محاولتي الكارثية للإقلاع عن "أبل"

إن كنت ترغب بأن تنقل صوراً ورسائل تجمعت على مدى عقد من نظام "أبل" البيئي، فتوقع كثيراً من المتاعب

time reading iconدقائق القراءة - 34
صورة تعبيرية عن منظومة \"أبل\" البيئية - الشرق/بلومبرغ
صورة تعبيرية عن منظومة "أبل" البيئية - الشرق/بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

بقلم: Austin Carr

بعدما أمضيت أربعة أسابيع وأنفقت 3421.88 دولار كي أتحول عن منتجات ”أبل“، وجدت نفسي عالقاً. لم أفلح بنقل معظم بيانات تطبيقاتي إلى أجهزتي الجديدة التي أنتجتها شركات أخرى، ومن ذلك نحو 103 غيغابايت من الرسائل والملفات المرفقة بها.

استغرقت ”أبل“ 15 يوماً لتتعامل مع طلبي لتنزيل 92654 صورة كنت قد خزنتها في سحابتها، لكن عدد الأخطاء في نهاية العملية كان يماثل عدد الصور تماماً. بدا الأمر كما لو كنت محاصراً داخل أسوار حديقة شركة “أبل“.

على مدى أزيد من عقد، كنت الزبون الذي يحلم به مساهمو ”أبل“، فقد اقتنيت ”أيفون“ و“أيباد“ و“ماكبوك“ كما أستخدم سماعات ”إيربود“ وساعة ”أبل وتش“ واشتركت بخدمات ”أبل تي في“ و“أيكلاود“.

كما كنت أبادر لترقية أنظمة تشغيل الأجهزة بانتظام، وأنفقت مزيداً من المال على معدات الوصل الأصلية من ”أبل“. لطالما أعجبني التصميم الصناعي لدى الشركة وأحببت كيف تتلاءم أجهزتها بسلاسة كما حوارات مسلسل ”تيد لاسو“. زد على ذلك أنني احتفظت بمعظم عبوات تغليفها، لأنها بدت رائعة جداً لدرجة أنه يصعب رميها.

لكن بدأ كل شيء يبدو خانقاً على مدى السنوات القليلة الماضية، فقد انزعجت بعض الشيء حين تسلل ”سيري“ (Siri) إلى تطبيقاتي واستعلامات البحث. شعرت بالإحباط قليلاً لأن ”أي ماسيج“ (iMessage) لا يسمح بمحادثات عبر كمبيوترات وهواتف لم تنتجها ”أبل“.

كما انزعجت قليلاً لأنني لم أتمكن من جعل خرائط ”غوغل“ التطبيق الأساسي أو من إعداد ”أمازون إيكو“ (Amazon Echo) بسهولة مثل تفعيل مكبر صوت ”هوم بود“ (HomePod) الذي تنتجه ”أبل“. لكن وقع هذه الأمور بدأ يزيد مع تزايدها، كما هو حال 120 دولاراً أنفقها كل عام لتخزين صوري على ”أيكلاود“ (iCloud).

نظام مهيمن

كما أنني بدأت ألاحظ أن نظام التشغيل (iOS) بدأ يوجه قراراتي الأخرى، ومنها بعض القرارات الكبيرة. كان استخدام لوحة تحكم (CarPlay) من ”أبل“أحد الأسباب الرئيسية التي دفعتني أنا وزوجتي لنشتري سيارة ”سوبارو أوتباك“ (Subaru Outback). كذلك كان الحال مع اقتناء تلفزيون ”إل جي“ (LG)، فقد أردنا جهاز تلفزيون يمكنه عرض ما يظهر على شاشات أجهزة ”أبل“ التي نملكها.

لقد تجاهلت سلسلة طويلة من المتجات الأصغر، ومنها أجهزة ”مايكروسوفت سورفس“ اللوحية، و“فيت بيت“ (Fitbit)، وسماعات الرأس من "سوني"، وذلك أساساً لأنها لم تتكامل بشكل جيد مع معدات ”أبل“.

كانت هذه هي خطة ”أبل“. في رسالة عبر البريد الإلكتروني في 2010 حول المنافسة في عصر الهاتف الذكي و"الحرب المقدسة مع (غوغل)“ المقبلة، أمر الرئيس التنفيذي آنذاك ستيف جوبز مساعديه بـ "ربط جميع منتجاتنا معاً، كي نزيد من ارتباط الزبائن بنظامنا البيئي". (قالت ”أبل“ إن هذا النهج حيوي لأمن المستخدم والمنصة).

في عهد تيم كوك، خليفة جوبز، وسعت ”أبل“ صلاحياتها لتشمل جميع أنواع الملحقات (سماعات الأذن اللاسلكية، والساعات القابلة للتخصيص، وأجهزة الشحن المغناطيسية) والاشتراكات (للموسيقى والألعاب وبرامج اللياقة البدنية وبرامج البث والأفلام). في الخريف، حين لاحت سماعة الرأس ”فيجن برو“ (Vision Pro) من ”أبل“ في الأفق، قررت أن أخوض تجربة رقمية مرنة قبل أن تربط الشركة حياتي في ”ميتافرس“ أيضاً.

كان جهازا ”أيفون“ و“ماك بوك“ الذين كنت أملكهما يقتربان من نهاية حياتهما المفيدة، لذا كانت خطتي هي التحول إلى مزيج من البرامج التي تتمحور حول هاتف ”أندرويد“ وكمبيوتر محمول يعمل بنظام ”ويندوز“، وأن أدعم ذلك بمنتجات من ”أمازون“ و“غارمين“ (Garmin) و ”سامسونغ“ وغيرها.

بيئة آسرة

بدا الأمر بسيطاً بما يكفي، فقد قضى منافسو ”أبل“ وقتاً طويلاً ليتعلموا كيفية التكاتف ليكونوا أشبه بحزمة متماسكة. مع ذلك، تلقيت كثيراً من السخرية عندما أخبرت الناس بما أنا بصدد أن أفعله - حتى من منافسي "أبل" أنفسهم.

عندما أرسلت رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى ”غوغل“ لأطلب مقابلات مع المديرين التنفيذيين حول عملية التحوّل، أضافني متحدث باسمها خطأًً على قائمة المتلقين حين أرسل ملاحظة إلى فريقه سخر فيها من فكرة أن نموذجاً يعتمد على ”أندرويد“ وأصدقاءه يمكن أن يعمل مثل (iOS). كتب: "الأمر أشبه بمقارنة السيارات، لكن هذه محاولة مقارنة سيارة (هوندا) بسيارة يصنعها المرء من أجزاء حصل عليها من شركة (بيب بويز)".

تجاوزت قيمة "أبل" السوقية 3 تريليونات دولار في اليوم الأخير من يونيو، فكانت الزيادة التي حققتها في النصف الأول من العام تبلغ نحو 1 تريليون دولار. كما بيّن زميلي مارك غورمان في نشرة إخبارية، أن قيمة الشركة بلغت عتبة 3 تريليونات دولار بعد فترة وجيزة من الكشف عن ”فيجن برو“، وهذا الإنجاز يؤشر إلى رهان على النظام البيئي الحالي للشركة أكثر مما هو رهان على مستقبل سماعة الرأس، أو بدايات عمل ”أبل“ بالذكاء الاصطناعي.

قال: “يصعب على المستهلكين بشدة أن يغادروا هذا النظام البيئي… هذا ما يجعل الاستثمار في (أبل) جذاباً جداً“.

رغم أنه يقال إن وزارة العدل الأميركية تستعد لقضية مكافحة احتكار ضد ”أبل“، إلا أن وضع الشركة يبدو أصلب بعد فوزها شبه الكامل في معركة قضائية طويلة مع ”إبيك غيمز“. لقد اتهمت ”إيبيك“ ”أبل“ بممارسات احتكارية في إدارتها لمتجر التطبيقات، الذي يتحصل على جزء من مشتريات البرامج وأنها قيدت الحلول البديلة حول هذا الاقتطاع.

أمر محبط

جادلت المحامية الشهيرة كاثرين فوريست: "كان يمكن أن يكون هنالك باب للحديقة… لكنها محاطة بأسوار اصطناعية" قضت محكمة الاستئناف بأن سياسات متجر ”أبل“ لا تنتهك قانون مكافحة الاحتكار الاتحادي. مع ذلك، استمر منافسوها بالشكوى ممّا يبدو على أنه تمييز الشركة لمنتجاتها الخاصة: إذ أن استخدام ”أبل باي“ و”أبل ميوزيك“ عبر ”أيفون“ أسهل من استخدام ”باي بال“ و“سبوتيفاي“، أليس هذا غير عادل بطبيعته؟

قال كارل باي، المؤسس المشارك لشركة ”ون بلس تكنولوجي“ (OnePlus Technology) الصينية لصناعة الإلكترونيات وشركة ”نوثينغ تكنولوجي“ (Nothing Technology) الناشئة لصناعة الهواتف الذكية: ”لم تعد تتنافس فقط على مزايا المنتج“.

أضاف أن فرصة حمل شخص يقتني ”أيفون“ و“أبل وتش“ على ترك (iOS) ضعيفة بشكل لا يصدق. كما أن خدمة ”أي ماسيج“ الخاصة بـ ”أبل“ فقط أصبحت "بنية تحتية أساسية" للاتصال وتقيد مدى نمو صنّاع الأجهزة الذكية الجديدة التي تفتقر إليها.

قال متحدث باسم ”غوغل“ في بيان: "نعتقد أنه يجب أن يكون سهلاً على المستخدمين الانتقال بين الأجهزة والأنظمة الأساسية متى شاءوا، ونجد أن عدم مشاركة هذه المبادئ بشكل متساوٍ عبر جميع المنصات أمر محبط".

قال متحدث باسم ”آبل“ في بيان إن الشركة عملت على تسهيل نقل البيانات إلى خدمات أخرى. واستشهد المتحدث بوثائق وشهادات من محاكمة قضية ”إيبيك“ تشير إلى أن ما يصل إلى 26% من مستخدمي (iOS) الذين اشتروا هاتفاً جديداً في 2020 اختاروا بديلاً لا يعتمد نظام تشغيل (iOS). قال المتحدث إن اختيار 3 من كل 4 أشخاص للبقاء يدلّ على أنهم راضون عن المنتج وليس على أنهم مقيدين به.

مع ذلك، بعد ساعات لا تحصى من استكشاف الأخطاء وإصلاحها كنت ما أزال غير متأكد من ذلك. بدلاً من حل مشاكل التوافق، وجدت أن ”أبل“ و”غوغل“ قد أوكلتا هذه المهمة لزبائنهما.

تعقيد صادم

على وجه الخصوص، تبين أن نقل الملفات من (iOS) إلى ”أندرويد“ معقد ومكلف بشكل صادم وأن من يحاولون الانتقال من "أندرويد" ليسوا أفضل حالاً. إن كنت تعيش داخل حديقة مسورة لمدة تشابه ما أمضيته في إحداها، فقد تجد صعوبة في الهروب منها.

لم يكن الانتقال بين الأنظمة الأساسية للحوسبة أمراً صعباً دائماً. خلال ذروة الكمبيوتر الشخصي، كان القفز من ”ديل“ أو ”كومباك“ (Compaq) إلى ”ماكنتوش“ (Macintosh)، والعكس، سهلاً نسبياً، لأن المستخدمين كانوا غير مقيدين تقريباً بشأن الوصول إلى ملفاتهم الخاصة، التي كان يمكن الاعتماد على معظمها لتعمل عبر مختلف العلامات التجارية.

ربما تكون العملية بطيئة في السنوات التي سبقت السحابة والبث الرقمي، وكان للبرنامج محدودية. (تذكروا ”مايكروسوفت أوفيس" قبل ظهور "وضع التوافق"). لكن نقل بياناتك كان ما يزال مجرد مسألة نقلها بالكامل عبر وحدة تخزين خارجية.

انتهت قابلية النقل هذه تقريباً في عصر الهاتف الذكي. قيدت ”أبل“ و”غوغل“ وشركات أخرى الوصول إلى آليات البرامج الداخلية، وتبنت مزيداً من أنواع الملفات الفريدة والتطبيقات المحمية بحيث يكون لكل منها بيانات معزولة عمّا سواها.

أدى اعتماد هذه الإجراءات لزيادة أمان أنظمة التشغيل، لكن هذا يعني أيضاً أنه لا يمكنك ببساطة نقل الأغاني الموجودة على ”أيتونز“ (iTunes) بطريقة السحب والإفلات وهذا ينطبق أيضاً على نقل الصور من ”أيفون“ إلى جهاز يعمل بتقنية ”أندرويد“.

عوائق لم تذلل

لفترة بدأت في 2013، قدم دليل إرشادي عام كتبه الرئيس التنفيذي لشركة ”غوغل“ في ذلك الوقت إريك شميدت، أفضل الإرشادات للتحول إلى ”أندرويد“، إلا أن ذلك كان بدائياً. جاءت في دليل شميدت الذي نشره عبر الإنترنت طريقة تتطلب ست خطوات لمجرد استيراد جهات الاتصال من (iOS). اقتراح آخر غير آلي: ”حمل من متجر (غوغل بلاي) جميع التطبيقات التي تستخدمها عادةً، على سبيل المثال (انستغرام)".

استثمرت ”أبل“ و”غوغل“ مواردَ لتسهيل التحول - كان أول تطبيق طرحته ”أبل“ على الإطلاق عبر متجر ”غوغل“ هو تطبيق (Move to iOS) في 2015 - لكن العوائق لم تزل.

يتذكر مصمم كان يعمل لدى ”غوغل“ في ذلك الوقت تقريباً أن الدراسات التي أجريت على تعليقات العملاء أظهرت أن مستخدمي ”أيفون“ السابقين كانوا محبطين من عملية نقل الوسائط إلى ”أندرويد“ ومرتبكين حيال ترك ”أي ماسيج“.

كلما كان انطباعهم الأول عن ”غوغل“ سيئاً، زاد احتمال أن يستسلموا ويعودوا أدراجهم. المصمم، الذي اشترط عدم كشف عن هويته خوفاً من الانتقام الوظيفي حاله في ذلك حال العديد من المطلعين الذين قابلتهم لإعداد هذا التقرير، يتذكر عبارةً قالها شخص ندم بعدما حاول أن يختبر الانتقال إلى ”أندرويد“، وكانت: "أريد أن أستعيد حياتي“.

عندما شرعت بمحاولة التحوّل في أواخر العام الماضي، عزمت على شراء كمبيوتر محمول من طراز ”ديل إكس بي إس 13 بلس“ (Dell XPS 13 Plus) بمواصفات عالية، وقد بدا أكثر أناقة من جهاز ”ماك بوك“ الذي اقتنيته، واخترت أحدث هواتف ”غوغل بيكسل“ على طرازات ”سامسونغ“ و“ون بلس“ المماثلة بسبب التعليقات الرائعة حول الكاميرا التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لإزالة الضبابية والشوائب من الصور.

وعود لا تتحقق

وعد مستشار مبيعات ”غوغل“ بأن الترحيل من جهاز ”أيفون“ الخاص بي سيكون "سهلاً مثل النسخ واللصق من كمبيوترك." تبيّن أن هذه المفاجأة لم تكن صحيحة، فقد دُفنت ملفاتي في كل مكان ولم تساعد خدمة ”غوغل“ الرسمية للتحوّل من نظام التشغيل (iOS) إلى ”أندرويد“ كثيراً في استعادتها.

طلب مني ”غوغل“ أولاً أن أوصل جهاز ”بيكسل“ الجديد بجهاز ”أيفون“ القديم عبر كابل (USB-C) وتحديد البيانات لنسخها: التطبيقات وجهات الاتصال والصور ومقاطع الفيديو والصوت والتقويمات، بصفتي مدمناً على شركة ”أبل“ منذ أيام ”أيبود“ (iPod)، كنت أعرف أن هذا سيستغرق بعض الوقت، لكن بعد سبع ساعات من التحميل، شعرت أن هناك خطأ ما. عندما اكتمل أخيراً، ظهرت بعض الصور إلى جنب نصوص عشوائية من 2011 إلى 2013 وسرعان ما اختفت.

كان ما يزال يتوجب تنزيل 63 تطبيقاً متوافقاً كنت قد حددتها لنقلها. وقد دُمجت 171 جهة اتصال كانت على ”أيكلاود“ تلقائياً بشكل فوضوي مع كل عناوين البريد الإلكتروني من ”جيميل“ (Gmail) المؤرشفة في حسابي بدءاً من 2005، بما في ذلك تسعة عناوين تخصني. كما ضُبط المنبه لسبب مجهول على الساعة 9:18 مساءً.

لم يتمكن وكيل دعم ”غوغل“ من اكتشاف المشكلة وأحالني للاتصال بخدمة عملاء ”أبل“ المجانية. في غضون ذلك، اقترحت أدوات تحري الخلل وإصلاحه عبر الإنترنت أن أحاول أن أفعل ذلك بعد اختيار إعادة جهاز ”بيكسل“ لحالة إعدادات المصنع.

طلب المساعدة

لتسريع العملية، كانت هناك توصية بتقديم طلب منفصل عبر الإنترنت إلى ”أبل“ لنسخ الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بي مباشرة إلى سحابة ”غوغل“ كي لا تمنع عملية النقل السلكية إلى ”بيكسل“.

أدى هذا الطلب الإضافي لتسريع المحاولة الثانية، التي تطلبت حوالي ثلاث ساعات، لأنني كنت أنقل فقط الرسائل القديمة وعناصر أخرى أصغر، لكن النقل فشل مجدداً. لم تُنقل رسائل ”أي ماسيج“ هذه المرة. لكن عاد ضبط المنبه على الساعة 9:18.

في اليوم التالي، اتصل تقني من خدمة ”أبل كير“ (AppleCare) وأمضى 52 دقيقة، وهو فضل يحتسب للشركة، يقترح حلولاً أكثر تفصيلاً. لكنه قال أيضاً إنه لا يمكنه تقييم خطوات النقل التي توصي بها ”غوغل“ لحل المشاكل المحتملة، لأن ”أبل“ تحظر موقع ”أندرويد“ داخلياً.

لدى سؤاله عن سبب إخفاقي بتنزيل جميع بيانات ”أيكلاود“ على الفور، قال إن إدارة البيانات أصبحت أعقد بكثير، وقارن ما أشرت إليه بحشر عشرات آلاف الأوراق في جهاز فاكس في آن واحد. في النهاية لم تحل نصائحه المشكلة، وأسفرت محاولة النقل الثالثة عن نتائج مماثلة بعد ثلاث ساعات أخرى من المعالجة: عدد قليل جداً من الملفات، كما ضُبط المنبه مجدداً على الساعة 9:18.

في رسائل البريد الإلكتروني التلقائية التي تلقيتها خلال الأسبوعين التاليين، أبلغني فريق دعم ”أبل“ أنه لا يمكن نسخ الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بي بسبب تنسيقات الملفات غير المدعومة أو انقضاء مدة النقل دون إتمامه أو أخطاء أخرى. أدركت أيضاً أنني سأضطر لنقل كلمات المرور المحفوظة لدي يدوياً وكذلك رموز المصادقة الثنائية ورسائل ”سيغنال“ (Signal) و“واتساب“.

حال معلوم

لم يتفاجأ أحد المسؤولين التنفيذيين السحابيين السابقين لدى ”غوغل“ بهذه التحديات، مومئاً إلى أن شركات التقنية الكبرى أوجدت هذه الأنواع من برامج نقل البيانات "على مضض" نتيجة ضغوط عامة.

قال المدير التنفيذي: "لا توجد طريقة لإحداث تقدم ولا يوجد سبيل آخر سوى طلب البيانات مرة أخرى في حالة حصولك على 93000 خطأ… ستسلمك المنصات أشياءك، لكنها ستبذل أقل جهد مقبول لتصديرها بتنسيق يمكن أن تفهمه المنصات والتطبيقات الأخرى. ليس من واجبها ضمان المزامنة الناجحة بين (أيكلاود) و(غوغل)“.

قبل أن أبدأ هذه العملية في الخريف الماضي، أخبرني ديفيد مايرر، الذي كان محللاً لدى شركة الأبحاث ”آي دي سي“ (IDC)، أنه لا يؤمن بأن الناس قد يعلقون في نظام التشغيل، لأن الاستطلاعات تشير إلى أن من يستخدمون منتجات ”أبل“ باستمرار يتمتعون عموماً بمستويات تعليم ودخل أعلى مقارنة بالمستهلكين الآخرين وكذلك على الأرجح الدهاء الكافي للانتقال بين النظم البيئية إن أرادوا ذلك.

قال مايرر، وهو الآن محلل مستقل: "لا يتعرض مستخدمو (أبل) للاستغلال رغماً عنهم". قد تكون تجربتي أكثر إشكالية من المعتاد، فقد طرحت ”غوغل“ تحديثاً في مارس يهدف إلى زيادة سرعات النقل السلكي.

تقدم شركة ”سامسونغ“ أيضاً تطبيق ”سمارت سويتش“ عبر متجر ”غوغل بلاي“ مع تقييم خمس نجوم في الغالب. لكن تصعب معرفة أي من مستخدميه انتقل من ”أبل“ أومن هاتف ”أندرويد“ آخر فحسب، كما أن بعض التقييمات التي تشير إلى الانتقال من ”أيفون“ مروعة.

جاء في أحدها في أبريل: "عديم الفائدة… ضيعت يومين أحاول حل المشكلة". قال متحدث باسم ”سامسونغ“ إن استبياناً داخلياً للزبائن أظهر أن 90% منهم راضون عن عملية التحول من (iOS).

قال مدير منتج سابق كان قد عمل لدى ”أبل“ منذ فترة طويلة في عمليات نقل البيانات، إن المشاكل الأساسية يصعب حلها. بيّن أن ”أبل“ ومنافسيها يعطون الأولوية لأنظمتهم، لكنهم لا يمنعون الخروج عمداً.

فشل المحاولات

قال جيروم بيدات، مؤسس ”ديجي دي إن إيه“ (DigiDNA) ورئيسها التنفيذي، وهي مطور سويسري متخصص في البرمجيات التي تستخرج بيانات ”أيفون“ إلى أجهزة الكمبيوتر، إن شراكة مفتوحة المصدر أُنشئت قبل خمس سنوات بين شركات التقنية الكبرى لتسهيل إمكانية النقل قد فشلت في حل المشكلة بشكل عام.

في الفراغ الذي تركه ذلك، ظهرت تطبيقات الطرف الثالث "الجشعة والمبهمة" ذات المصدر الغامض واعدة للتعامل مع عمليات تصدير بيانات ”أندرويد“ و(iOS). قال بيدات. "إنه أمر مقلق جداً".

لبعض الوقت، بدت الجهود المبذولة للتبديل تستحق العناء. كنت بصدد إعداد ”ديل إكس بي إس“ عندما سألني نظام التشغيل من ”ويندوز“ إن كنت أرغب بدمج هاتف ”أندرويد“ لاستعمال الرسائل النصية على سطح المكتب وكذلك تشغيل ”أليكسا“ (Alexa) التابعة لشركة ”أمازون“. كانت شاشة ”إكس بي إس“ التي تعمل باللمس ولوحة المفاتيح الخالية من الفجوات رائعة، وكانت كاميرا ”بيكسل“ وسرعتها رائعين مقارنة بجهازي ”أيفون“ القديم. كنت متحمساً بشأن تجريب ألعاب ”إكس بوكس“ السحابية (التي لا تتوفر في متجر تطبيقات ”أبل“) على هاتفي، وكان ”غوغل درايف“ يعمل بشكل أفضل على ”ويندوز“ منه على جهاز ”ماك بوك“ القديم.

قال دوني أوليفانت، كبير مديري ”إكس بي إس“ لدى ”ديل“ إن شركته تعتبر "الحديقة المفتوحة" ميزة. قال: ”في هذا بعض المخاطرة، لأننا لا نستطيع جذب شخص ما إلى علاقة صعبة الفض… عليك حقاً أن تكسب ذلك الزبون".

لكن الإحباطات الخفية بدأت تتراكم. إن استخدام ”أيكلاود“ على نظام ”ويندوز“ رديء، ولا يوجد تطبيق ”أيكلاود“ يعمل مع نظام ”أندرويد“. كما لم تكن لوحة اللمس في "إكس بي إس“ سلسة مثل لوحة اللمس من ”أبل“.

استعادة المألوف

بينما كان أصدقائي الذين يستخدمون ”أيفون“ يمزحون، على ما أعتقد، بالقول إنني أصبحت كما الميت بالنسبة لهم، كانت عائلتي منزعجة من صعوبة مشاركة مقاطع الفيديو مع ”بيكسل“. ولسبب ما، فشلت بإرسال بعض الرسائل النصية. يبدو أن كثيراً من المسؤولية عن ضعف الاستخدام هذا كانت تقع على "أبل“ أكثر من ”غوغل“، لأن ”أبل“ قاومت اعتماد بروتوكول اتصال قادر على تحسين المشاركة بين (iOS) و”أندرويد“.

كان الوضع محبطاً بشكل خاص لأنني كنت ما أزال مشتركاً يدفع رسوماً لخدمة ”أيكلاود“ وكانت رسائل ”أي ماسيج“ عالقة على خوادم ”أبل“. على هذه الجبهة، لم أكن أتوقع انفراجة كبيرة. أذ أن كوك قد قال في سبتمبر إنه لا "يسمع مستخدمينا يطلبون منا بذل كثير من الجهد" للتخلص من نظام الفصل بين الفقاعات الزرقاء والخضراء.

تعمل ”أبل“ على جعل نفسها أكثر قابلية للتشغيل البيني بطرق معينة. قامت الشركة أخيراً بتمكين شكل محدود من رسائل ”أي ماسيج“ النصية على الكمبيوترات التي تعمل بنظام ”ويندوز“، ونقلت بلومبيرغ نيوز أن ”أبل“ تستعد للسماح لمتاجر التطبيقات الخارجية على نظام (iOS) في أوروبا بسبب ضغوط الحكومات.

عندما سُئل علي أكغون، نائب رئيس ”مايكروسوفت“ لشؤون نظام التشغيل ”ويندوز“ والأجهزة عن مقدار الطاقة اللازمة لاستخدام نسخة كاملة من ”أي ماسيج“ إلى الأنظمة الأساسية الأخرى، قال: "لا أعتقد شخصياً أن هناك تحدياً تقنياً كبيراً للتغلب عليه". لكن باستثناء مزيد من التدخل التنظيمي، فإن الهروب من الحديقة المسورة بكل بياناتك يُرجح أن يتطلب جهداً تقنياً أو أن يستغرق وقتاً طويلاً أو كلا الأمرين.

أنا، على سبيل المثال، قد فشلت. لم أتمكن أنا ولا الخبراء الذين استشرتهم من معرفة كيفية إخراج الصور والنصوص والبيانات الأخرى من ”أيكلاود“ وتحويلها إلى ملفات يمكن أن تتطابق بسلاسة مع ”بيكسل“ أو ”ديل“.

في النهاية، بدت المتاعب تفوق الفوائد. لم أرغب بأن أتخلى عن عقد من ذكريات ”أي ماسيج“ مع الأصدقاء والعائلة، ولم أستطع تحمل الاضطرار إلى تسجيل الدخول مرة أخرى إلى حساب ”أبل“ الخاص بي عبر الإنترنت في كل مرة أردت فيها أن أعثر على صورة قديمة.

لذا أعدت جهاز ”أندرويد“ والكمبيوتر الشخصي واشتريت بدلاً من ذلك جهاز ”أيفون“ و”ماك بوك إير“ جديدين. برغم أن هذه الأجهزة محسّنة وقوية كما كانت دائماً، لكن لم تضطر ”أبل“ لأن تصنع أفضل المنتجات لتستعيدني كزبون، فكل ما أردت هو أن استعيد حياتي.

تصنيفات

قصص قد تهمك