بلومبرغ
قد يفتقر من يخطون خطواتهم الأولى في عالم الاستثمار والأفراد ذوي الميزانيات المحدودة إلى المنطق عند التعامل مع المال، غير أنّ أصحاب الأرصدة الكبيرة في المصارف لن يكونوا بمعزلٍ عن الوقوع في هذا الأمر. إذ "لن يحصنك دخلك المرتفع من الطبيعة البشرية" بحسب ما تقول "كايتي ميلكمان"، الأستاذة في كلية وارتون لإدارة الأعمال بجامعة بنسلفانيا، ومؤلفة الكتاب المرتقب بعنوان "كيف تتغير: علم الانتقال من مكانك إلى المكان الذي تريد أن تكون فيه" "How to Change: The Science of Getting From Where You Are to Where You Want to Be". ومع ذلك، فبإمكانك الاعتماد على سلوكيات الاقتصاد في اتخاذ قرارات أفضل عندما يتعلق الأمر بالجانب المالي.
تحدّثت في مقال سابق عن سبع حيل أساسية تساعدك في ذلك، وأضيف إليها هنا سبعاً أخرى:
اتباع استراتيجية "التحليل المسبق للفشل المحتمل" (premortem).
تجنباً للتفاؤل المفرط، تصوّر خسارة استثمار كبير تشعر بالحماسة تجاهه، واكتب الأسباب المحتملة لفشله بالتفصيل. ويقول "توربن إميرلنغ"، عالم السلوكيات، والشريك الإداري في شركة الاستشارات "أفيكتيف أدفيزوري" في زيورخ السويسرية: "تمكنت بسرعة من التفكير بأسباب من شأنها أن تجعل الأمر ينتهي بهذا الشكل"، وأضاف: "إنه أمر في غاية البساطة، أليس كذلك؟ ولكن الناس لا يفعلون ذلك".
تقليل الجاذبية نحو الإقدام على المخاطرة
كانت هذه نصيحة "دانييل إيغان"، مدير الشؤون المالية السلوكية والاستثمار في شركة الاستشارات "بترمنت إل. إل. سي". موضحاً: "عادةً ما تُستخدم مفردات إيجابية في وصف الخيارات التي تنطوي على مخاطر مثل، متقدّمة، أو سابقة، أو مستخدم له امتيازات. وهي مفردات يحب الناس الانفراد إلى حد ما في استخدامها لوصف أنفسهم".
الاعتراف بالمخاوف
قد تسمي نفسك مستثمراً جريئاً، في حين ترتعد فرائصك من الخوف، وتُقبل على البيع في أسوأ توقيت يمكن تخيله. لذلك، عليك أن تختار محفظة استثمارية آمنة تشعر بالارتياح إزاء الاحتفاظ بها، حتى حين تنهار الأسواق، بحسب رأي "ميتشيل بومبيان"، المؤسس ومدير شؤون الاستثمار لدى "صنبوينت إنفستمنتس إل إل سي" في مدينة سانت لويس الأمريكية.
واجه الواقع
ربما يرغب كل منا بدفن رأسه في الرمال، وتجنب المعلومات التي قد تثير التوتر، بحسب قول "مايا ألبر"، مساعد أول في المؤسسة غير الربحية آيديز42، التي توظّف تحليلات السلوك في مساعدة الأفراد الأقل حظًا.
إنّ إدراك ميلنا للتصرف مثل النعامة، يُمثل أول خطوة نخطوها في مواجهة الواقع.
شراء أسهم "تسلا" من خلال صندوق المؤشرات المتداولة
إن الأسهم التي تحلق أسعارها عالياً، مثل "تسلا"، تثير حماسنا، بخلاف صناديق المؤشرات المتداولة بوقعها الرتيب. ولكن، بما أنّ "تسلا" إحدى الأسهم التي تحظى بأهمية كبيرة بين الأسهم المدرجة في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، يعني أنّ صندوق المؤشر المتداول يمنحك حصة من هذه الشركة والعملة المشفرة.
الاستعانة بالبرمجيات
ربما تملك إرادة قوية تمكّنك من اتخاذ قرارت وجيهة بشأن الادخار والإنفاق، ولكنك قد لا تملك الوقت الكافي لإنجاز كل شيء. يمكن لتطبيقات إعداد الميزانية أن تحمل عنك عناء اتخاذ القرارات الصعبة أحياناً. وترى "ميلكمان"، الأستاذ في كلية وارتون لإدارة الأعمال أنّ "بعض أكثر الأشخاص انشغالاً هم الأكثر حاجة لمن ينجز الأمور عنهم". يمكنكم الاطلاع على بعض هذه التطبيقات مثل "سيمبليفي من كويكن" (Simplifi by Quicken) أو "يو نيد بادجت" (You Need a Budget).
تجنّب رواة القصص
قد تغري القصص المقنعة المستثمرين وتدفعهم لغضّ الطرف عن الأساسيات البغيضة، بحسب ما يقول عالم الاقتصاد في جامعة ييل "روبرت شيلر" الحائز على جائزة نوبل في كتابه الصادر في عام 2019 بعنوان: "الاقتصاد السردي: كيف تصبح القصص المنتشرة قائدة للأحداث الاقتصادية الكبرى." "Narrative Economics: How Stories Go Viral & Drive Major Economic Events". لذلك، كن يقظا ًحين يروي أحدهم قصة طويلة من نسج خياله.