بلومبرغ
بعد الهبوط الذي شهدته الأسواق العالمية في مارس 2020، انطلقت الأسهم في موجة ارتفاع استمرت 15 شهراً سجلت خلالها مستويات قياسية جديدة، إذ استهلّ ما يُسمَّى "الأسهم المنزلية" الارتفاعات، وهي الشركات التي استفادت من بقاء الملايين في منازلهم خلال الجائحة. لكن مؤخراً حوّل المستثمرون تركيزهم إلى الشركات التي تستعدّ للاستفادة من إعادة فتح الاقتصاد.
تمثّل الشركات متوسطة الحجم، عاملاً مشتركاً في المجموعتين، وقد تجاوز ارتفاع مؤشر "ستاندرد آند بورز 400 للشركات المتوسطة" صعود مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بزيادة تبلغ نحو 35 نقطة مئوية منذ أن سجل المؤشران أدنى مستوى لهما.
لماذا الشركات المتوسطة؟
من بين 331 شركة على مؤشر "ستاندرد آند بورز 400 للشركات المتوسطة" زادت مبيعاتها محلياً وخارجياً، جاء نحو 60% من الإيرادات من الولايات المتحدة، مقارنة مع أكثر بقليل من النصف لدى الشركات الكبرى المدرجة ضمن مؤشر "ستاندرد آند بورز 500".
اعتماد الشركات الكبرى على الأسواق العالمية، يعني عدم استفادتها كثيراً من التفاؤل بشأن النمو الاقتصادي للولايات المتحدة، كما يعني أنها أكثر عرضة للاضطرابات في سلاسل التوريد الدولية والتعرض لمحاكمات قضائية واتهامات بممارسات احتكارية. أما الشركات المتوسطة، فقد أدى تركيزها على الولايات المتحدة، إلى زيادة إيراداتها للعام بأكمله، أكثر من أي وقت مضى منذ عام 2017 على الأقل.
ماذا بعد؟
تفتح الولايات المتحدة أبوابها للعودة إلى الحياة الطبيعية أسرع من باقي الدول، بفضل حملة التطعيم الناجحة نسبياً، الأمر الذي ينعش آمال وول ستريت بأن الاقتصاد الأمريكي سوف يتفوق على منافسيه عالمياً، وهو ما يمثل نقطة قوة للشركات متوسطة الحجم.
يقول كالي كوكس كبير محللي الاستثمار في "ألي إنفيست": "أتوقع تفوق أداء الشركات المتوسطة والصغيرة على الكبيرة، لأنها أكثر انكشافاً على النمو في الولايات المتحدة. ومع تعثر السوق سوف تستفيد الشركات المتوسطة في ظل مقارنة المستثمرين بين التوقعات الاقتصادية الأمريكية الأفضل وعدم اليقين بشأن التضخم".
في ما يلي أسهم 6 شركات ارتفعت منذ أن بلغت السوق الحضيض في الربيع الماضي، إلى جانب عرض نسبة إيراداتها من الولايات المتحدة في السنة المالية الأخيرة.
"ساينتيفيك غايمز"
الإيرادات من الولايات المتحدة: 67%
نسبة ارتفاع سعر السهم من أدنى مستوى حتى 7 يونيو: 920%
تأثرت شركة صناعة ماكينات وألعاب القمار الرقمية ومقرها لاس فيغاس، بعد تأثير الإغلاق في القطاع. لكنها تنتج أيضاً ألعاب يانصيب فورية مثل التذاكر القابلة للخدش بقيمة دولار واحد، التي لجأ إليها المستهلكون مع بقائهم في المنازل.
"ديكس للمنتجات الرياضية"
الإيرادات من الولايات المتحدة: 100%
نسبة ارتفاع سعر السهم من أدنى مستوى حتى 7 يونيو: 472%
عندما أغلقت صالات الألعاب الرياضية واليوغا أبوابها، لجأ الأمريكيون إلى أدوات رفع الأثقال المنزلية والدراجات الثابتة ومعدات الغولف والمشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات، إذ استفادت "ديك" من طفرة الصحة المنزلية في أثناء الوباء في ظل انتشار 851 متجراً للشركة في كل أنحاء الولايات المتحدة.
"وليامز سونوما"
الإيرادات من الولايات المتحدة: 94%
نسبة ارتفاع سعر السهم من أدنى مستوى حتى 7 يونيو: 356%
ماذا تفعل عندما تكون عالقاً في المنزل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع؟ أنت بحاجة إلى التجديد بالطبع. اتجه المستهلكون إلى تخفيف تأثرهم بالإغلاق وركّبوا خزانات للمطابخ وأحواضاً للاستحمام وشوايات بالفناء الخلفي، الأمر الذي دعم أسهم بائعة التجزئة المتخصصة في الأثاث المنزلي.
"تول براذرز"
الإيرادات من الولايات المتحدة: 100%
نسبة ارتفاع سعر السهم من أدنى مستوى حتى 7 يونيو: 352%
شهدت شركة بناء المنازل الفاخرة في الولايات المتحدة طلبات قياسية وسط أزمة الإسكان التي أدت إلى ارتفاع أسعار العقارات بوتيرة أسرع مما كانت عليه منذ الأزمة المالية، الأمر الذي دعم إيرادات "تول براذرز" رغم ارتفاع تكاليف موادّ البناء مثل الخشب والخرسانة.
"سيكس فلاغز للترفيه"
الإيرادات من الولايات المتحدة: 94%
نسبة ارتفاع سعر السهم من أدنى مستوى حتى 7 يونيو: 324%
انهار سهم مشغل المتنزهات الترفيهية وانخفض بنسبة 80% تقريباً مع انهيار السوق، ولكن الاهتمام عاد بسهم شركة الملاهي وسط توقع المستثمرين حشوداً كبيرة للتنزه هذا الصيف. وبعد عامين من التغيرات الحادة، لا يزال سهم "سيكس فلاغز" يُتداول بأقل 30% من أعلى مستوياته التي سجلها في 2018.
"أوتونيشن"
الإيرادات من الولايات المتحدة: 100%
نسبة ارتفاع سعر السهم من أدنى مستوى حتى 7 يونيو: 257%
استفاد أكبر تاجر تجزئة للسيارات في الولايات المتحدة الذي تنتشر متاجره في 18 ولاية من ارتفاع أسعار السيارات المستعملة وسط تصاعد مشكلات الإمدادات التي أدت إلى تباطؤ إنتاج السيارات الجديدة بشكل حادّ، مما أدى إلى عودة المستهلكين إلى صالات عرض السيارات.