دمى "سوني إنجلز" و"سميسكي" تجتاح "تيك توك"

صممت هذه الدمى اليابانية لتخفيف التوتر لكنها سرعان ما انتشرت عبر الإنترنت لتزداد رواجاً

time reading iconدقائق القراءة - 6
تطبيق \"تيك توك\" للتواصل الاجتماعي على متجر \"آبل\" الإلكتروني - المصدر: بلومبرغ
تطبيق "تيك توك" للتواصل الاجتماعي على متجر "آبل" الإلكتروني - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

جمعت أدي شارب أكثر من مئة دمية على شكل أطفال وتُعرف باسم "سوني إنجلز" (Sonny Angels)في خزانة بغرفة نوم إضافية في منزلها بمدينة أثينا بولاية جورجيا، فيما يكتظ رف مجاور بتماثيل "سميسكي" (Smiskis) التي تلمع في الظلام، وتتميز بلونها الأخضر وبرأسها الأصلع وشكلها المشاغب.

شارب، التي بلغت من العمر 26 عاماً وتعمل في مسشفى بيطري، نشرت مقاطع مصورة عن هذه الشخصيات على "تيك توك" انتشرت كالنار في الهشيم. قالت: "هؤلاء هم أصدقائي الصغار الذين يسهلون علي تخطي يومي".

أصدقاء صغار

هذا بالضبط ما كان يهدف إليه تورو سويا، الرئيس الياباني لشركة "دريمز" (Dreams) للألعاب والسلع المرتبطة بأسلوب الحياة، حين قرر إنتاج هذه الدمى بغرض مساعدة الشابات على التخفيف من الضغوط اليومية.

تأتي هذه الدمى بأحجام صغيرة يسهل حملها وتوفر دعماً عاطفياً لهن. أمّا دمى "سميسكي"، فيمكن إسنادها بسهولة على رف أو إلى جدار. وتبدو أشبه بـ"جنية غامضة تحرسك"، كما تصفها الشركة في الشعار الذي أطلقته عنها، أمّا "سوني إنجليز" فهي أشبه بـ"صديق صغير الحجم".

قالت أكيو ياماشيتا، مديرة قسم التخطيط والتطوير في "دريمز" إن "الغاية الأساسية هي جعل الناس يبتسمون ويرتاحون نفسياً، وهذا ما أفكر فيه عندما أقوم بالتصميم".

برغم أن "دريمز" بدأت إنتاج شخصيات ظريفة في اليابان منذ تأسيسها في 1996، إلا أن دمى "سوني أنجلز" و"سميسكي" التي تباع بسعر يتراوح بين 10 و12 دولاراً للقطعة، بدأت بالانتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة وغيرها من الدول في 2022.

قالت الشركة إن مبيعات الدمى في الولايات المتحدة تضاعف ثلاثاً إلى أربع مرات في العام الماضي مقارنة مع عام 2022. كما تضاعف حجم المبيعات تقريباً مرة أخرى في النصف الأول من هذا العام مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي، مع تسجيل اتجاهات مشابهة في دول أخرى. حتى إن دمى "سوني إنجلز" تنفد في غضون دقائق عبر الإنترنت كلما توفر مخزون منها.

دعم المشاهير

بلغت "سوني إنجلز" شاشات التلفزيون في الولايات المتحدة في مايو من خلال مشهد من برنامج (Saturday Night Live)، وقد أدت دوا ليبا دور شخصية تملك مجموعة واسعة من هذه الدمى، فيما أدّى بوين يانغ دور دمية من دمى "سوني إنجلز".

على الرغم من أن كثيراً من منسوبي "دريمز" في اليابان ربما لم يسبق لهم أن سمعوا ببرنامج (Saturday Night Live)، فإن عدد الزيارات لموقع الشركة ارتفع ستّ مرات عن المعدل في اليوم التالي، حسب قول الشركة. كانت "دريمز" حصدت زيادة مماثلة بالاهتمام عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن نشرت عارضة الأزياء بيلا حديد صوراً لمجموعتها من دمى "سوني إنجلز" عبر "إنستغرام" العام الماضي.

يعبّر مقتنو دمى "سوني أنجيلز" و"سميسكي" عن حبهم لهذه الشخصيات من خلال الوشم والرسم على الأظافر، كما أنهم يصمّمون ملابسَ لها ويحضرون اجتماعات لتبادل الدمى.

كما وجدت هذه الدمى سبيلها إلى متاجر مثل "أوربن أوتفيترز" (Urban Outfitters)، فيما أن بعضاً نادراً منها، مثل دمية "روبي إنجل" وهي شخصية تشبه الفأر، يعرضها بعض مقتنيها للبيع على موقع التسوق الإلكتروني الياباني "ميركاري" (Mercari) أو موقع "(إي باي) مقابل مئات الدولارات.

عولمة التصاميم "الظريفة"

تعكس شعبية هذه الشخصيات تغيّر الانطباع عن "الظرافة" خارج اليابان والدول الآسيوية الأخرى. ترى إيريكا كانيساكا، الأستاذة المساعدة المختصة بالأدب الآسيوي-الأميركي في جامعة "إيموري"، أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت في عولمة ثقافة التصاميم "الظريفة"، إلى جانب تطور المفاهيم حول معنى أن يكون الإنسان بالغاً.

قالت: "يرفض أبناء الجيل زد وجيل الألفية التوقعات الجامدة حول ما يجب أن يكون عليه البلوغ". أضافت كانيساكا التي تدرس (kawaii) أيضاً، أو ثقافة الظُرف، أن "وضع دمية (سوني إنجل) على مكتبك في العمل طريقة بسيطة للقول إن الظرافة والنضج يمكن أن يتعايشا جنباً إلى جنب، ولا داعي لأن تكون طفلاً كي تستمتع بالأشياء الظريفة".

تعتبر "دريمز" أن تغليف "سوني إنجلز" و"سميسكي" ساعد على اتساع شعبيتها. إذ تأتي في علب مغلقة لا يدري الشاري محتواها، ثم يفتحها ويكشف عن محتواها في مقطع مصور.

قال هيروشي سوكيغاوا، مدير قسم التسويق في "دريمز" إن "لعبة الحظ بحيث لا تعرف ما الذي ستحصل عليه تتناسب جداً مع (تيك توك)".

قطع نادرة

يتزامن هذا الهوس بـ"سوني إنجلز" و" سميسكي" مع ظاهرة أخرى، هي الإقبال على زيارة اليابان. فتتلقى "دريمز" رسائل من سياح أجانب كلّ يوم تقريباً يتساءلون فيها عن الأماكن التي يمكنهم فيها شراء الدمى، حتى إن بعضهم يحضرون إلى مقرّ الشركة.

كانت "دريمز" قد زادت عدد المتاجر التي تبيع منتجاتها في المطارات والأماكن السياحية مثل مقاطعة أساكوسا في طوكيو التي تضمّ معبداً شهيراً.

قالت شارب إن رواج "سوني إنجلز" و"سميسكي" على وسائل التواصل الاجتماعي يجعل شراءها عبر الإنترنت أصعب، لكنها لا تنوي الاستسلام لأن هناك كثيراً من الدمى التي ترغب باقتنائها، ومن ذلك دمية نادرة صُنعت بالتعاون مع المصممة دونا ويلسون، وترتدي زياً بشكل حبة فول سوداني. أضافت: "سيكتمل حلمي إن حصلت على حبة الفول السوداني".

تصنيفات

قصص قد تهمك