بلومبرغ
تشهد موانئ الحبوب الروسية فائضاً بعد موسمين من الحصاد الكبير، مما يعني أن أي تصعيد عسكري في منطقة البحر الأسود الحيوية يهدد بحرمان العالم من كميات هائلة من المحاصيل التي يعتمد عليها.
تتعرض قدرة الموانئ الاستيعابية لضغوط كبيرة في الوقت الذي تكافح فيه عملاقة القمح لتخليص الشحنات المتراكمة على الرغم من ضخامة الصادرات.
شحنت روسيا 4.4 مليون طن من القمح في يوليو مسجلةً بذلك رقماً قياسياً لهذا الشهر، وحوالي 60% فوق المتوسط، وفقاً لشركة الاستشارات "سوف إيكون" (SovEcon).
قالت "سوف إيكون" إن بعض الموانئ على بحر آزوف توقفت عن استقبال الشحنات بسبب قلة السعة التخزينية، مما يمثل مشكلة للمزارعين إذا تفاقم الوضع المتأزم في البحر الأسود بين أوكرانيا وموسكو وأبطأ الشحنات الروسية، لأنهم لن يستطيعوا توجيه محاصيلهم إلى أي وجهة أخرى، وهي محاصيل ذات أهمية بالغة بالنسبة لإمدادات الغذاء العالمية.
روسيا هي أكبر دولة مصدرة للقمح، وقد خرجت الشهر الماضي من اتفاق يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب من موانئ البحر الأسود، وهي تنقل معظم صادراتها من الحبوب عبر هذا الممر المائي. وافتتحت البلاد موسم التصدير الحالي بأكبر مخزون من القمح منذ ثلاثة عقود، وفقاً للحكومة الأميركية، حيث ساعدت الإمدادات الكبيرة في جعل القمح الروسي من بين أرخص أنواع القمح في العالم.
ضغوط عارمة
تباطأت مبيعات روسيا خلال الأسابيع الأخيرة بسبب الضغوط الناجمة عن معالجة هذه الكمية الكبيرة من الحبوب، وفقاً لشركة "سوف إيكون".
"نشهد اليوم ضغوطاً عبر السكك الحديدية وتأخيرات حول الموانئ البحرية، حيث تأخذ في التفاقم"، وفقاً لما قاله أندريه سيزوف، المدير الإداري لشركة "سوف إيكون"، الذي أضاف أنَّ "جميع الطرق تُستخدم".
أشارت "سوف إيكون" إلى أن موانئ روسيا الأصغر على بحر آزوف محملة أكثر من ميناء الحبوب الرئيسي في نوفوروسيسك على البحر الأسود. وعادةً ما تفرغ السفن التي تبحر من موانئ آزوف البحرية حمولتها على متن سفن أكبر في مضيق كيرتش، التي تتحرك بدورها عبر البحر الأسود، لكنَّ الملاحة عبر المضيق مقيدة لأسباب تتعلق بالسلامة بعد شن هجوم على جسر كيرتش في وقت سابق من هذا الشهر.
البحر الأسود
قد يكون لأي تصعيد في البحر الأسود آثار كبيرة على تجارة الحبوب العالمية، فقد ضربت كييف ناقلة نفط روسية مطلع الأسبوع الجاري محذرةً من مزيد من الهجمات في الوقت الذي تسعى فيه للرد على جهود الكرملين لشل صادرات الحبوب الأوكرانية. وقد يجعل ذلك بعض مالكي السفن أكثر حذراً من أن تصل إلى موانئ البحر الأسود الروسية.
إذا استمر الوضع على حاله أو ساء، قد يؤدي ذلك إلى أزمة تخزين لمزارعي الحبوب في البلاد، ويجبرهم على تكديس محاصيلهم في المزارع. على سبيل المثال؛ قد لا يكون لديهم مساحة كافية لتخزين أنواع أو فئات مختلفة من القمح بشكل منفصل، وفقاً لديمتري ريلكو، مدير شركة الاستشارات "إيكار" IKAR التي يقع مقرها في موسكو.
قال ريلكو: "يشهد تخزين القمح توتراً كبيراً. وعلى الرغم من ارتفاع الصادرات؛ ما تزال هناك كميات كبيرة مكدسة من الحبوب، حيث ينتظر جنوب البلاد الموجة الثانية من الحصاد".