جاستن ترودو يعترف: أوان التغيير قد حان

سيكون في أميركا الشمالية زعيم جديد آخر هذا العام بعد استقالة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو

time reading iconدقائق القراءة - 4
جاستن ترودو يعلن استقالته من أمام منزله الريفي في أوتاوا في 6 يناير - AP
جاستن ترودو يعلن استقالته من أمام منزله الريفي في أوتاوا في 6 يناير - AP
المصدر:

بلومبرغ

قاوم جاستن ترودو لما يزيد على عام دعوات واسعة النطاق ليستقيل من رئاسة وزراء كندا. كان يعلم بالطبع أن أرقام استطلاعات الرأي بشأنه سيئة، وأن حزبه الليبرالي كان يتخلف كثيراً عن المحافظين المنافسين.

لكن الأمر لم يقتصر عليه فقط، فقد كانت هناك ردود فعل عالمية ضد الحكومات القائمة في 2024. اعتقدت دائرته الداخلية أنها تستطيع تغيير الأمور في 2025 مع انخفاض أسعار الفائدة وتلاشي التضخم من ذاكرة الناخبين. تولى ترودو السلطة لمدة تسع سنوات، وعلى الرغم من التراكمات السياسية، كان مصمماً على خوض الانتخابات المقبلة والتغلب على الصعاب. ثم انهار كل شيء.

جاءت الضربة القاضية من وزيرة المالية آنذاك كريستيا فريلاند، التي استقالت في 16 ديسمبر، وهو اليوم الذي كان يُفترض منها تقديم تحديث بشأن الميزانية إلى البرلمان.

انتقدت رسالة استقالتها ترودو لتركيزه الشديد على "حيل سياسية مكلفة"، مثل الإعفاء المؤقت من ضريبة المبيعات، بدلاً من الاستعداد لمعركة الرسوم الجمركية مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب. كانت فريلاند أقوى وزيرة في حكومة ترودو، ودفعت استقالتها كتلة الليبراليين إلى التحول بحسم ضد ترودو.

أمضى رئيس الوزراء عطلة عيد الميلاد في التزلج في جبال روكي الكندية والتفكير بمستقبله، ورضخ أخيراً إلى ما لا مفر منه. في خطاب استقالته في 6 يناير، قال ترودو: "كل غرائزي كانت تدفعني دائماً لأن أقاتل". وأضاف أن الكنديين يستحقون خياراً حقيقياً في الانتخابات المقبلة، و"أصبح واضحاً لي أنه إذا اضطررت إلى خوض معارك داخلية، فلن أكون الخيار الأفضل".

ستكون الأسابيع والأشهر المقبلة في السياسة الكندية مكثفة، ولا يمكن توقع مجرياتها. لقد وضعت استقالة ترودو المتأخرة حكومته في موقف سيئ. وتعهدت أحزاب المعارضة، التي تسيطر على أغلبية مقاعد البرلمان، بإطلاق الانتخابات في أقرب فرصة، وتلك قد تأتي على الأرجح في أواخر مارس.

يمنح هذا الليبراليين شهرين فقط لاختيار زعيم، وهذا وقت قصير جداً لهذا، إذ عادةً ما تستغرق التنافسات على القيادة في كندا نصف عام أو أكثر. سيبقى ترودو في منصبه حتى انتهاء السباق في التاسع من مارس.

في غضون ذلك، يتعين على كندا صد تهديد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% من شأنها تقويض اقتصاد البلاد. استغل ترمب ضعف ترودو السياسي، وكان سعيداً بأن قال إنه حاكم الولاية 51 في أميركا من قبيل السخرية.

يشعر قادة الأعمال بقلق عميق إزاء عدم الاستقرار السياسي في قمة حكومة كندا، في وقت يلزم فيه اتخاذ إجراء حاسم تجاه تهديد أجنبي. قد تزيد الرسوم الجمركية المرتفعة التي تدفع الأسعار صعوداً من غرق حزب ترودو الليبرالي. لقد عاقب الناخبون الأحزاب الحاكمة في معظم البلدان الكبرى التي خاضت انتخابات في 2024، ومنها فرنسا والهند واليابان والمملكة المتحدة، بسبب التضخم ومخاوف تكلفة المعيشة.

يُتوقع أن تُرشح بعض الأسماء الكبيرة لمنصب ترودو على رأس الليبراليين، بما في ذلك فريلاند ومارك كارني، المحافظ السابق لبنك كندا وبنك إنجلترا ورئيس مجلس إدارة "بلومبرغ"، لكن مع اقتراب الحرب التجارية وتأخر الحزب الليبرالي كثيراً في استطلاعات الرأي، قد يسلم ترودو خليفته كأساً مسمومةً.

تصنيفات

قصص قد تهمك