع اليوان الخارجي بنسبة 0.1% في التداولات الآسيوية يوم الثلاثاء، بينما صعد الدولار الأسترالي بنسبة 0.3%.
كانت الصين بدأت في تعزيز دعم اليوان بينما يظل قريباً من أدنى مستوى قياسي له في الأسواق الخارجية. ومع ذلك، يتوقع المستثمرون أن تسمح بكين في النهاية بضعف العملة إذا فرض ترمب تعريفات أعلى على صادرات الصين.
التعريفات الشاملة
خلال حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2024، طرح ترمب فرض تعريفات بنسب تتراوح بين 10% إلى 20% على جميع السلع المستوردة، و60% أو أكثر على الشحنات من الصين.
منذ فوزه بالانتخابات في نوفمبر، ظهرت تقارير متعددة حول كيفية تطبيقه للتعريفات، حيث وصف ترمب نفسه تقريراً عن تطبيق تدريجي لهذه الرسوم بأنه "غير صحيح".
تترك هذه الحالة من عدم اليقين المستثمرين والشركات في حالة تخمين. وانخفض مؤشر "إس آند بي 500" في وقت سابق من يوم الاثنين إلى ما دون المستوى الذي انتهى عليه في 5 نوفمبر، قبل انتخابات ترمب، قبل أن يتعافى في وقت لاحق من اليوم.
في الآونة الأخيرة، بدأ المستثمرون في التخلص من سندات الخزانة مع تزايد المخاوف من أن التضخم سيظل مستمراً بشكل جزئي بسبب التعريفات الجديدة، مما يخلق عائقاً للأسواق والاقتصاد الأوسع.
صورة معقدة أمام الفيدرالي
ومع بقاء أسبوع واحد فقط حتى يوم التنصيب، لا يستطيع الاقتصاديون سوى التخمين حول كيفية تأثير الحروب التجارية لترمب على الاقتصاد. يتسبب ذلك في صورة معقدة للاحتياطي الفيدرالي، حيث يُنظر إلى تهديدات ترمب باعتبارها خطراً على آفاق النمو، مع إمكانية زيادة التضخم إذا ردت الدول بتدابير مماثلة.
قالت كريستالينا غورغييفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، إن تهديدات التعريفات تؤدي بالفعل إلى رفع تكاليف الاقتراض على المدى الطويل في جميع أنحاء العالم.
وأضافت أن حالة عدم اليقين بشأن سياسات التجارة للإدارة القادمة تضيف إلى الرياح المعاكسة للاقتصاد العالمي و"يتم التعبير عنها عالمياً من خلال ارتفاع أسعار الفائدة على المدى الطويل"، كما قالت للصحفيين في واشنطن يوم الجمعة. وأضافت أن ذلك يحدث رغم انخفاض أسعار الفائدة قصيرة الأجل، وهو "أمر غير معتاد للغاية".