بلومبرغ
قد يميل الباحثون عن عمل للمبالغة بل وللتأليف في سرد تفاصيل درجات تعليمهم وتاريخهم الوظيفي، واتضح أن كثيرين منهم يفعلون ذلك. اعترف 55% من عمال أميركيين شملهم استبيان بأنهم كذبوا في سيرهم الذاتية مرة على الأقل.
إن تحريف الحقيقة حول حياتك المهنية، بما يشمل إغفال معلومات لا تريد أن يعرفها صاحب العمل، ليست فكرة جيدة. قالت هانا مايسون، المختصة بكتابة السير الذاتية وخبيرة البحث عن وظائف، والتي تعمل في كارديف، في ويلز إن ذلك من شأنه أن يعصف بالوظيفة التي تسعى لها كما أنه يلحق ضرراً بسمعتك.
شرحت مايسون: "الأكاذيب تعود لترتد عليك، لذا فكر بما تريد تحقيقه على المدى الطويل“، وبيّنت أن الميل إلى الكذب أو المبالغة ينبع جلّه من شعور بعدم الأمان لدى الباحثين عن عمل.
كما قد يكون لدى المتقدمين انطباع خاطئ بأن "كل خوارزمية تقرر كل شيئ، لذا يقررون أن يغشوا كي يتغلبوا عليها“. لكن في كثير من الحالات، ما يزال البشر هم من يتعاملون مع السير الذاتية.
فيما يلي بعض أفضل الطرق لتبرز عملك الجاد الصادق وكل امتحانات كلية إدارة الأعمال التي تفوقت فيها:
- وضح إنجازاتك بشكل صحيح
عندما تشرح إنجازاتك لجعلها مثيرة للإعجاب، اختر مقياساً مناسباً لإبرازها. قالت مايسون: "كان لدي عميل وكان أحد أكبر إنجازاته أنه ضم 48 عميلاً إلى المصرف الذي عمل فيه… لم يكن هذا ليبرز كأمر مثير للإعجاب، فسألته: ماذا كان أثر ذلك؟ اتضح أن هؤلاء العملاء الـ 48 كانوا مصدر 70% من إيرادات البنك".
أحدث إبراز النتيجة في هذا السياق الأثر المرجو، فقد حصل عميل مايسون على الوظيفة.
- استأجر محرراً ممتازاً
أنت بحاجة لشخص يمكنه صياغة عنوان على غرار عناوين الصحف ليجذب به انتباه القارئ. قالت مايسون إن هذه العناوين البارزة باتت تظهر بازدياد في السير الذاتية تحت اسم الشخص وتفاصيله الرئيسية.
بيّنت أن كثيراً من مسؤولي التوظيف أو مديري التوظيف يكونون في تنقل ويطّلعون على السير الذاتية باستخدام أجهزة نقّالة، وشرحت قائلة: ”قد نكون جميعاً كسالى جداً بشأن قراءة فقرات مطولة، لذا فإن عنواناً رئيسياً وآخر فرعي بارزين لهما أهمية كبيرة"
بعد العنوان الرئيسي عليك تضمين اسم الوظيفة التي تسعى لها في عنوان فرعي وكذلك المهارات والإنجازات الأكثر صلة. أكدت مايسون أنه "لا ينبغي الخلط بين هذا وبين ذكر الأهداف المهنية… التي هي عامة جداً وليست بالغة التأثير”.
امنح المحرر حرية إعادة صياغة نسختك حسب الحاجة ليحذف تفاصيل ليست ذات صلة، وليقدم وصفاً أفضل للوظائف والمهام الأكثر إثارة للاهتمام، وليزيل الحشو. يكتسب هذا الأمر أهمية خاصة إن كنت تواجه صعوبة في سرد قصتك بطريقة مقنعة: على سبيل المثال، إن كنت خجولاً لا تحب التباهي يستطيع محرر تقديم عون كبير في هذا. غالباً ما تحدد كيفية تقديم المعلومات الانطباع الذي تتركه سيرتك الذاتية.
- احذر التورية
مثلت مايسون ذات مرة مرشحاً لوظيفة في شركة محاماة كبرى في المملكة المتحدة. كانت لديه سيرة ذاتية قوية تشمل تعليماً رفيع المستوى وخبرة عمل كبيرة، وقد نجح في اجتياز الجولة الأولى من المقابلات ومراجعة السيرة الذاتية ومن ثمّ مقابلة المكتب وانتهى الأمر بتلقيه عرض عمل.
ثم كشفت عمليات التحقق من الخلفية والمراجع أنه لم يصدق بشأن تاريخ عمله السابق. كان المحامي قد ترك صاحب العمل الأخير في ظروف غير مواتية وحرّف تاريخ آخر عمل له آملاً ألا يُكتشف ذلك. في نهاية المطاف سُحب منه عرض العمل وتوقفت شركة التوظيف التي كانت تعمل مايسون معها عن تمثيله كعميل.
قالت: "لو كان صادقًا، لربما تمكنا من العثور على منصب له لأنه يتمتع بخلفية جيدة وخبرة كبيرة“.
نصحت مايسون: ”من الأفضل على الدوام أن تكون سيرتك الذاتية أقل كمالاً طالما ظهر عبرها أنك إنسان صادق“.