بلومبرغ
شهد عالم الصفقات بداية بطيئة هذا العام بسبب ارتفاع أسعار الفائدة والمخاوف الاقتصادية التي تلوح في الأفق، مع أنَّ هناك مجالاً خاصاً يشهد طفرة، وهو استحواذ شركات القطاع الصناعي على أصول ضمن ذلك القطاع.
اقترحت شركات الصناعات التحويلية والمواد، أو أعلنت عن صفقات يفوق حجمها 110 مليارات دولار فيما مضى من العام، وتناولت أنشطة من ضمن القطاع الصناعي، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ"، وقد أضحى الربع الثاني من 2023 أنشط فصل خلال عقد من حيث الاستحواذات التي تضم على الأقل شركة واحدة من أميركا الشمالية، باستثناء قلة من الشركات التي استحوذت عليها كيانات أخرى في صفقة واحدة ضخمة.
تبرم شركة "نيومونت" (Newmont) لتعدين الذهب صفقة للاستحواذ على منافستها "نيوكرست ماينينغ" (Newcrest Mining) مقابل 19 مليار دولار، فيما تندمج شركتا إنتاج الليثيوم "ألكيم" (Allkem) و"ليفينت" في صفقة ستجعل قيمة الكيان المُدمج تقدّر بنحو 10.6 مليار دولار.
كما تستحوذ شركة "كاريير غلوبال" (Carrier Global) على شركة تصنيع مضخات الحرارة الألمانية "فيسمان كلايمت سوليوشنز" (Viessmann Climate Solutions) مقابل 13.2 مليار دولار، فيما تستحوذ شركة "إيمرسون إلكتريك" على شركة الاختبار والقياس "ناشونال إنسترومنتس" (National Instruments) مقابل 8.2 مليار دولار.
ارتفع عدد الصفقات الأصغر حجماً أيضاً من شركات مثل "إن فنت إلكتريك" (nVent Electric) و"دوبونت" (DuPont) و"هني ويل" و"هيكو" (Heico).
استحواذات استراتيجية
واجهت الشركات الصناعية منافسة قوية في السنوات الأخيرة من شركات الاستثمار المباشر، لكنَّ ارتفاع أسعار الفائدة حوّل الدفة من جديد لصالح مشترين يرغبون بالاستحواذ على شركات لأسباب استراتيجية وليست مالية.
تراجع عدد الصفقات المعلنة، التي دخلتها شركات استثمار مباشر مشترية، بأكثر من 40% على مستوى العالم في أبريل مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لشركة "إس آند بي غلوبال ماركت إنتليجنس" (S&P Global Market Intelligence).
قال داريوس أدامشيك، الرئيس التنفيذي لـ"هني ويل": "شركة الاستثمار المباشر ليست حاضرة بذات القوة للاستحواذ على الكيانات"، نظراً لارتفاع تكلفة الاقتراض وازدياد صعوبته حالياً. أضاف أدامشيك: "نرى تركيزاً أقل فيما يتعلق بالتنافس للحصول على أصول".
كما ساهمت إعادة ترتيب سلاسل الإمداد العالمية، وتقديم تمويل تحفيزي بمئات مليارات الدولارات يستهدف تشجيع الاستثمارات في البنية التحتية والرقائق والتقنيات لمكافحة تغير المناخ في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في إعادة تركيز شركات القطاع الصناعي على أنشطتها الرئيسية.
كانت استحواذات القطاع الصناعي على الأصول ضمن القطاع أندر في السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنَّ العديد ممن فكروا بالشراء كانوا يركزون على الحصول على أصول البرمجيات الأسرع نمواً.
يُعد الليثيوم مكوّناً رئيسياً لبطاريات المركبات الكهربائية. تُنتج مناجم الذهب لدى شركة "نيوكرست" (Newcrest) النحاس أيضاً، وسيحتاج العالم لكميات أكبر بكثير من هذا المعدن لابتكار تقنيات صديقة للمناخ. تلعب مضخات الحرارة دوراً حيوياً في الجهود المبذولة لخفض انبعاثات الكربون من المباني، خصوصاً في أوروبا. وصف رئيس "كاريير" التنفيذي دايف غيتلين خلال عرض تقديمي في مايو سوق مضخات الحرارة الأوروبية بأنَّها "فرصة تأتي مرة واحدة كل جيل. لا بد لها أن تنمو، ولا بد أن تنمو بطبيعة الحال في نطاق خانة العشرات تقريباً".