بلومبرغ
شنت الولايات المتحدة الأميركية جولة أخرى من الغارات الجوية على 14 هدفاً للحوثيين في اليمن الليلة الماضية مع استمرار هجمات الجماعة المسلحة على حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن قواتها استهدفت مواقع صواريخ الحوثيين قبل منتصف الليل بقليل كانت معدة للإطلاق ما شكل "تهديداً وشيكاً للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية بالمنطقة".
لم يتضح في حينه مدى انتشار الأضرار أو وقوع خسائر بشرية جراء أحدث رد أميركي على هجمات الحوثيين المتكررة ضد حركة الشحن التجاري. وأسفرت الضربات المتقطعة للحوثيين بواسطة الصواريخ والطائرات المسيرة عن تعطيل التجارة العالمية، ما اضطر غالبية السفن لتجنب عبور الممر المائي.
هجمات جديدة على الحوثيين
جاء التحرك الأميركي بعد ساعات من تعرض السفينة جينكو بيكاردي المملوكة للولايات المتحدة الأميركية لهجوم بطائرة مسيرة في خليج عدن أمس. وصفت القيادة المركزية الأميركية السفينة بوقت سابق بأنها سفينة شحن بضائع سائبة مسجلة في جزر مارشال. تعرضت السفينة للضرر بصورة جزئية، لكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات بشرية وبقيت السفينة صالحة للإبحار.
استهداف سفينة تجارية ثالثة خلال أسبوع في خليج عدن قرب اليمن
ذكرت القيادة المركزية الأميركية عبر منشور لها على منصة "إكس" أنها وجهت ضربة جوية لمنصات إطلاق صواريخ تابعة لجماعة الحوثيين الإرهابية، على حد وصفها.
وأوضحت أن ذلك جاء في إطار الجهود متعددة الجنسيات المتواصلة لتوفير الحماية لحرية الملاحة البحرية ومنع الهجمات على حركة الملاحة البحرية الأميركية والشركاء عبر البحر الأحمر.
تعد هذه هي السفينة الثالثة التي يستهدفها المسلحون منذ بدء جولة واسعة من الهجمات التي قادتها الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة في 12 يناير الجاري، والتي تضمنت إطلاق أكثر من 150 قذيفة دقيقة التوجيه، بما فيها أكثر من 80 صاروخاً من طراز "توماهوك" ومشاركة طائرة مقاتلة تابعة للحلفاء.
توسع الحملة العسكرية الأميركية
استهدفت تلك الضربات الجوية إضعاف قدرة الجماعة المدعومة من إيران على تعطيل عمليات الشحن التجاري. ولكن الهجمات الأخيرة تشير إلى أن الحوثيين مازالوا يملكون أسلحة تحت تصرفهم كافية لمضايقة السفن في البحر الأحمر، ما قد يضطر الرئيس الأميركي جو بايدن لتوسيع الحملة العسكرية ضدهم.
شركات الشحن تتوقع استمرار اضطرابات البحر الأحمر لمدة أطول
ربما يفاقم هذا بدوره مخاوف توسع الحرب أكثر بمنطقة الشرق الأوسط، والتي بدأت عندما هاجم مسلحو حركة حماس إسرائيل خلال 7 أكتوبر الماضي، ما أسفر عن مقتل 1200 شخص. أكدت إسرائيل أنها لن توقف حملتها العسكرية على قطاع غزة، رغم مخاوف كبيرة من حدوث كارثة إنسانية. اعتبر الحوثيون أن عمليات إسرائيل في غزة سبباً لهجماتهم.
حذرت وزارة النقل الاثنين الماضي السفن التجارية الأميركية من المرور عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر. ومنذ أواخر الأسبوع الماضي، نصحت البحرية الأميركية وهيئة تجارية كبرى السفن التجارية بأن الأمن في جنوب البحر الأحمر ما يزال غير مستقر وأنه يفضل لهم تجنب عبور المنطقة.
تحذيرات بريطانية لإيران
بوقت سابق أمس، التقى وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال المنتدى الاقتصادي العالمي بمنتجع دافوس في سويسرا، محذراً إياه من أن هجمات الحوثيين "غير قانونية وغير مقبولة، وأنه ينبغي لإيران استخدام نفوذها لدى الحوثيين لمنع مزيد من التهديدات"، بحسب متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية. رفضت إيران اتهامها بلعب دور في شن الهجمات على عمليات الشحن البحري.
تسببت الهجمات المتواصلة على عمليات الشحن في خلل آخذ بالاتساع في قطاع الشحن البحري العالمي. ويبحر عدد كبير من أساطيل نقل الحاويات حول العالم لآلاف الأميال حول أفريقيا، عوضاً عن عبور مسارات البحر الأحمر.
خلال الأيام الأخيرة، خفضت أنواع أخرى من السفن -مثل ناقلات النفط- عدد رحلاتها التي تمر عبر المنطقة. يتخذ عدد متزايد من السفن أيضاً خطوة استثنائية تتمثل بإعلان تبرئها من ارتباطها بإسرائيل، في محاولة للحصول على مرور آمن عبر الممر المائي.