خط قطار بمليار دولار محور زيارة بايدن الأخيرة لأفريقيا

زيارة بايدن إلى أنغولا تؤكد دعم بلاده للبنية التحتية سعياً لكبح تمدد نفوذ الصين في المنطقة

time reading iconدقائق القراءة - 9
قطار على خط سكة حديد لوبيتو - بلومبرغ
قطار على خط سكة حديد لوبيتو - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يحمل قطار شحن مئات الأطنان من مركّزات النحاس إلى ميناء لوبيتو في أنغولا مرتين في الأسبوع من مناجم في جمهورية الكونغو الديمقراطية. صممت مجموعة "وابتيك" (Wabtec)، التي تتخذ في مدينة بيتسبرغ الأميركية مقراً لها، قاطرته، فيما صنعت الصين كثيراً من عرباته. ويمر هذا القطار على مشارف لوبيتو بلافتة تروّج لشركة إنشاءات صينية. 

تسلّط هذه التفاصيل الضوء على التاريخ المتشابك لخط القطار هذا، الذي أقامه المهندس الأسكتلندي روبرت ويليامز في مطلع القرن العشرين، وأعادت تأهيله شركة صينية قبل نحو عقد، بينما تديره اليوم مجموعة بقيادة شركة تجارة السلع "ترافيغورا" (Trafigura). 

مواجهة النفوذ الصيني

يحظى خط السكة الحديدية الذي يربط ساحل الأطلسي بعمق الكونغو، بأهمية خاصة لدى زائر وصل إلى مطار كواترو دي فيفيريرو الدولي في لواندا، عاصمة أنغولا على بُعد نحو 500 كيلومتر شمالاً. هذا الزائر هو الرئيس جو بايدن، الذي نزل من طائرته الرئاسية "إير فورس وان" وسط الأجواء الصيفية في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، في زيارة يُرجح أن تكون الأخيرة له كرئيس للولايات المتحدة، ويتصدر خط سكة الحديد هذا جدول أعماله.

تهدف زيارة بايدن، وهي أول زيارة لرئيس أميركي إلى أفريقيا منذ نحو عقد، لمواجهة نفوذ الصين في المنطقة، ولتأمين الوصول إلى المعادن الأساسية التي تتيح التحول الاقتصادي بعيداً عن الوقود الأحفوري. إن خط سكة حديد لوبيتو، الذي يمتد لمسافة تقارب 1800 كيلومتر، محوري في هذا السياق، وسبق أن اعتمدت عليه الولايات المتحدة لنقل اليورانيوم من الكونغو لاستخدامه في "مشروع مانهاتن".

سيتلقى هذا الخط تحديثاً بتكلفة 866 مليون دولار بهدف تسهيل شحن المعادن، مثل النحاس والكوبالت، من زامبيا والكونغو إلى الموانئ الأميركية.

في غياب خط سكة حديدية موثوق قبل أن يشغّل الفريق الجديد خط لوبيتو منذ نحو عام، كانت مناجم زامبيا والكونغو تعتمد على الشاحنات في النقل إلى موانئ في جنوب أفريقيا وتنزانيا وموزمبيق وناميبيا. لكن النقل بالشاحنات ليس فقط أغلى بما يزيد على 40% مقارنة بالسكة الحديدية، بل يتطلب أيضاً المرور عبر معابر حدودية في رحلة تستغرق أياماً تحت خطر هجوم العصابات التي تنهب حمولاتها.

برغم الاستثمارات الصينية التي أعادت تأهيل خط القطار في 2015، بقي نشاط الشحن شبه معدوم بسبب محدودية قدرة السكك الحديدية في الكونغو وتدهور حالها. لكن مع تولي مجموعة "ترافيغورا" إدارة الخط وإدخال قطارات جديدة، تحملت الولايات المتحدة الجزء الأكبر من تكاليفها، تقلص زمن السفر من أكثر من شهر إلى أقل من أسبوع، متيحاً توصيل شحنات المعادن إلى الولايات المتحدة في نصف المدة التي كانت تستغرقها قبل عام.

خلال العقدين الماضيين، تراجع النفوذ الأميركي في المنطقة بشكل ملحوظ مقابل تمدد صيني. تبيع أنغولا، التي تعتمد بشدة على النفط وهو مصدر 90% من عائدات صادراتها، أكثر من نصف إنتاجها النفطي إلى الصين. كما تعهدت بكين بتخصيص أكثر من مليار دولار لتطوير طريق بديل لنقل المعادن والبضائع شرقاً نحو تنزانيا وميناء دار السلام على المحيط الهندي، وهو خط أُنشئ أصلاً خلال حقبة ماو تسي تونغ.

قال أموس هوكشتاين، مستشار الرئيس بايدن وأحد أبرز داعمي مشروع لوبيتو: "لا وقت لإضاعته، لقد غبنا عن هذه الساحة لفترة طويلة للغاية".

استثمارات أميركية

يسعى بايدن لتعزيز النفوذ الأميركي عبر إنشاء وصلة سكة حديد إضافية تمتد إلى زامبيا. ويهدف هذا الخط، الذي يمتد لنحو 800 كيلومتر وتبلغ تكلفته 1.6 مليار دولار، إلى ربط حزام النحاس في زامبيا مباشرةً بميناء لوبيتو، عبر طريق أقصر، من دون المرور عبر الكونغو. قالت هيلانيا ماتزا، المسؤولة في وزارة الخارجية الأميركية، إن هذا المشروع "من أكثر الاستثمارات الطموحة التي قامت بها الولايات المتحدة منذ فترة طويلة".

أقامت أنغولا والولايات المتحدة علاقات دبلوماسية في 1993 إثر انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفييتي. لكن بعد الحرب الأهلية في أنغولا، حين كان المتمردون المدعومون أميركياً غالباً ما يخربون خط سكة حديد لوبيتو، تطلّعت البلاد نحو الصين لتمويل إعادة الإعمار. واليوم، تدين أنغولا بأكثر من 1.8 مليار دولار لبكين عن بداية تطوير خط لوبيتو، ويشكل هذا عشر إجمالي دينها للصين.

منذ انتخاب جواو لورينسو رئيساً لأنغولا في 2017، تسعى البلاد إلى تقليص اعتمادها على الصين. ومع تغييرات القيادة في الكونغو وتنزانيا وزامبيا، سعت هذه الدول أيضاً إلى التقارب مع الولايات المتحدة، ما أسهم في زيادة كبيرة في تدفق الاستثمارات الغربية نحو المنطقة.

وافقت مؤسسة التمويل الدولية الأميركية على قرض بقيمة 553 مليون دولار لشركة "لوبيتو أتلانتيك ريلواي" (Lobito Atlantic Railway) بقيادة "ترافيغورا" لتطوير خط القطارات.

كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الحكومة والشركات الأميركية التزمت بتخصيص نحو 5 مليارات دولار لمشروعات على طول خط القطار في قطاعات الزراعة والطاقة والاتصالات وغيرها. كما تعهدت إيطاليا وبنك التنمية الأفريقي بتخصيص 820 مليون دولار للوصلة الجديدة إلى زامبيا. وبما أن هذا المبلغ يغطي نصف التكلفة المتوقعة فقط، يتوقع المسؤولون في زامبيا أن تغطي الولايات المتحدة غالبية التكلفة المتبقية.

الدافع الرئيسي وراء هذه الاستثمارات هو ضمان الوصول إلى الثروات المعدنية في أفريقيا. إذ تملك الكونغو وزامبيا نحو 10% من احتياطي النحاس في العالم، بالإضافة إلى معظم احتياطي الكوبالت، وهما من المواد الأساسية الداخلة في صناعة المركبات الكهربائية وغيرها من المجالات التي تدعم التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري.

تستخرج شركات تعدين صينية أكثر من ثلثي النحاس والكوبالت في الكونغو، حيث استثمرت شركة واحدة 9 مليارات دولار على مشاريع منذ 2016. وفي زامبيا، تعهد مشغلو مناجم صينيون باستثمارات تصل إلى حوالي 5 مليارات دولار بحلول 2031.

تأثير ترمب على هذه المشاريع

الآن، تسعى الشركات الغربية إلى ترسيخ موطئ قدم لها. إذ تخطط شركة "كوبولد ميتالز" (KoBold Metals) الأميركية، التي يدعمها بيل غيتس، لإنشاء منجم نحاس في زامبيا بتكلفة 2.3 مليار دولار، وتعهدت بشحن جزء كبير من إنتاجها السنوي المخطط له، والذي يصل إلى 300 ألف طن من النحاس، عبر الخط الحديدي الجديد.

وتستثمر شركة "باريك غولد" (Barrick Gold)، التي تتخذ في تورونتو مقراً لها، ملياري دولار لزيادة إنتاج النحاس في أحد المناجم في زامبيا، بينما تواصل شركة "فيرست كوانتوم مينيرالز" (First Quantum Minerals) في فانكوفر استثمار 1.3 مليار دولار لتوسيع مناجمها في البلاد.

ما يزال نجاح مشروع معقد مثل لوبيتو غير مؤكد في منطقة تفتقر الولايات المتحدة لخبرة حقيقية في تطوير بنية السكك الحديدية فيها. كما لا يتضح ما إذا كان الرئيس المنتخب دونالد ترمب، الذي سبق أن أدلى بتعليقات مهينة للدول الأفريقية ولم يعبر عن حماسة تجاه المركبات الكهربائية، سيتبنى المشروع عندما يعود إلى البيت الأبيض في يناير.

لكن وفقاً لبيتر فام، المبعوث الخاص السابق لترمب إلى المنطقة، فإن الرئيس العتيد سيدعم مثل هذه المبادرات. أضاف: "خط لوبيتو يساعد في تعزيز الازدهار في القارة، ويضمن لأميركا الوصول إلى معادن وأسواق حيوية، بينما يحدّ من هيمنة الصين على سلاسل الإمداد".

سامايلا زبيرو، الرئيس التنفيذي لشركة "أفريقيا فاينانس" (Africa Finance) النيجيرية التي تقود تطوير الوصلة إلى زامبيا، ليس قلقاً حيال التغيير في واشنطن، وقال: "نرى دعماً من الحزبين في الكونغرس لهذا المشروع".

NAMEالمؤشرVALUEقراءة المؤشرNET CHANGEالتغيرCHANGE %نسبة التغير1 MONTHشهر1 YEARسنةTIME (GMT)الوقت2 DAYيومان
JBO1:COMالفولاذ342.20+4.20+1.24%-7.51%-20.42%2024-12-10الفولاذ
LN1:COMالنيكل15,497.44-285.43-1.81%-4.21%-6.80%2024-12-10النيكل
LCO1:COMكوبالت24,300.000.000.00%0.00%-23.08%2024-12-10كوبالت
LA1:COMألمنيوم2,569.93+18.97+0.74%-0.71%+22.46%2024-12-10ألمنيوم
HG1:COMنحاس (Comex)426.95-0.25-0.08%+0.97%+12.37%07:24:30.000نحاس (Comex)
تصنيفات

قصص قد تهمك