الشرق
تسود توقعات باستمرار ارتفاع عدد السفن التي تستخدم قناة السويس خلال فترة الشتاء وسط ارتفاع الطلب على شحنات الغاز الطبيعي المسال، رغم احتجاز سفينة في البحر الأحمر مؤخراً. حيث تتجنب الناقلات التي تحمل شحنات الغاز الأميركي إلى شمال شرق آسيا المرور عبر قناة بنما، في ضوء تشديدها لقيود المرور، حسبما أفادت "إس أند بي غلوبال كوموديتيز" نقلاً عن بيانات الشحن.
ونقلت عن مسؤولين لدى شركة "كوريا غاز كورب" (كوجاس) أن سفينتين تابعتين تحملان الغاز المسال الأميركي، تستخدمان حالياً قناة السويس بسبب القيود المتزايدة على العبور عبر قناة بنما بسبب الجفاف التاريخي.
يؤدي نقص هطول الأمطار، الناجم عن تغيّر المناخ، إلى حدوث انخفاض مطرد بمستويات المياه في قناة بنما. وأعلنت الهيئة الإدارية للقناة عن فرض قيود على المرور عبرها خلال الشهر الحالي وستستمر حتى فبراير 2024 على الأقل. بحلول ذلك الوقت، سيقتصر عدد الرحلات على 18 رحلة يومياً، أي بانخفاض 50% عن العام السابق.
طرق بديلة
بدروها، أكدت "إس كيه إي أند إس"(SK E&S) الكورية الجنوبية أن سفينة "بريزم بريليانس" التابعة لها تبحر حالياً في شمال المحيط الأطلسي باتجاه قناة السويس، لتصل في 24 نوفمبر، بعد أن غادرت فريبورت في تكساس بتاريخ 8 نوفمبر. مشيرةً إلى أنها استخدمت سابقاً قناة السويس أو طريق رأس الرجاء الصالح كبديل لقناة "بنما" خلال فصل الشتاء، عندما يعزز المستوردون في آسيا وأوروبا شراء الغاز الطبيعي المسال الأميركي.
وصرح مسؤول في الشركة: "للمضي قدماً، سنعطي الأولوية القصوى للإمدادات المستقرة والكفاءة في اختيار طرق الشحن، بين قناة بنما أو قناة السويس أو رأس الرجاء الصالح". وتدرس شركات يابانية تستورد الغاز الطبيعي المسال الأميركي أيضاً خيارات بديلة، بما في ذلك مبادلة شحنات الغاز الطبيعي المسال.
وتنظر الشركات اليابانية والكورية الجنوبية التي تستورد الغاز الطبيعي المسال الأميركي إلى قناة السويس بمثابة طريق تجاري بديل لنقل الشحنات خلال الشتاء.
تستغرق شحنة الغاز الطبيعي المسال من ممر سابين على ساحل الخليج الأميركي 24 يوماً للوصول إلى شمال شرق آسيا عبر قناة بنما، في حين تستغرق 36 يوماً عبر قناة السويس و38 يوماً عبر رأس الرجاء الصالح.
تتوقع مصر وصول إيرادات قناة السويس إلى 10.3 مليار دولار خلال عام 2023 ارتفاعاً من 8 مليارات دولار في العام الماضي، بما يفوق توقعات صندوق النقد الدولي، الذي يقدّر ملامسة إيرادات القناة مستوى 9 مليارات دولار في عام 2027.
ارتفاع المخاطر
أحد العوامل التي تأخذها الشركات المستوردة في الاعتبار هو احتمال حدوث اضطرابات بحرية أو دفع علاوة مخاطر الحرب أثناء عبور قناة السويس بسبب الصراعات المستمرة في الشرق الأوسط، حسبما نقلت "إس أند بي غلوبال كوموديتيز" عن وسطاء الشحن والمشاركين في السوق.
وفي وقت سابق من الأسبوع، احتجزت جماعة الحوثي اليمنية سفينة شحن في البحر الأحمر، باعتبار أنها "إسرائيلية"، بعد أن هددت سابقاً أنها تعتزم استهداف جميع السفن التي تحمل العلم الإسرائيلي أو السفن التي تقوم بتشغيلها شركات إسرائيلية، أو تعود ملكيتها لشركات إسرائيلية، وذلك رداً على التصعيد العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة.
ويقيّم مستوردون للغاز الطبيعي المسال في شمال شرق آسيا المخاطر التي ينطوي عليها عبور قناة السويس وطريق البحر الأحمر في ضوء هذا التطور، حسبما ذكرت "إس أند بي غلوبال كوموديتيز".
وقال اثنان من المشترين اليابانيين للغاز الطبيعي المسال الأميركي إنهما لا يستبعدان على الفور استخدام قناة السويس، لكنهما سيبقيان خيار رأس الرجاء الصالح قائماً. وقال مسؤول في "كوجاس": "لا توجد مشكلات تواجه ناقلة الغاز الطبيعي المسال التي تستخدم قناة السويس في الوقت الحالي رغم الاستيلاء على الناقلة التي كانت تحمل سيارات في البحر الأحمر، ومن غير المرجح أن يؤثر الوضع على تفكيرنا في طرق الشحن". بينما قال مسؤول لدى "إس كيه إي أند إس" إن الشركة "ستأخذ في الاعتبار مثل هذه المخاطر عند اختيار طرق الشحن".
وتتميز شحنات الغاز الطبيعي المسال الأميركية بمرونة الوجهة، ويتنافس المستوردون في كل من أوروبا وآسيا بشأنها، خاصة خلال فصل الشتاء عندما يرتفع الطلب على الغاز لأغراض التدفئة في كلا المنطقتين.