غلاء البنزين يعرقل رحلات الصيف البرية

يُتوقع ارتفاع الأسعار أكثر بسبب عدم كفاية المعروض مع تراجع طاقة التكرير إبان الوباء

time reading iconدقائق القراءة - 8
محطة بنزين تابعة لشركة \"شيفرون\" في ولاية كاليفورنيا - المصدر: بلومبرغ
محطة بنزين تابعة لشركة "شيفرون" في ولاية كاليفورنيا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

جوزيف جونز؛ رجل شغوف بالتاريخ، يبلغ عمره 52 عاماً، وكان يخطط لرحلة صيفية بالسيارة من منزله في دالاس إلى ناشفيل ليزور مواقع الحرب الأهلية على طول تلك الطريق، لكنَّه ألغى الفكرة بعدما اضطر لدفع 60 دولاراً حين زوّد سيارته من طراز "فورد إسكيب 2019" بالبنزين أخيراً ولسان حاله يقول: "هذا جنون".

سيواجه السائقون الأمريكيون صيفاً صعباً، خاصة أنَّ أسعار البنزين عادةً ما ترتفع من أبريل حتى سبتمبر، حين يكون الطلب أعلى، وتكون أنواع الوقود الأقل تبخراً، التي تقتضيها اللوائح البيئية، أغلى قليلاً من سواها.

تزداد أسعار البنزين عادة بين 50 سنتاً إلى دولار للغالون الواحد في ذروة الصيف مقارنة بأشهر الشتاء الشديدة. لكنَّ أسعاره هذا العام قفزت 40% منذ يناير لتسجل مستوى قياسياً بلغ 4.59 دولار للغالون قبل أسبوع واحد من يوم الذكرى الذي يمثّل البداية التقليدية لموسم ذروة التنقل البري في الولايات المتحدة.

يُتوقَّع ارتفاع الأسعار أكثر بسبب عدم كفاية المعروض، إذ فقدت الولايات المتحدة أكثر من مليون برميل يومياً من طاقتها التكريرية إبّان الوباء، حين أغلق صُنّاع الوقود بعض مصانع معالجة النفط الخام الأقل تحقيقاً للربح. يدعو العالم لاستعادة تلك القدرة على تلبية الطلب المتزايد الذي حفره الانتعاش الاقتصادي بعد الوباء والجهود المبذولة لتجنّب نفط روسيا بعد غزوها أوكرانيا.

طاقة قصوى لا تكفي

تعمل مصافي التكرير الأمريكية بكامل طاقتها أو بالقرب من ذلك، وبأعلى مما هو معتاد في هذا الوقت من العام، لكنَّها لا تكاد تعوّض مخزونات البلاد المستنفدة. انخفضت مخزونات الديزل والبنزين إلى أدنى مستوياتها منذ عقود في أبريل على الساحل الشرقي، وهي واحدة من أكثر المناطق عرضة لاضطراب الإمدادات.

تجني مصافي التكرير أموالاً كثيرة، لكنَّها لا تستخدم أرباحها لتعزيز طاقتها الإنتاجية لأنَّ الانتقال المستقبلي شبه الأكيد نحو أشكال أنظف من الطاقة يجعل مثل هذه الاستثمارات غير جذابة على المدى الطويل. يفسر هذا الأمر جزئياً سبب فشل جهود إدارة الرئيس جو بايدن لإطلاق احتياطيات النفط الخام للطوارئ بالبلاد في وقف ارتفاع الأسعار الحاد في محطات الوقود، حيث تعمل المصافي بالفعل على معالجة كل كميات النفط التي يمكنها التعامل معها.

كانت صدمة جونز بالأسعار في محطة الوقود سبباً في حسابه تكاليف رحلة ذكرى الحرب الأهلية الأمريكية، التي كانت ستتجاوز 1500 دولار بما يشمل البنزين والطعام والسكن. قال جونز، الذي لم يذهب في رحلة منذ 2019: "أردت حقاً الذهاب لمكان ما"، لكن "مزيج (كوفيد) والتضخم كانا كارثيَين".

يخطط جونز الآن لقضاء العطلة في منطقة دالاس، لكنَّه سيشاهد فيلم "داونتون آبي" (Downton Abbey) الجديد، ويقرأ السيرة الذاتية لفريدريك دوغلاس لأنَّه ما يزال يتمسّك بفكرة الموضوعات التاريخية بدلاً من زيارة ساحات القتال التاريخية.

تصنيفات

قصص قد تهمك