"أمازون" و"سبوتيفاي" تعززان عروض المدونات الصوتية بعد رواجها

لا يتمكن سوى عدد قليل من الجمهور من متابعة منشوراتك إلا إذا دفعت مقابل الترويج لها

time reading iconدقائق القراءة - 4
صورة تعبيرية عن ازدهار مجال إنتاج محتوى المدونات الصوتية \"بودكاست\" - المصدر: بلومبرغ
صورة تعبيرية عن ازدهار مجال إنتاج محتوى المدونات الصوتية "بودكاست" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

كانت الإغلاقات بسبب فيروس "كوفيد-19" نعمةً على منتجي المحتوى، فقد أمضى الناس مزيداً من وقتهم في منازلهم ما عاد بالنفع على قطاعات واسعة من صناعة الإعلام بداية من البث عبر الإنترنت وحتى المواقع الإخبارية. لم يكن إنتاج المدونات المسموعة "بودكاست" استثناءً، فارتفعت أعداد المستمعين وكذلك الإيراد.

ارتفعت عائدات الإعلانات، في الولايات المتحدة وحدها، بأكثر من الضعف لتصل إلى 1.5 مليار دولار بين عامي 2019 و2021، وفقاً لبيانات شركة "PwC". كما قفز عدد مستمعي بودكاست عالمياً 40% إلى 384 مليون شخص خلال الفترة نفسها، وفقاً لتقديرات شركة أبحاث السوق "إي ماركتر" (EMarketer).

عرض فيسبوك مليار دولار لاستقطاب مبتكري المحتوى ليس رائعاً بما يكفي

قد يجعلك كل هذا تظن أن "بودكاست" في ازدهار لكن الواقع أكثر تعقيداً، لأن أعداد "بودكاست" ارتفعت سريعاً من 450 ألف على تطبيق "سبوتيفاي تكنولوجي" في 2019 إلى 2.9 مليون بنهاية 2021، وفقاً لشركة الاستشارات الإعلامية " إندرس أناليسيز" (Enders Analysis). لذا، كلما توسع القطاع ازداد عدد الراغبين بالتربح منه. كان متوسط عائدات الإعلانات في الولايات المتحدة حوالي 1.5 مليون دولار لكل مدونة مسموعة في 2019 مقارنة مع 500 ألف دولار فقط في 2021.

تنافس المنصات

قد يكون هذا الرقم مُضللاً بعض الشيء، حيث تذهب معظم عائدات الإعلانات إلى العروض الأكثر رواجاً ويكسب ملايين من أصحاب الـ"بودكاست" مبالغ ضئيلة وقد لا يجنون أي مال على الإطلاق. أصبحت قابلية العثور على عرض معين أصعب مع ازدياد كمية المدونات المسموعة. يرجع ذلك جزئياً إلى أن منصات المدونات المسموعة مثل "أمازون" و"سبوتيفاي" اللتين تعملان على تعزيز عروضهما الخاصة.

أنفقت "سبوتيفاي" أكثر من مليار دولار على المدونات المسموعة، واستحوذت على شركات مثل "ذا رينغر" (The Ringer) و"غيمليت ميديا" (Gimlet Media)، فضلاً عن ضم نجوم مثل جو روجان وكيم كارداشيان. كانت هذه الدفعة بمثابة محاولة لتقليل اعتماد "سبوتيفاي" على الموسيقى، حيث يتعين عليها دفع حوالي ثلاثة أرباع الإيرادات لشركات التسجيل لترخيص أغانيهم. لا تتأثر تكاليف المدونات المسموعة بزيادة عدد المستمعين، ولدى هذه المدونات تدفقات دخل من الاشتراكات والإعلانات.

لماذا يجب أن يشكّل "تيك توك" مصدر قلق للاقتصاديين؟

يعني هذا أيضاً أن المنصات على غرار "سبوتيفاي" و"أمازون" لديها حافز لمنح منتجاتهم مكانة بارزة في التطبيق. يكمن الخطر بالنسبة لأصحاب الـ"بودكاست" المستقلين في أن منصاتهم تحاكي النهج الذي ابتكرته شركات وسائل التواصل الاجتماعي. شجعت "فيسبوك" العلامات التجارية والشخصيات العامة على إنشاء صفحات على منصتها منذ حوالي عشر سنوات، واعدة بالوصول إلى عدد كبير من الجمهور. ثم عدَّلت الخوارزمية بعد ذلك، بحيث لا يتمكن سوى عدد قليل من الجمهور من متابعة منشوراتك إلا إذا دفعت مقابل الترويج لها.

إذا اتبعت منصات المدونات المسموعة هذا النهج، فقد يصعب على الجديد منها العثور على جمهور. تحاول "سبوتيفاي" بالفعل تجربة شيء مشابه في مجال الموسيقى، ما يسمح للفنانين بالدفع مقابل الترويج للأغاني الجديدة.

تتجه عائدات إعلانات صناعة المدونات المسموعة للارتفاع إلى 4.3 مليار دولار بحلول 2024، وفقاً لشركة "PwC". إن لم يحدث تغيير جذري، فإن مُتصدري القائمة في هذه الصناعة هم من سيستفيدون بشكل غير متناسب.

تصنيفات

قصص قد تهمك