بلومبرغ
تزداد شعبية فيفيك راماسوامي في استطلاعات الرأي للانتخابات الرئاسية، ويساهم في ذلك إنجازاته في مجال الأعمال. قبل أن يخوض معركة الفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة، حيث يضعه متوسط استطلاعات الرأي في المركز الثالث بعد دونالد ترمب ورون ديسانتيس، أسس راماسوامي شركة "رويفانت" (Roivant) لتطوير العقاقير وتولى إدارتها، ثم حولها إلى شركة مساهمة عامة في 2021.
أسس راماسوامي بعد ذلك شركة "سترايف" (Strive) لإدارة الأصول، وقدّم الشركة على أنها ردّ التيار المحافظ على تركيز الحركة الداعمة لمعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية على الآثار المترتبة على امتثال الاستثمارات لهذه المعايير. شعار "سترايف" هو "استثمر في الامتياز"، والغرض منه أن يتباين مع شعار الحركة الداعمة لمعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.
لكن في الأشهر الأخيرة رفع موظفان سابقان دعوى ضد شركة الاستثمار وضد راماسوامي وشريكه في تأسيسها أنسون فريريكس، فحواها أن ممارسات الشركة لا تلتزم شعارها. اتهما كلّاً من راماسوامي وفريريكس بدفع الموظفين بعزم ليخالفوا قانون الأوراق المالية وبإساءة معاملتهم. كما أشارا إلى أن الشركة واجهت صعوبات في تحقيق مستهدفات النمو الكبيرة لاستثماراتها المناهضة لمعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.
قال كريستوفر لينزو، محامي جويس روزلي إحدى المدعيين، إن القضيتين أثارتا أسئلة حول مدى جدية راماسوامي كمدير أصول. قال لينزو إنه بالنظر إلى ما حدث، فقد تأسست الشركة "لتكون بقدر كبير آلية علاقات عامة لحملة راماسوامي الرئاسية. لم يكن تفكيرٌ مليٌّ في إدارتها كشركة استثمار".
دعاوى ضد الشركة
لم يسبق نشر أي شيء عن الدعويين. سيكون سجل راماسوامي محط الأنظار خلال مناظرة رئاسية الأسبوع المقبل، إذ أشار حلفاء ديسانتيس إلى أنه يخطط لتركيز هجومه على راماسوامي. قالت الشركة في بيان: "تعتزم (سترايف) أن تدافع عن نفسها بقوة... بخلاف ذلك، فسياستنا تنطوي على عدم التعليق على الدعاوى المنظورة أمام القضاء".
لم تعلق مديرة اتصالات راماسوامي تريشا ماكلوغلين على الدعوى، وأشارت إلى أن راماسوامي، الذي شغل منصب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي حتى وقت سابق من هذا العام، ترك "سترايف" حين قرر الترشح للرئاسة. قالت: "(سترايف) منفصلة تماماً عن فيفيك وحملته".
مَن المتنافسون في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية؟
كما تفيد الدعوى الأولى، التي رفعها مدير مبيعات إقليمي أقالته الشركة خلال إعادة هيكلتها في مارس، بأن راماسوامي راوغ في عرض أوضاع الشركة المالية للموظفين والمستثمرين، إذ بالغ في تقدير نمو الشركة في أثناء تسويقها لأصحاب رأس المال الجريء وفي استقطابه موظفين.
زعم الموظف السابق جون فيليبس، أن الشركة حضته على ترك وظيفة في "جيه بي مورغان" كان سيحصل فيها على ما يفوق مليون دولار في 2022، بناءً على وعود من راماسوامي وآخرين بأن "سترايف" مدعومة بتمويل قوي وأن راماسوامي يكرّس نفسه للشركة.
مخالفة القانون
كانت "سترايف" في الواقع "تفتقر إلى رأس المال الكافي"، وفقاً للدعوى، كما كان راماسوامي يعتزم الترشح للرئاسة. رُفعت الدعوى في يونيو، بعد ثلاثة أشهر من ادعاء فيليبس أن "سترايف" فصلته تعسفياً. تقدمت "سترايف" بطلب لرد الدعوى.
أما في الدعوى الأخرى، المقدمة في 8 أغسطس في إحدى محاكم مقاطعة يونيون بولاية نيو جيرسي، فزعمت روزلي أن الشركة فصلتها من منصب الرئيس المشارك للمبيعات المؤسسية كإجراء انتقامي على إثارتها مخاوف بشأن التحرش الجنسي في الشركة ومخالفات لقوانين الأوراق المالية. ادعت روزلي أنها رأت أحد مسؤولي "سترايف" التنفيذيين يطلق تلميحات جنسية قوية تجاه موظفة صغيرة.
المرشحون المحتملون للرئاسة الأميركية.. من يواجه ترمب؟
حين اشتكت روزلي، التي لها باع طويل في "ستيت ستريت" (State Street) و"غولدمان ساكس"، إلى رئيس "سترايف" فريريكس، قال إن "الأمر لا يعنيه"، وفقاً لنص الشكوى. كان فريريكس، وهو مسؤول تنفيذي سابق له خبرة في توزيع الجعة وكان يرتاد المدرسة نفسها مع راماسوامي، يشغل أعلى منصب في الشركة حينذاك.
كما فعل فيليبس، زعمت روزلي أن راماسوامي وفريريكس دفعاها لتخرق قوانين الأوراق المالية. ادعت روزلي أنه طُلب إليها استخدام موادّ ترويجية تَعِد المشترين بعوائد مستقبلية بلا أساس سليم، كما طُلب منها السماح للموظفين غير المرخص لهم ببيع الأوراق المالية بجلب عملاء. ادعت روزلي أيضاً أنها قدمت شكوى بشأن منشورات راماسوامي على وسائل التواصل الاجتماعي، التي رأت أنها تمثل مبيعات مخالفة لقانون للأوراق المالية.
فصل تعسفي
فصلت الشركة كلّاً من فيليبس وروزلي في مارس، إلى جانب مسؤول تنفيذي آخر قالت روزلي إنه كان يشكو أيضاً مخالفات لقانون الأوراق المالية. ادعت روزلي أن "سترايف" أبلغتها أن فصلها كان جزءاً من إعادة هيكلة، وأن كل من فصلتهم الشركة تَخطَّوا أربعين عاماً.
تزعم الدعوى التي رفعتها روزلي أنها ضحية التفرقة على أساس السن، إلى جانب أن فصلها يمثل رداً انتقامياً لإثارتها مخاوف بشأن التحرش ومخالفات قانون الأوراق المالية.
بعد شهر من الإقالات، عيّنت الشركة كبير مسؤولي الاستثمار لديها مات كول رئيساً تنفيذياً. في مذكرة صدرت في يونيو، أقرّ بصحة رحيل "أعضاء فريق التوزيع ضعيفي الأداء" وأشار إلى أن "سترايف"، التي تدير صناديق مؤشرات متداولة في البورصة تضم أصولاً تبلغ قيمتها نحو مليار دولار حتى 17 أغسطس، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ"، ستخفف خطابها السياسي وستركز على ترويج "رأسمالية المساهمين" بدل توجيه انتقادات إلى معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.
أفادت المذكرة، التي كان موقع "سيمافور" الإخباري أول من ينشرها، بأن النمو في تمويل الشركة تباطأ في 2023 جزئياً بعد أن رأى المستثمرون أن الشركة "أكثر اهتماماً بالسياسة من الاستثمار". قالت المذكرة إن النمو استؤنف وسيتسارع "بوتيرة كبيرة" بدءاً من 2025.