بلومبرغ
أُصيبت سفينة تجارية ثانية بصاروخ في البحر الأحمر في غضون 24 ساعة، وأوقفت شركة "شل" عبور ناقلات النفط عبر الممر المائي مع قيام جماعة الحوثيين بالرد على الضربات الجوية الأميركية والبريطانية في اليمن.
تعرضت سفينة نقل المواد السائبة "زوغرافيا" (Zografia) المملوكة لليونان للقصف على بعد نحو 76 ميلاً (122 كيلومتراً) شمال غرب الصليف في اليمن، وفقاً لشركة "أمبري أناليتيكس". وفي يوم الإثنين، تعرضت ناقلة سلع أخرى مملوكة للولايات المتحدة، "جبل طارق إيغل" (Gibraltar Eagle)، للهجوم في خليج عدن.
ومنذ يوم الجمعة، نصحت البحرية الأميركية السفن بالابتعاد عن جنوب البحر الأحمر، مما أدى فعلياً إلى توقف عبور أولئك الذين يتبعون التوجيهات عبر قناة السويس. وأدت هذه الخطوة إلى حدوث اضطراب جديد للتجارة، حيث بدأ كل شيء من الحاويات إلى ناقلات النفط والغاز في الالتفاف آلاف الأميال حول ساحل أفريقيا، ما يهدد بتعطيل وتأخير سلاسل التوريد ويؤدي إلى نوبة جديدة من التضخم يمكن أن تضر بالاقتصاد العالمي.
"شل" تعلق مرور الشحنات بالمنطقة
استجابت شركات تمتلك وتدير مئات السفن للنصيحة بالابتعاد (عن البحر الأحمر وخليج عدن)، أحدثها كان شركة النفط الكبرى "شل" التي يقع مقرها في لندن، والتي علقت مرور الشحنات بالمنطقة وسط مخاوف من استمرار تصعيد الصراع، وفق ما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.
في سياق مواز، قال متحدث باسم شركة الشحن اليابانية المعروفة "ميتسوي أو إس كيه لاينز" (Mitsui OSK Lines)، التي تضم أسطولاً مكوناً من نحو 800 سفينة، إنها أوقفت أيضاً عمليات العبور.
ورفض متحدث باسم "شل" التعليق على تقرير الصحيفة.
قالت البحرية البريطانية إن السلطات تحقق في الحادث الأخير في تلك المنطقة، حيث تلقت سفينة ضربة في عنبر شحن الحمولة. لا تكشف البحرية البريطانية عادةً عن هوية السفن التي تعرضت للهجوم.
يستهدف الحوثيون السفن منذ أسابيع، قائلين إن ذلك رد على حرب إسرائيل على حماس.
وانتقد المتحدث باسم جماعة الحوثيين يوم الثلاثاء قرارات شركات الشحن بتجنب البحر الأحمر، قائلاً إن السفن المرتبطة بإسرائيل فقط هي التي تُمنع من المرور. ومع ذلك، حذّر الحوثيون يوم الجمعة، بعد الضربات الجوية الأميركية والبريطانية على الجماعة في اليمن، من أن السفن التجارية من تلك الدول ستُعتبر أهدافاً.
"زوغرافيا"
في حين أن هجمات يوم الإثنين شملت سفينة مملوكة للولايات المتحدة، فمن غير الواضح سبب إصابة الناقلة المملوكة لليونان. في الماضي، يبدو أن بعض السفن، ولا سيما اثنتين تحملان النفط الروسي، قد تم استهدافهما بالخطأ. تبحر "زوغرافيا" تحت علم مالطا وتتمتع بغطاء تأميني مع شركة مقرها النرويج.
مع دخولها خليج عدن، أوقفت "زوغرافيا" إشارة التتبع عبر الأقمار الصناعية، لكنها أعادت الاتصال بعد مرورها مضيق باب المندب. وقالت "أمبري" إنه يبدو أنها تعرضت للهجوم بعد ذلك ثم غيرت مسارها. تضرر مخزن البضائع بالسفينة، لكنها تمكنت من مواصلة رحلتها.
أدى استمرار الهجمات إلى ارتفاع تكلفة تأمين السفن التي تبحر عبر المنطقة. قال أشخاص مطلعون على هذه السوق يوم الإثنين إن كلفة التأمين ضد مخاطر الحرب ارتفعت بمقدار 10 أضعاف في الأسابيع القليلة الماضية إلى نحو 1% من قيمة السفينة. وهذا يعني أن سفينة بقيمة 100 مليون دولار قد تضطر إلى دفع مليون دولار للإبحار عبر البحر الأحمر.