بلومبرغ
تعدُّ شركة "آيسار آيروسبيس تكنولوجيز" (Isar Aerospace Technologies) الألمانية، واحدةً من عدد كبير من المؤسسات التي يطلق عليها اسم "شركات الفضاء الجديدة"، مثلها مثل "ون ويب" (OneWeb)، و"أستروسكيل القابضة (Astroscale Holdings)؛ إذ تستفيدان من الطلب المتزايد على خدمات، مثل النطاق العريض للأقمار الصناعية والمراقبة.
وفقاً لِـ"مورغان ستانلي"، يمكن أن تحقق شركات الفضاء مبيعات تزيد على تريليون دولار بحلول عام 2040، ارتفاعاً من 350 مليار دولار اليوم. وخلال مؤتمر نظَّمته "بلومبرغ نيو إيكونومي كاتاليست"، تحدَّث توماس سيل، مراسل "بلومبرغ" إلى دانيال ميتزلر، المؤسس الشريك في شركة "آيسار"، حول خطط شركته لإنشاء "التاكسي السريع" لأنظمة الأقمار الصناعية الأصغر حجماً، التي تتطلَّب رحلات منتظمة ومرنة إلى الفضاء؛ لإجراء الإصلاحات وتحسين الأداء. وفيما يلي مقتطفات تمَّ تحريرها من محادثتهما:
سيل: هل يمكنك أن تشرح لنا ما تفعله "آيسار"، وأوجه الاختلاف التي تميّزكم عن الشركات المنافسة؟
- ميتزلر: نحن نبني مركبات إطلاق مدارية تركِّز على الأقمار الصناعية صغيرة الحجم، ومجموعات الأقمار الصناعية التي تعمل ضمن إطار نظام مشترك. لذلك نحن نصمّم، ونختبر، ونصنِّع، ثم نشغِّل أيضاً الصواريخ التي تنقل أقماراً صناعية يصل وزنها إلى حوالي 1000 كيلوغرام في مدار الأرض. لدينا المئات من مهندسي الصواريخ في الشركة، ممن يبنون ما أحب أن أطلق عليه اسم "التاكسي الصغير والسريع"، حتى نتيح لمصنِّعي الأقمار الصناعية الصغيرة الوصول إلى الفضاء بمرونة كبيرة بما يتعلَّق بالوقت، ولكن أيضاً بتكلفة منخفضة جداً.
· أعلم أنَّ الاستدامة جزء مهم مما تفعله "آيسار". هل يمكن أن تخبرني أكثر عن ذلك؟
- ننوي إطلاق الكثير من أقمار المراقبة، التي تساعد في إدارة المناخ على الأرض. وإذا كنت تتساءل عن الكيفية التي نعرف بها عن تغيُّر المناخ؛ فإنَّ الأقمار الصناعية هي في الواقع، الوسيلة التي تقدِّم لنا البيانات في المقام الأول، ولا يمكنك إدارة ما
لا يمكنك قياسه. لذلك علينا الحصول على البيانات من خلال الأقمار الصناعية. أما في ما يخصُّ مجال الصواريخ نفسه، فنحن نستخدم وقوداً مستداماً، وعلاوةً على ذلك، لا نتسبّب في أيِّ حطام فضائي.
· ما هي أنواع الخدمات والتطبيقات التي يطلبها العملاء المحتملون لك، التي تبدو واعدة أكثر من غيرها؟
- وقَّعنا بالفعل عقوداً مع عملاء، مثل "إيرباص ديفينس آند سبيس" (Airbus Defense and Space)، وهناك الكثير من العملاء المتخصصين في قطاع المراقبة والاتصال الأرضي. لقد كان الدافع الأكبر في صناعة الفضاء بأكملها، تسويق مكوِّنات الأقمار الصناعية، ووضع معايير قياسية لها، بشكل نتمكَّن به من بناء أقمار صناعية للاتصالات، سواء كان ذلك من أجل إنترنت الأشياء (IoT)، أو بهدف توفير سرعة إنترنت عالية، أو لخدمة أقمار الرادارات الصناعية الأرضية، التي يمكننا استخدامها لتحليل ما يحدث على الأرض بدرجة عالية جداً من التردد، وباستخدام دقة جغرافية مفصلة كذلك.
· صناعة السيارات ستعتمد بشكل متزايد أيضاً على الفضاء، أليس كذلك؟
- بكلِّ تأكيد. تخيَّل لو أنَّك تستطيع الاتصال بكل سيارة على الأرض. حينها، إذا رغبت في إجراء تحديث برمجي، فما عليك سوى بث ذلك التحديث إلى العالم بأكمله. الإمكانات كبيرة جداً، ولا حصر لها فيما يخصُّ التطبيقات. فالاتصال، هو أحد المحرِّكات الكبيرة لهذا القطاع، خصوصاً إذا علمت أنَّ هناك اليوم 4 مليارات شخص لا يمكنهم الولوج إلى الإنترنت. إذا وضعت ما يكفي من الأقمار الصناعية في المدار لتغطية كل جزء من الأرض؛ فستتمكَّن عند ذلك من تقديم خدمة مستمرة على مستوى العالم.