بلومبرغ
لم تكن ظروف العمل اعتيادية بالنسبة لأولئك الذين بدأوا وظائف جديدة خلال جائحة كورونا. المشروبات الترحيبية مثلاً والمحادثات غير الرسمية قرب آلة تحضير القهوة وغيرها، كلها جرى استبدالها باجتماعات رسمية عبر تطبيق زووم. هذا الواقع من عدم الاختلاط فيما بين الموظفين، يشكل مشكلة لدى أصحاب العمل، والذين يبدون أقل ميلاً للمحافظة على الموظفين الجدد عمّا لو كانوا قد انضموا للشركة خلال فترة العمل من المكاتب، وفقاً لما أكدته دراسة حديثة.
الاختلافات التي أظهرتها الدراسة، تبدو متواضعة، لكنها ذات مغزى. فمن بين أكثر من 1000 موظف شملهم الاستطلاع الذي جرى في شهر مارس الماضي، أكد 73% ممن بدأوا عملاً جديداً خلال العام الماضي شعورهم بأنهم جزء من الفريق، بينما بلغت هذه النسبة 78% بين الذين جرى تعيينهم خلال العامين الماضيين، وذلك وفقاً للدراسة التي أجرتها شركة "بيرسيبتكس" (Perceptyx)، ومقرها مدينة تيميكولا بولاية كاليفورنيا الأمريكية، والمتخصصة في ما يسمى "الاستماع إلى الموظفين". كما أظهر الاستطلاع أن 64% من الموظفين الجدد يشعرون بأن أصحاب العمل يهتمون بصحة ورفاهية مستخدميهم، مقابل 71% في أوساط الذين تم تعيينهم قبل انتشار جائحة كورونا.
شهر العسل
يقول بريت ويلز (Brett Wells)، مدير تحليلات الأفراد في شركة "بيرسيبتكس"، إن الموظفين الجدد عادة ما يستمتعون بفترة جميلة من التواصل مع زملائهم الآخرين في بداية أي عمل، إلا أن أولئك الذين انضموا إلى الشركات خلال كورونا، لم يختبروا أبدا ما يمكن أن يُطلق عليه فترة شهر العسل.
يضيف ويلز أنه ورغم شعور الموظفين الجدد القادمين خلال فترة الوباء بترحيب أكبر من قبل رؤسائهم مقارنة بالموظفين القدامى، إلا أنهم لم يتمكنوا من بناء روابط قوية مع زملاء آخرين خارج إطار مجموعات العمل المباشرة التي يعملون فيها. وهذا يعكس إلى حد كبير افتقار الموظفين الجدد إلى التفاعل والاتصال وجها لوجه مع دائرة واسعة من الزملاء.
ويختم ويلز قائلاً إن هذه التجربة تظهر أن الأشخاص الذين يشعرون بأنهم أقل ارتباطاً بزملائهم، هم أكثر عرضة لترك وظائفهم، ما يجعل منهم "قنبلة موقوتة" بالنسبة إلى أصحاب العمل.