بلومبرغ
من المرجح أن تحتفظ جنوب إفريقيا بوصول تجاري تفضيلي إلى السوق الأميركية على الرغم من العلاقات المتوترة بين الدولتين، بحسب مسؤول تنفيذي مثل الدولة الأفريقية في منتدى بواشنطن الأسبوع المنقضي.
وقال ستافروس نيكولاو، رئيس التجارة الاستراتيجية في شركة "أسبن فارماكير هولدينغز"، في مقابلة أمس الجمعة: "كانت الإشارات إيجابية. يدرك الأميركيون أن جنوب إفريقيا يجب أن تحافظ على سيادتها واستقلالها، ولكن هناك أيضاً شراكة يجب رعايتها. إنها شراكة طويلة الأمد يكسب منها الجانبان".
وبينما سعت إدارة الرئيس جو بايدن إلى بناء علاقات مع جنوب إفريقيا لمواجهة روسيا والصين، انتقد المشرعون الأميركيون بريتوريا بشدة بعد رفعها دعوى على إسرائيل في محكمة العدل الدولية بشأن اتهامات بالإبادة الجماعية وسط الحرب في غزة.
ونتيجة لذلك، أقر مجلس النواب الأميركي الشهر الماضي مشروع قانون رئيسي للسياسة الدفاعية السنوية، مع تعديل يدعو إلى مراجعة المخاطر الأمنية الوطنية التي تشكلها جنوب أفريقيا على الولايات المتحدة. ولا يزال مشروع القانون يحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ والبيت الأبيض.
وإذا أُقر هذا المشروع، فقد يعقد وضع آلاف المنتجات من جنوب أفريقيا. فهي تدخل أكبر سوق في العالم معفاةً من الرسوم الجمركية بموجب قانون النمو والفرص في أفريقيا المعروف اختصاراً باسم (أغوا)، وما يسمى بنظام الأفضليات المعمم.
تظهر بيانات حكومية أن جنوب أفريقيا شحنت بضائع تزيد قيمتها عن 14 مليار دولار إلى الولايات المتحدة في 2022، مع تخليص نحو 25% منها بموجب الاتفاقيتين.
ولم يرد الممثل التجاري الأميركي على طلبات التعليق خارج ساعات العمل. وسيقدم مسؤولو مكتب الممثل التجاري الأميركي إفادةً يوم الاثنين.
أميركا ثاني أكبر شريك تجاري
الولايات المتحدة هي ثاني أكبر شريك تجاري لجنوب إفريقيا بعد الصين. والحفاظ على علاقات تجارية مواتية بين البلدين هو عامل رئيسي في جهود الحكومة الائتلافية في جنوب إفريقيا التي تشكلت في الآونة الأخيرة لتعزيز الاقتصاد الذي نما بالكاد على مدى العقد الماضي.
وأفاد نيكولاو، الذي يشغل أيضاً منصب عضو مجلس إدارة مجموعة الضغط "بيونس يونيتي ساوث أفريكا" ( Business Unity South Africa)، بأن حكومة الوحدة الوطنية في جنوب أفريقيا ووفد التجارة بقيادة باركس تاو، وزير التجارة والصناعة والمنافسة الجديد، حظيا باستقبال جيد في منتدى "أغوا". وقال: "لقد لاحظت نبرة محسنة من المندوبين مقارنة بالعام الماضي".
ومن المقرر أن ينتهي قانون "أغوا" في 2025. وبينما قدم أعضاء مجلس الشيوخ في أبريل مشروع قانون لتمديد برنامج التجارة مع نحو 40 من دول أفريقيا جنوب الصحراء حتى 2041، لا يزال المستفيدون من الاتفاقية ينتظرون التوجيه الرسمي بشأن مستقبلها.
وقال بايدن في بيان يوم الثلاثاء عشية المنتدى: "أدعو الكونغرس إلى تمديد هذا القانون التاريخي وتحديثه سريعاً. ومثلما قلت من قبل، أميركا تدعم أفريقيا بالكامل".
ودعا وزراء التجارة الأفارقة بشكل منفصل إلى تجديد سريع للاتفاقية لمدة 16 عاماً على الأقل مع حد أدنى من التغييرات، من أجل استقرار العلاقات التجارية والاستثمارية والحفاظ على سلاسل القيمة الإقليمية، وفق بيان صادر عن الاتحاد الأفريقي عبر تطبيق "واتساب" يوم الخميس.