بلومبرغ
وافقت شركة "ميغيت" (Meggitt) البريطانية المختصة على تزويد المعدَّات الجوية والدفاعية خلال أغسطس على أن تستحوذ عليها شركة "باركر-هانيفين" (Parker-Hannifin) مقابل حوالي 10 مليارات دولار مع تولي ديونها.
قبل أن يجفَّ حبر البيان الصحفي الذي أعلن الموافقة على البيع؛ ظهر عرض شركة جوية أخرى، وهي "ترانس ديغم غروب" (TransDigm Group)، مزايداً على عرض "باركر-هانيفين" بمليار دولار. تدرس "ميغيت" عرض "ترانس ديغم"، وعليها أن تحسم أمرها بشأن قبوله رسمياً بتاريخ أقصاه 14 سبتمبر، إنْ أرادت إقرار الصفقة، وفقاً لقواعد الاستحواذ البريطانية.
تعدُّ حروب العطاءات العامة نادرة في مجال الطيران، وتأتي هذه الصفقة الشرسة بشكل خاص في وقت تتعافى فيه الصناعة من آثار جائحة كوفيد-19.
قيّمت "باركر-هينيفين" عبر عرض شركة "ميغيت" بعلاوة مرتفعة تزيد عن أعلى مستوى لها قبل وباء كورونا، ثم أدى عرض "ترانس ديغم" إلى رفعه أكثر من ذلك. في حين أنَّ بيع "ميغيت" يعدُّ أكبر عملية استحواذ على الإطلاق لأيٍّ من المشترين المحتملين، إلا أنَّه سيتعيّن على الفائزة بينهما تحمُّل ذلك القدر الكبير من الديون لإتمام الصفقة، مما قد يضرُّ بتصنيفها الائتماني.
لو تعارضت صفقة شراء "ميغيت" المُكلفة مع الظروف الحالية؛ فإنَّها تتناسب تماماً مع اتجاهات عمليات الاندماج والاستحواذ طويلة الأمد في قطاع الطيران. في المرحلة السابقة لوباء كورونا، ركَّز مورِّدو الخدمات الجوية على التكتّل سوياً بقدر أكبر مما مضى، في محاولة للبقاء في المنافسة، وتعزيز نفوذهم التفاوضي مع مُصنِّعي الطائرات "بوينغ"، و"إيرباص". تعني الميزانيات العمومية الأضخم أيضاً مزيداً من الأموال لصالح البحث والتطوير، إذ يعمل المُصنِّعون على مواكبة تطور التقنيات، خاصة بما يتعلَّق بالتقدُّم البيئي. وأظهرت بيانات جمعتها بلومبرغ أنَّ شركات الطيران أعلنت عمليات استحواذ بقيمة 230 مليار دولار بين 2015، و2019، مقارنة بـ 57 مليار دولار في السنوات الخمس التي سبقت تلك الفترة.
دعم حكومي
يبدو أنَّ مقولة "الأكبر أفضل" التي سادت فيما سبق ستعود للواجهة في وقت أقرب مما يبدو. تجاوز حجم طلبات شراء طائرات "بوينغ" الجديدة الإلغاءات والتغييرات على مدى ستة أشهر متتالية، نتيجةً لخروج صانع الطائرات من ركود طويل، مدفوع أولاً بتوقُّف طائرتها من طراز "737 ماكس" لمدَّة عامين تقريباً، ثم تفشي الوباء.
ناقشت الشركة كذلك تطوير طائرة يُمكن بناؤها بكفاءة أعلى، وتتوافق مع جهود صانعي المحرِّكات بخصوص خفض انبعاثات الكربون. تخطط شركة "إيرباص" من جانبها إلى زيادة إنتاج طائراتها من سلسلة "إيه 320" الأكثر مبيعاً إلى مستويات
ما قبل وباء كورونا خلال عام 2023، وتقديم طائرة تعمل بالهيدروجين بحلول 2035.
لا يتضح حتى الآن، مَن هي الشركة التي ستنجح في شراء "ميغيت"؟، لكنَّ بريطانيا تبقي سيطرتها على عمليات الاستحواذ المتعلِّقة بأصول محلية مرتبطة بالأمن القومي. كي تحظى بدعم حكومي، وافقت "باركر-هانيفين" على الحفاظ على مقر الشركة الرئيسي في بريطانيا، وزيادة نفقات البحث والتطوير في البلاد، والاحتفاظ بموظَّفي الهندسة والتصنيع عند المستوى الحالي. يُشير حماس "باركر-هانيفين" و"ترانس ديغم" في متابعة الشركة إلى أنَّها لن تكون آخر مورد طيران متوسط الحجم يجذب انتباه المستحوذين.