الشرق
توقعت مجموعة "موانئ أبوظبي" أن تؤدي اضطرابات سلاسل التوريد إلى حد كبير في زيادة الطلب والتأثير على الأسعار في الربعين الثالث والرابع (النصف الثاني) من عام 2024، وفق بيان صحفي اليوم الثلاثاء. كما تتوقع المجموعة "استمرار الاضطرابات في سلاسل التوريد، نتيجة للأوضاع في منطقة البحر الأحمر، والعواقب المترتبة عليها، وذلك حتى نهاية العام على أقل تقدير".
خلال النصف الأول من العام الجاري، ارتفع صافي أرباح المجموعة 5% إلى 646 مليون درهم، فيما قفزت الإيرادات 108% إلى 8.069 مليار درهم. في تلك الفترة، قفزت التكاليف المباشرة 137.5% إلى 5.71 مليار درهم، والمصاريف العمومية والإدارية 85.3% إلى 1.027 مليار درهم، وتكاليف التمويل 68.7% إلى 442 مليون درهم.
تتماشى توقعات "موانئ أبوظبي" مع تقديرات عملاقة الشحن البحري العالمية "إيه بي مولر ميرسك" أن تستمر اضطرابات الشحن العالمي الناتجة عن الصراع في البحر الأحمر لفترة أطول، ولن يتم حلها هذا العام.
تتطلب إعادة توجيه السفن للإبحار بعيداً عن البحر الأحمر زيادة في الطاقة الاستيعابية قدرها 10% إلى 20%، وذلك على الرغم من الافتقار إلى وجود رؤية واضحة بشأن الاقتصاد العالمي خلال الفترة المتبقية من هذا العام، وعدم الوضوح بشأن ديناميكيات العرض والطلب في الربع الرابع من 2024، حسب الشركة الإماراتية.
مؤخراً، أشارت حسابات شركة "سي-إنتيليجنس" (Sea-Intelligence) المتخصصة في البيانات والاستشارات البحرية ومقرها في كوبنهاغن، إلى أن إعادة توجيه السفن بعيداً عن البحر الأحمر، أدت إلى زيادة متوسط الحد الأدنى لزمن العبور بنحو 40% إلى البحر المتوسط من آسيا، و15% إلى شمال أوروبا.
انخفضت حصة سفن الحاويات التي تصل في الوقت المحدد إلى نحو 52%، متراجعة كثيراً عن التحسن الذي شهدته العام الماضي من أدنى مستوياتها في حقبة جائحة كورونا والتي بلغت نحو 30% حتى أوائل عام 2022، بحسب "سي-إنتيليجنس".
يساهم تأثير دوران السفن عبر أفريقيا في طريق عودتها إلى آسيا-والتي تخطت الآن جداولها الزمنية-في حدوث اختناقات لدى موانئ مثل شنغهاي ونينجبو في الصين وسنغافورة. كما يواجه جبل علي في الإمارات مشكلات الازدحام أيضاً، لقربه من البحر الأحمر، ولأنه مركز رئيسي للشحن العابر للبضائع التي تتحرك عبر دبي عن طريق كل من شركات النقل البحري والجوي، وفق"بلومبرغ".
كما شكلت الاضطرابات منذ ديسمبر 2023، والتي أجبرت السفن على تغيير مسار الشحن الرئيسي بين الشرق والغرب، وتحويل مسارها لتتخذ طرقاً أطول مروراً بطريق رأس الرجاء الصالح، تحديات لسلاسل التوريد العالمية، وفق البيان.
تشير تقديرات "بلومبرغ إنتليجنس" إلى أن عدد سفن الحاويات التي تمر عبر قناة السويس انخفض بنحو 77% عن العام الماضي، بعد أن تسببت هجمات جماعة الحوثي المتمركزة في اليمن في جعل الممر المائي الرئيسي غير آمن.
أدت "التوترات الجيوسياسية المتواصلة" في منطقة الشرق الأوسط، وتصاعدها منذ بداية العام، إلى استمرار الهجمات على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، ما أدى بدوره إلى "استمرار حالة عدم الاستقرار" في قطاع الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد، حسب البيان.
مع بداية موسم الذروة لعمليات الشحن، تأثر تدفق التجارة العالمية في الربع الثاني من 2024 بسبب طول فترات عبور السفن للمحيطات تجنباً للمرور عبر البحر الأحمر، وازدحمت الموانئ في بعض المحاور الرئيسية، مما أجبر السفن على تخطي الموانئ أو تقليل وقت الرسو فيها (ما أدى إلى عدم إمكانية تحميل الحاويات الفارغة) في محاولة للبقاء على المسار الصحيح للتسليم، وفق البيان.
خلال الربع الثاني من العام الجاري، استمر الطلب القوي على سوق الحاويات، كما زادت أسعار الشحن البحري والجوي بشكل كبير، وفق البيان.
رفعت "ميرسك" توقعاتها لتجارة الحاويات العالمية في 2024، حيث تتوقع حالياً نمواً يتراوح بين 4% و6%. ويقارن ذلك بتقدير سابق كان حده الأعلى يشير إلى نمو يتراوح بين 2.5% و4.5%.