البرمجيات هي سر نجاح السيارات الكهربائية

تعمل "فولكس واجن" على بناء خبرة داخلية لتجنب مصير صانعي الهواتف المتنقلة الأصليين

time reading iconدقائق القراءة - 8
صورة تعبيرية عن برمجيات السيارات الكهربائية - المصدر: بلومبرغ
صورة تعبيرية عن برمجيات السيارات الكهربائية - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يسود فهم مغلوط لسبب الانقلاب الذي تحدثه السيارات الكهربائية. لطالما اعتبر صانعو السيارات أن تقنيتهم الرئيسة هي منظومة الدفع، أي المحرك وناقل الحركة، لذا يكاد يكون يقيناً أن أبرز صانعي السيارات يبنونها في مصانعهم، فيما يبتاعون الكثير من المكونات من موردين خارجيين.

لقد كانوا يعتقدون أن هذا هو ما يرفع بعضهم درجات فوق بعض، ولهذا تعتمد "بي إم دبليو" شعاراً إعلانياً هو: ”متعة القيادة".

تختلف في هذا السيارات الكهربائية، وليس ذلك لأن المحركات الكهربائية أفضل بل لأنها متشابهة فيما بينها إلى حدٍّ بعيد، رغم وجود استثناءات قليلة بين صفوة نخبتها. فلا تختلف تجربة قيادة سيارة "بي إم دبليو" الكهربائية كثيراً عن نظيرتها من "كاديلاك"، وهنا تكمن المشكلة: لم تعد منظومة الدفع تشكّل الفارق.

قدمت "تسلا" حجةً جيدةً جداً لما يجب أن يحل محل ذلك المفهوم، وهو تجربة المستخدم، كما يحلو لوادي السيليكون تسميتها. جلّ سبب ذلك هو واجهة البرنامج التي تدير السيارة، فإن سائقي سيارات "تسلا" يهتمون بشاشتها التي تشبه "آيباد" وتتحكم في كل شيء من الموسيقى إلى أنماط القيادة، إلى حدّ أن التصميم الداخلي للطراز "3" يخلو من أي مقابض أو أزرار.

أظهر معرض "سي إي إس" للتقنية والسيارات العملاق في لاس فيغاس هذا العام مدى إدراك صانعي السيارات لأهمية البرامج وتجربة المستخدم. تفاخرت هناك "بي إم دبليو" بما وصفته "الروح الرقمية لكل سيارة" وكشفت عن سيارات تجريبية خالية من المقابض.

تجنب الموردين

يعوّل صانعو السيارات على تطوير البرمجيات داخل الشركة بدل الاعتماد على موردين مثل "بلاكبيري" (BlackBerry)، أو وحدة "هارمان" (Harman) تابعة "سامسونغ إليكترونيكس". لقد وظّفت "كارياد" (Cariad) تابعة "فولكس واجن" 6600 مهندس برمجيات في العامين الماضيين، وتنوي تعيين 1700 آخرين هذا العام.

ستصل عائدات السيارات المعتمدة على البرمجيات إلى 700 مليار دولار بحلول 2030، حسب تقديرات "يو بي إس غروب" في نوفمبر، أي حوالي ربع إجمالي مبيعات صناعة السيارات. سيعوض كثير من ذلك زوال إيرادات في جوانب أخرى.

تخشى شركات السيارات أن تواجه مصير صانعي الهواتف المتنقلة الأصليين الذين ضحوا بكثير من القيمة في سوق الهواتف الذكية لصالح شركتي "غوغل" و"أبل"، اللتين أتقنتا تجربة المستخدم عبر برمجيات متفوقة. تُقارب عملاقات التقنية قطاع السيارات، ولا يقتصر ذلك على مشاريعها الخاصة بالسيارات ذاتية القيادة.

أعلنت "أبل" عن تحديث نظام "كار بلاي" (CarPlay) في يونيو، وهو يقدم أكثر من مجرد أن يعرض المحتوى نقلاً عن جهاز "أيفون"، فهو يتكامل بشكل أعمق مع السيارة لعرض عدادات السرعة وبيانات الأداء الأخرى.

إن تمكنت تلك الشركات من واجهة السيارة الافتراضية، ستخاطر شركات صناعة السيارات بشريحة كبيرة من العائدات البالغة 700 مليار دولار، لأن "أبل" يمكنها أن تصبح بوابة لتحديثات عبر الهواء وللمحتوى داخل السيارة. سيشبه ذلك متجر تطبيقاتها الذي يمكنها من الحصول على 30% من جميع التعاملات عبره، ولكن سيكون هذا في مجال السيارات.

هذا هو السيناريو الأسوأ وتدركه شركات صناعة السيارات جميعاً، لكن مايزال كثير منها بحاجة لتحسين قدراته.

تصنيفات

قصص قد تهمك