"فيسبوك" تراهن أن مستخدميها يريدونها نسخة من "تيك توك"

تغييرها للخوارزميات بهدف تحقيق ما تتفوق فيه شركة أخرى يُعدّ أكبر تحوّل لها حتى الآن

time reading iconدقائق القراءة - 9
مارك زوكربيرج - المصدر: بلومبرغ
مارك زوكربيرج - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أصدر مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، إعلاناً مُحيراً ومُضللاً إلى حد ما في 21 يوليو، فقد قال في منشور على "فيسبوك" إنه كان يفصل ما يرد إلى الشبكة الاجتماعية إلى شطرين مبيناً قسمين. وأضاف أن المنشورات التي يهتم بها المستخدمون، وخاصة المحتوى الذي ينشره أصدقاؤهم وعائلاتهم، ستكون تحت علامة تبويب خاصة بها. لكن المستخدمون لا يرون علامة التبويب تلك لدى مباشرتهم التطبيق، بل يرون ما يعرضه "محرك الاكتشاف" الخاص بتطبيق "فيسبوك" وهو المحتوى المختار بواسطة خوارزميات "ميتا".

لم يستغرق الأمر وقتاً لقراءة ما بين السطور لمعرفة ما كان يفعله تطبيق "فيسبوك"، فقد كان يقلّد "تيك توك"، تطبيق مشاركة الفيديو الذي يمكن اعتباره بشكل متزايد المنافس الرئيسي لـ"فيسبوك". سيصبح الوصول إلى ما ينشره الأصدقاء والعائلة، وهو ما بنى "فيسبوك" إمبراطوريته عليه، أصعب في ظل تجارب "ميتا" التي ستعرض محتوى من أشخاص لا يتابعهم المستخدمون. يسمح ذلك نظرياً لـ"فيسبوك" بتحسين مُستعيناً بخوارزميات "تيك توك" الشهيرة الفعالة لاختيار المحتوى، فيساعده ذلك بالإبقاء على المستخدمين. كما يعيد "إنستغرام"، التابع لشركة "ميتا"، تصميم تطبيقه بحيث يمكن تشغيل مقاطع الفيديو على كامل الشاشة، كما في "تيك توك".

استراتيجية التقليد

يُعدّ التقليد استراتيجية مألوفة لدى "ميتا"، حيث أطلقت الشركة ميزات مستوحاة من "سناب شات" طيلة ما يقرب من عقد. حقق تطبيق "إنستغرام" نجاحاً في 2016 من خلال القصص، وهي عبارة عن منشورات تزول بعد 24 ساعة. استمر التطبيق بمحاكاة "سناب شات"، متيحاً إضافة الرسوم المتحركة على الصور الذاتية، والرسائل القابلة للزوال وخريطة يمكن البحث فيها. قلدت "ميتا" أيضاً تطبيق "تيك توك" فيما يتعلق بمنتج الفيديو القصير "ريلز" (Reels) على "إنستغرام"، الذي قدمته في 2020.

قلّل زوكربيرغ من أهمية التغيير الأخير لدى المستخدمين، لكن تغيير خوارزميات "فيسبوك" و"إنستغرام" بهدف تحقيق ما تتفوق فيه شركة أخرى يُعدّ أكبر تحول لها حتى الآن.

سيؤثّر التغيير على النظام البيئي الكامل للشركات وصانعي المحتوى والأشخاص العاديين الذين يستخدمون هذه المنصات. تنخفض قيمة قائمة المتابعين الكبيرة للمؤثرين في "إنستغرام" في حال كانت هناك احتمالية ألا يشاهد هؤلاء الأشخاص المحتوى الخاص بهم. ينطبق الشيء ذاته على صفحات "فيسبوك" التجارية. قد يضطر الذين يعتمدون على الشبكات لتحقيق مشاهدات للبدء بإنتاج مقاطع فيديو صغيرة لتظهر عبر "ريلز".

لا تفعل "ميتا" هذا للإضرار بمنتجي المحتوى فهي تحتاجهم. قد تضعف التغييرات التي أحدثتها "إنستغرام" و"فيسبوك" بعض مزايا المؤثرين المشهورين، لكنها قد تجذب أيضاً مبدعين جدداً ممن نجحوا عبر "تيك توك". أعلنت "ميتا" في 25 يوليو أيضاً عن طريقة لصانعي الفيديو لاقتسام أرباح الإعلانات على المحتوى الذي يستخدم الأغاني التي رخصتها الشركة. شجعت "ميتا" الناس على إنتاج "ريلز" عبر تقاسم أموال المكافآت مع من يحصلون على أكبر عدد من المشاهدات.

بعض المؤثرين غير راضين عن تحديث الخوارزميات. أعاد نجوم الواقع ورواد الأعمال، وبينهم كايلي جينر وكيم كارداشيان، مشاركة منشور مؤخراً يتوسلون فيه "إنستغرام" بأن "تتوقف عن محاولة تقليد (تيك توك)". جينر هي المرأة الأكثر متابعة، حيث يتابعها حوالي 360 مليون شخص، بينما تمتلك كارداشيان 326 مليون متابع. علّقت جينر في منشور: "أود فقط أن أرى صوراً لطيفة لأصدقائي، من فضلكم".

يراهن زوكربيرغ على أن منشورات الأصدقاء والعائلة ليس ما يريد المستخدمون رؤيته في الواقع بغض النظر عن مدى اهتمامهم به. إن كان الأمر كذلك، لكان بإمكانهم البقاء على "إنستغرام" أو "فيسبوك" بدلاً من الانتقال إلى "تيك توك" في المقام الأول.

تصنيفات

قصص قد تهمك