بلومبرغ
اشتهرت المغنية باتي لابيل بصوت صداح مكّنها من بيع أكثر من 50 مليون أسطوانة، ومن تلقي جائزة "غرامي" لمرتين، كما كان لها عشرات الإطلالات التلفزيونية، ومن ذلك مسلسلها الكوميدي "Out All Night" في التسعينيات.
لكن عرابة موسيقى السول، وهي أيضاً عرابة المغنية مارايا كاري، تركز حالياً على عملها في مجال المأكولات بنفس القدر من الاهتمام الذي أبدته تجاه الفن.
في 2007، أطلقت لابيل شركتها "باتيز غود لايف" (Patti’s Good Life)، التي تقدّم وجبات طعام وحلويات متنوعة من المعكرونة بالجبن إلى فطيرة البطاطا. تقول إن مبيعاتها ارتفعت 12% في العام الماضي، لتفوق 200 مليون دولار، وتضيف: "كنت أدرك أنني سأغني طيلة حياتي، لكن لم يتبادر لي أني سأملك علامة تجارية للمأكولات، إن هذا لأمر رائع".
إطعام المشاهير
حُبّ لابيل للطهي بدأ في طفولتها، حين ابتكرت صلصلة كاتشب حارّة في مرآب منزل الأسرة. وحتى حين بدأ نجمها يلمع، استمرت بتحضير الطعام، سواء في المنزل أو خلال جولاتها الموسيقية. على مدى ستة عقود خلت، حضّرت مأكولات لأساطير الفن من وزن فرقة "رولينغ ستونز" وإلتون جون، وبرينس، وسيندي لوبر، وريتشارد بريور. كانت تكتب اسمها بكل فخر على أطباق التقديم حين يأتي وقت العشاء، وشرحت ذلك قائلة: "أردتهم أن يعرفوا أنني أعددت المأكولات بنفسي، وأنني لم أطلبها عبر متعهد طعام".
بتشجيع من زملائها في مجال الترفيه وأفراد عائلتها ومدير أعمالها، قررت قبل 15 سنة أن تبدأ ببيع مأكولاتها المبتكرة لجمهور أوسع. باشرت علامة "باتيز غود لايف" بمجموعة توابل، مثل صلصة شواء مستلهمة من تجربة المغنية بإعداد الكاتشب في طفولتها، ثم توسعت نحو المأكولات المشبعة مثل يخنة الورقيات والدجاج والبسكويت وحلويات مثل الفطائر والكعك، كلها مصنوعة وفق وصفات لابيل.
تلقت الشركة جرعة دعم في 2015 حين أثنى المغني جيمس رايت شانيل في مقطع مصوّر حصد أكثر من 6 ملايين مشاهدة على فطيرة بطاطا حلوة صنعتها، قال فيه: "ستتحول إلى باتي بعد أن تأكل هذه الفطيرة"، وراح يردد إحدى أغاني لابيل فيما يتلذذ بفطيرتها.
تتوفر المأكولات من صنع الشركة في مئات متاجر التجزئة على امتداد الولايات المتحدة، بما فيها "تارغت" و"وولمارت"، كما تُباع عبر الإنترنت. وبحسب "وولمارت"، تجاوزت قيمة مبيعات فطيرة البطاطا الحلوة والمعكرونة بالجبن 80 مليون دولار في 2022.
في الخريف الماضي، تواصلت لابيل مع كاردي–بي بغية أن تسوّقا معاً للكريمة المخفوقة الممزوجة بالكحول التي أطلقتها مغنية الراب مع فطائر لابيل. وهي تخطط هذا العام لإضافة مزيد من الوجبات المثلجة والحلويات ومأكولات الفطور، بما فيها البانكيك والقطر الخالي من السكر المعد لمرضى السكري، الذي عرفت لابيل أنها مصابة به في 1994.
غناء وطهي
قال جاريد واتسون، أستاذ التسويق المساعد في كلية "ستيرن" لإدارة الأعمال في جامعة نيويورك، إن "باتيز غود لايف" تظهر كيف يمكن للمشاهير التواصل بشكل أفضل مع جمهورهم، وأضاف: "تكمن روعة العلامات التجارية التي يملكها المشاهير في وجود قاعدة زبائن راغبين في الاستماع إليهم".
إلا أنه نصح بضرورة أن يعكس توسّع العلامة التجارية شخصية النجم، وألا يبتعد كثيراً عن توقعات الجمهور. كما قال واتسون، الذي أقرّ باستحسانه مذاق فطيرة البطاطا من لابيل: "مع نمو العلامة التجارية، يسهل تقديم بدائل عادية تخفّض من قيمتها... مثل أي علامة تجارية أخرى خاصة بالمشاهير، يمكن لـ(بيتيز غود فود) أن تخسر جوهرها الذي يستقطب الزبائن".
تملك لابيل مع ابنها زوري إدواردز كافة أسهم "بيتيز غود فود"، ويتولى إدوارز إدارتها مع المؤسس الشريك شارل سويت وشريكهما أليكس تومسون. ولا تضم الشركة أي منشآت إنتاج، بل تشتري المنتجات جاهزة من موردين يعدونها وفقاً لوصفات لابيل.
أسست لابيل في 2018 شركتها الاستشارية "زي بي إيه سي" (ZPAC) لتساعد النساء والأشخاص من البشرة الملونة على توريد منتجاتهم إلى متاجر التجزئة الكبرى. وقد ساعدت حديثاً مجموعة مطاعم "بروكلين تشوب هاوس أند غروسير" التي يملكها أشخاص من أصحاب البشرة السوداء، وهي تشتهر بشرائح اللحم ومأكولات تستلهم نكهات من المطبخ الآسيوي، على عرض معجناتها في ألف فرع لـ"وولمارت" على امتداد الولايات المتحدة. قال روبرت دون بوه كومنغز، المالك الشريك لـ"بروكلين تشوب هاوس": "العمل مع باتي لابيل الأسطورية كان مذهلاً، فخبرتها في مجال الطهي تتجاوز كل ما تصورته".
على الرغم من نجاح شركة المأكولات، لا تنوي لابيل، 79 عاماً، التخلي عن الموسيقى، وقالت: "كلّما قمت بأمور أكثر، أشعر أنني أكثر شباباً... لا تسمح للعمر يوماً بأن يحجبك عن النعم".
برغم تركيزها على الطعام في مسعى لبناء إرث لأحفادها، تستمر في أداء أغانيها أمام جماهير غفيرة، كما تعدّ ألبوماً غنائياً يرتقب صدوره هذا العام. قالت: "يذهلني مجيء الناس لمشاهدة حفلاتي. أنا لا أقوم بذلك من أجل المال، فأنا لا أحتاجه، بل أحتاج لأن أغني. أحتاج للوقوف على المسرح".