بلومبرغ
أخفقت الصين في تلبية أكثر من ثلث التزاماتها الشرائية للسلع وفق الاتفاق التجاري الذي عقدته الدولة، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مع الولايات المتحدة خلال إدارة دونالد ترمب.
اشترت الصين 62.9% من السلع الإضافية التي وعدت بها في إطار إجمالي مشتريات بقيمة 200 مليار دولار فيما يسمى بالمرحلة الأولى من الاتفاقية التجارية، خلال عامين بحلول نهاية 2021، وفقاً لتحليل "بلومبرغ نيوز" للبيانات التي أعلنها مكتب الإحصاء التابع لوزارة التجارة الأمريكية أمس الثلاثاء.
كانت الطاقة هي المجال الذي أخفقت فيه الصين في تحقيق المستهدفات، حيث اشترت فقط حوالي ثلث الصادرات التي تعهدت بها. كانت الدولة الآسيوية أقرب لتحقيق أهدافها في مجال السلع الزراعية، حيث أوفت بحوالي 83% من التزاماتها. أما في مجال التصنيع، حيث التزمت الصين بأكبر زيادة صافية، فقد اشترت بكين أقل من 65% من الكمية التي وعدت بشرائها.
الولايات المتحدة تسجل أكبر عجز تجاري على الإطلاق في 2021
وصف "التحالف من أجل التصنيع الأمريكي"، وهو مجموعة تمثل الشركات المصنعة ونقابة "عمال الصلب المتحدين" (United Steelworkers)، أداء الصين بأنه "مخيب للآمال".
قال سكوت بول، رئيس المجموعة: "لم تكن أبداً مشتريات السلع الأساسية الحل لإصلاح العلاقات التجارية غير المتوازنة بين الولايات المتحدة والصين، ولم تستطع الحكومة الصينية حتى الوفاء بهذه الوعود".
فجوة هائلة
أضاف بول: "لحين تتم معالجة القضايا الأساسية- أمور مثل الشركات المملوكة للدولة في الصين والإعانات الحكومية الهائلة وسرقة الملكية الفكرية والقوانين المتراخية في مجالي العمل والبيئة- ستظل الفجوة التجارية الهائلة قائمة".
أظهرت بيانات تجارية صادرة في ديسمبر، أن العجز السنوي في تجارة السلع مع الصين ارتفع 45 مليار دولار إلى 355.3 مليار دولار في 2021.
الفائض التجاري الصيني يسجل 676 مليار دولار العام الماضي
تعهدت الصين بشراء 200 مليار دولار إضافية في مجالات الزراعة والطاقة والسلع المصنعة والخدمات في الولايات المتحدة، فوق مستوى عام 2017 في العامين حتى نهاية عام 2021. وقالت الممثلة التجارية الأمريكية كاثرين تاي مراراً وتكراراً إن مخاوف إدارة بايدن تتجاوز التزامات الشراء وتشمل سياسة بكين الصناعية القائمة على الشركات الحكومية.
من جهته، قال آدم هودج المتحدث باسم مكتب الممثل التجاري الأمريكي، إن الأخير خاطب الصين بشأن النقص في مشترياتها لأشهر، لكنه لم ير أي إشارات حقيقية تجاه الوفاء بالتزامات الدولة.
أكد هودج إن الولايات المتحدة سئمت الانتظار و"بغض النظر عمّا ستؤول إليه هذه المفاوضات، تظل الحقيقة أن المرحلة الأولى من الاتفاقية لم تعالج المشاكل الأساسية" في ظل الاقتصاد الذي تقوده الدولة بالصين.
إنفوغراف.. أكبر 10 دول استيراداً من الصين في 2021
أوضح هودج أن "الولايات المتحدة ستواصل جهودها لتشكيل البيئة إزاء الصين من خلال العمل مع الحلفاء والشركاء واستخدام مجموعة كاملة من الأدوات للدفاع عن المصالح الاقتصادية الأمريكية".
عجز أكبر
قال تشاد باون، زميل بارز في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، عندما تتوفر المجموعة الكاملة من بيانات الخدمات لعام 2021 في يوليو، فمن المرجح أن تُظهر أن عجز الصين الإجمالي في التزاماتها بموجب المرحلة الأولى من الاتفاقية التجارية، كان أكبر حجماً.
سحقت القيود المفروضة على التنقل بسبب كوفيد-19، صادرات الخدمات مثل السياحة والسفر لأغراض التجارة والأعمال.
الواردات ترفع عجز الميزان التجاري الأمريكي لمستوى قياسي
قال باون في منشور على مدونة إن الوباء والركود أضعفا أي فرصة للنجاح في الوفاء بالتزامات الشراء الخاصة بالاتفاقية، وتسببا في الانهيار المؤقت في تجارة السلع عالمياً.
أضاف باون: "وضع ترمب العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين على مسار جديد، بدءاً من حربه التجارية في عام 2018.. وبعد ما يقرب من أربع سنوات، يُعد الدرس الرئيسي للمرحلة الأولى من الاتفاقية، هو أن الشروط المختلفة للعلاقة التجارية لا تزال مطلوبة".