بلومبرغ
تتردد أرمي كونالا وفريقها على محلات السوبر ماركت وباعة الزهور التقليديين ومتاجر سلسلة تسويق النباتات الأوربية الشمالية "بلانتاغين" (Plantagen) في كل أسبوع لجمع نباتات متردية الحال وتكاد تُرمى في المهملات، فتأخذها لتنعشها ومنها الهيدرانيا والورود والنباتات المتسلقة وأشجار التين والتفاح وكثير غيرها.
أسست كونالا، 35 عاماً، "هيفيك كيكو كاكاوبا كوكيس" (Hävikkikukkakauppa Kukkis)، وهو أول متجر لبيع الزهور في فنلندا يحصل على بضاعته بالكامل من فائض تجار التجزئة الآخرين بلا مقابل. تعمل كونالا مع موظف وحيد وعدد من المتطوعين على إعادة تأهيل النباتات التي تحتاجها، وتوفر باقات الزهور والنباتات الخارجية والمنزلية وخدمات أخرى لتصميم ديكورات الأزهار من متجرها الصغير على أرض مستشفى هلسنكي للأمراض النفسية سابقاً، الذي أصبح الآن منطقة ترفيهية رائجة.
تكمن مهمتها في بدء ثورة مستدامة في مجال النباتات. رسالة المتجر المقتضبة مذكورة في منشوراته وهي: "نريد أن نعيد المنتجات العضوية غير المثالية إلى طبيعتها. إن عمل (كوكيس) هو احتجاج للزهور".
يجتهد هذا المتجر الذي ينمو، لكنه لم يحقق أرباحاً بعد لخفض بعض الآثار البيئية لصناعة الأزهار التقليدية. هناك عديد من أشكال النفايات في هذه التجارة مثل ارتفاع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المرتبطة بتوريد الزهور والاستخدام المفرط للأغلفة البلاستيكية والعرض والطلب غير الموثوقين وارتفاع معايير الجمال لشراء الزهور ما يعني أن عيوباً طفيفة قد تؤدي للتخلص من باقات كاملة. قالت كونالا إن استثمارها الأولي كان صفراً، لكنها استثمرت: "كثيراً من الوقت والتعب والدموع" وتجني إيرادات سنوية تبلغ حوالي 50 ألف دولار.
تحدثت كونالا عن تصورها حول تغيير طريقة عمل قطاع الزهور في مقابلة فيما يلي نصها بتصرف لغرض الإيضاح والاختصار:
- ما عدد الزهور التي أنقذتيها خلال السنوات الثلاث منذ بدأت هذا العمل؟
لعل عددها بلغ مئات الآلاف.
- كيف يشعر الزبائن حيال الزهور التي تنقذينها؟
في متجرنا كثيراً ما نسمع "أجل، انظروا كم هذا جميل وفريد" أو "سينمو هذا ليصبح شيئاً أنيقاً حقاً"، فهناك معايير مختلفة لقرار شراء من هذا النوع. كم شعرت بالسرور في إحدى المرات عندما أتتني امرأة مسنة وقالت: "أنت تقدمين عكس ما هو متعارف عليه، فعادة ما نشتري شيئاً جميلاً حقاً ونشاهده يموت. لكن هنا نشتري هذه الأسوأ قليلاً ونشاهدها تزداد جمالاً. هذا أفضل بكثير". لذا الأمر يتعلق بكيفية النظر إلى الأمور.
- ما أفضل النباتات لإعادة البيع؟
النباتات المعمرة هي أروع الأنواع. يمنح إحياء الأشجار والنباتات المتسلقة والنباتات الأخرى شعوراً مذهلاً. قد تكون غالباً مصابة بأمراض نباتية، لكن عندما نعالجها فإنها تنمو بصحة جيدة تماماً.
- كيف تحددين أسعار المنتجات؟
نتقاضى أقل بقليل من متوسط سعر السوق. يعتمد ذلك على مقدار العناية التي بذلناها مع النبتة. يأتي بعض العملاء للمساومة، لكني أسارع لتذكيرهم أن هذه منتجات بيئية وليست صدقة.
- ما الفائدة التي تعود على بائعي التجزئة الذين يقدمون وارداتك؟
إنهم يوفرون أموالاً كانوا سينفقونها على إدارة النفايات والموارد البشرية وجميع أنواع الأمور غير ذات الأهمية، يمكنهم الآن رمي الأشياء من الباب الخلفي فحسب. طوال سنوات عملنا معاً، وقد قللت متاجر "بلانتاغين" من نفايات الأزهار لديهم بشكل كبير. أعتقد أن هذا مزيج من وعي أكبر ضمن السلسلة ومن التخزين الأفضل للزهور المقطوفة مع مراقبة الطلبات وإدارتها بشكل أدق. التقيت أخيراً بمدير المتجر هناك ومازحني قائلاً: "من الأفضل أن تجدي مورداً جديداً عمّا قريب!"
في نهاية المطاف، هذا العمل لا ينبغي أن يكون موجوداً في المقام الأول، لذا سأكون سعيدة جداً إن بلغ نهايته يوماً.
- ما خطوتك التالية في هذا المشروع؟
أبحث عن مستثمر أو شريك أكبر لننمو معه. يعمل متجر "كوكيس" (Kukkis) بشكل جيد حقاً، واستطعنا مضاعفة مبيعاتنا ثلاثة أضعاف في السنوات الثلاث الماضية. نحن بصدد التوسع في فنلندا هذا العام ربما. وهناك إمكانات كثيرة على المستوى الدولي أيضاً، إذ يمكن لهذا المفهوم أن يعمل في أي مكان.
نحن نستكشف أيضاً إمكانية القيام بالمزيد مع المدن. فمدينة هلسنكي مثلاً، تغير مساحاتها الخضراء العامة في أحيان كثيرة، حتى النباتات المعمرة. إن رؤية اقتلاع أشجار تنوب بأكملها في منتصف الموسم أمر لا يصدق إلى حد كبير، لذا سيكون من الرائع إنقاذ هذه النباتات أيضاً، ربما كشكل من أشكال إعادة التأهيل. أنا مهتمة بهذا الجانب الاجتماعي للعمل، كما في مساعدة السجناء السابقين والأشخاص في مرحلة النقاهة في العثور على عمل مفيد. هكذا يفوز الجميع.