بلومبرغ
تواجه الرحلات البحرية، أحد أكثر قطاعات اقتصاد السفر تضرراً إبان الوباء، صعوبات جديدة هذا الصيف لا تتعلق باستمرار موجات فيروس "كوفيد-19"، فرغم أنه في 23 مايو كان عدد السفن التي تراقبها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية لتفشي الفيروس على متنها 84 سفينة سياحية من أصل 93 تبحر في المياه الأمريكية، وقد تلقى غالبية ركابها وأطقمها اللقاح، فإنّ ما أدى إلى اختلال توازن القطاع كان صعوبة إعادة تجميع الموظفين، والتضخم، والحرب.
قوض غزو روسيا لأوكرانيا عديداً من الرحلات البحرية الأوروبية، فقد أُسقطت سان بطرسبرغ، التي كانت وجهة تقليدية بارزة لرحلات بحر البلطيق من المسارات في مارس. كما تواجه المواني في السويد وفنلندا التي حلَّت محلَّها مجهولات جيوسياسية خاصة بها، فيما ينتظر مشغلو الرحلات البحرية رد الرئيس فلاديمير بوتين لتطلعات تلك الدول للانضمام إلى حلف الناتو. قال كولين ماكدانييل، رئيس تحرير موقع "كروز كريتيك" (Cruise Critic)، إن المسارات قد تتغير مجدداً عما قريب أو تُلغى تماماً.
أدى نقص عديد الموظفين إلى إلغاء رحلات عدد كبير من العملاء. كان تعطل الرحلات الجوية المرتبطة بـ"كوفيد" لحين عودة الطاقم هي سبب قرار شركة "كارنفال" (Carnival) للحد من السعة على خط "كونارد" الفاخر حتى يوليو، ما أجبرها في مايو على استبعاد عملاء قد حجزوا لرحلاتها الصيفية المتجهة إلى ألاسكا وأوروبا. ينطبق الشيء نفسه على شركة "نورويجان كروز لاين" (Norwegian Cruise Line)، التي أعلنت بشكل غير متوقع أن 2186 راكباً سيبحرون معها على متن سفينة "برايد أوف أمريكا" في هاواي بنحو نصف أو 40% من سعتها، بسبب قصور بعدد الموظفين. أدى فشل هذه الصناعة العالمية بالحصول على تأشيرات كافية للطاقم، وسط تراكم الأعمال في وزارة الخارجية الأمريكية، إلى إغلاق "كرنفال" مؤقتاً لمطعمين على كل سفينة في أسطولها.
سلاسل التوريد
هُددت أكثر مزايا الرحلات البحرية موثوقية، وهي الطعام والشراب بلا حدود، إذ بات الركاب يشتكون من نفاد أصناف معينة أو مشروبات البالغين على السفن. لكن تلك كانت أصغر مشكلات سلسلة التوريد في هذا القطاع، إذ يمكن أن يؤدي النقص إلى إعاقة الصيانة الروتينية أيضاً. قال ماكدانييل: "لن تتوقف الرحلة البحرية إذا نفد الأفوكادو، لكنها قد تتوقف إذا لم يتمكن الطاقم من تجهيز أسطح السفينة".
تعرضت خطوط جديدة تماماً، بما فيها مجموعة اليخوت المرتقبة "ريتز كارلتون"، لتأخير في أعمال البناء خلال الوباء، وقد يؤدي ارتفاع تكاليف الوقود حالياً إلى إعاقة أكبر لخطط مُشغلي الرحلات البحرية. كانت شركة الخطوط اليونانية "سيليستيال كروز" (Celestyal Cruises) إحدى شركتين أضافتا رسوم وقود إضافية في آخر لحظة بقيمة 8 دولارات للفرد يومياً، لكن الخطوط الأخرى تحتفظ بهذا الخيار عند تعاقدها مع الركاب ويمكنها فرض الرسوم حتى المغادرة. ما رأيك بكل هذا لرحلة سعيدة؟ هل فوجئتم؟