بلومبرغ
إذا كنت من بين الأشخاص الـ500 ممن ورد اسمهم في مؤشر "بلومبرغ" لـ"المليارديرات" الذين تتراوح ثرواتهم الصافية بين 5.8 مليار دولار (مارغاريتا تايلر)، و266 مليار دولار (إيلون ماسك)؛ فإنَّ مبلغ 781 مليون دولار الذي تم إنفاقه على عشرة أعمال فنية فقط هذا العام؛ قد لا يبدو مبلغاً كبيراً.
لكن، بالنسبة إلى الآخرين، فهذا يعتبر مبلغاً خيالياً.
اقرأ أيضاً: مزادات نيويورك تبيع لوحات فنيه بـ1.3 مليار دولار في أسبوع
تتجاوز قيمة الأعمال الفنية العشرة الأغلى ثمناً التي بيعت في المزاد هذا العام، حجم الإيرادات الدولية لفيلم جيمس بوند الأخير "لا وقت للموت" (No Time To Die)، والمبلغ الذي دفعه موقع "كريبتو دوت كوم" (Crypto.com) للحصول على حقوق تسمية "مركز ستابلز" (Staples Center)، ويكاد يوازي المبلغ الذي رصدته ولاية نيويورك لبرنامج مِنح تعافي المؤسسات الصغرى إثر وباء كورونا.
اقرأ المزيد: مبرمج أسترالي يعرض آلاف الصور الرقمية باهظة الثمن "مجّاناً"
هل كانت صفقات جيدة؟ هل حققت أرقاماً قياسية عالمية؟ فلنكتشف ذلك في الآتي:
103.4 مليون دولار للوحة بابلو بيكاسو، "المرأة الجالسة قرب النافذة" (ماري تيريز)، 1932
لم يستغرق الأمر أكثر من 19 دقيقة حتى وصل سعر لوحة البورتريه هذه إلى 90 مليون دولار. وبعد إضافة رسوم دار المزادات، في إشارة ملطفة إلى العمولة التي تتقاضاها دار المزادات عن بيع اللوحة؛ تجاوز السعر عتبة 100 مليون دولار. ويشكل بيع هذه اللوحة لبيكاسو مثالاً رائعاً عن السحر الذي ينشأ حين يرغب شخصان في الأمر ذاته. ففي البداية؛ انهمرت المزايدات على اللوحة، ولكن حين وصل السعر إلى 60 مليون دولار، انحصرت المنافسة بين جامعَي مقتنيات فنية قاما بالمزايدة عبر الهاتف، مما أدى إلى ارتفاع السعر بواقع مليون دولار تقريباً لكل مزايدة، إلى أن بلغ السعر ضعفَي تقديرات ما قبل البيع. بيعت في دار "كريستيز" للمزادات.
93.1 مليون دولار للوحة جان ميشال باسكيات، "في هذه الحالة"، 1983
يشهد سوق أعمال "باسكيات" انتعاشاً، فقد أفاد تجار التحف الفنية بأنَّهم قاموا ببيع أعماله مقابل ثلاثة إلى أربعة أضعاف ما كانت ستحققه قبل بضع سنوات فقط. وجاء بيع اللوحة في هذا السياق أيضاً، فقد أصبحت ثاني أغلى لوحة للفنان تباع في المزاد. وقد أسهم ستة مزايدين برفع السعر بشكل مطرد بين مليون وثلاثة ملايين دولار لكلّ مشاركة. هذه اللوحة بيعت هي الأخرى (بعد احتساب عمولة دار المزادات) مقابل نحو ضعفيّ تقديرات ما قبل البيع. وقد بيعت أيضاً في دار "كريستيز" للمزادات.
92.2 مليون دولار للوحة ساندرو بوتيتشيلي، "الشاب الذي يحمل ميدالية"
هذه اللوحة هي الوحيدة التي لا تنتمي إلى الفن الحديث/ المعاصر التي تمكنت من اختراق قائمة أغلى عشرة أعمال فنية لهذا العام، بعد أن كانت محطّ جدل واسع حول الأداء المتوقَّع لها قبل المزاد. وقد وصلت بعض التقديرات حتى 200 مليون دولار. بالمقارنة مع هذه التوقُّعات؛ يمكن اعتبار أنَّ النتيجة جاءت مخيبة للآمال، بالأخص أنَّه بالكاد وردت أخبار المزايدات قبل انتهاء المزاد. لكن وفق أي مقياس آخر؛ فإنَّ عملية البيع كانت ناجحة، إذ إنَّ المبلغ القياسي السابق الذي كان قد حققه الفنان في مزاد كان 10.4 مليون دولار فقط، وذلك في عام 2013. بيعت هذه اللوحة في دار "سوذبيز" للمزادات.
82.5 مليون دولار للوحة مارك روثكو، "رقم 7"، 1951
كان الخبراء في سوق الأعمال الفنية يثقون بأنَّ سعر هذه اللوحة التي تعدّ الأبرز ضمن مجموعة الأعمال الفنية المملوكة من الزوجين السابقين هاري وليندا ماكلو، سوف يتجاوز عتبة الـ100 مليون دولار. لكن ذلك لم يحصل، بل بيعت مقابل سعر يقع ضمن تقديرات ما قبل البيع التي تراوحت بين 70 و90 مليون دولار. وأفادت دار "سوذبيز" للمزادات أنَّ اللوحة آلت إلى جامع مقتنيات فنية في آسيا مقابل مبلغ إجمالي يجعلها ثاني أغلى لوحة لـ"روثكو" تباع في مزاد. وقد بيعت في دار "سوذبيز" للمزادات.
78.4 مليون دولار لمنحوتة ألبرتو جياكوميتي، "الأنف"، 1965
تعتبر هذه المنحوتة الوحيدة التي اخترقت قائمة أغلى عشرة أعمال فنية لهذا العام، وهي تحفة أخرى من المقتنيات التي باعها الزوجان ماكلو، فقد كانت التقديرات تشير إلى أنَّها ستباع بين 70 و90 مليون دولار. بعد عملية البيع؛ غرّد رائد الأعمال في مجال العملات المشفَّرة جاستين صن بأنَّه هو من اشترى المنحوتة التي بيعت في دار "سوذبيز" للمزادات.
71.4 مليون دولار للوحة فينسنت فان غوخ، "أكواخ خشبية بين أشجار الزيتون والسرو"، 1889
برغم أنَّ فان غوخ توفي منذ أكثر من 130 عاماً، إلا أنَّه قد يكون الفنان الأكثر شعبية لعام 2021. فعلى الرغم من القلق من زوال الاهتمام بالفنّ الانطباعي؛ إلا أنَّ هذه اللوحة شهدت منافسة حادة بين سبعة مزايدين على الأقل من حول العالم، سعوا إلى وضع أيديهم عليها. وتنتمي هذه اللوحة إلى مجموعة من ثلاثة أعمال فنية لـ"فان غوخ" تم بيعها من ضمن مجموعة قطب النفط إدوين كوكس. فقد بيعت لوحة أخرى لم تدخل قائمة الأعمال الفنية العشرة الأولى مقابل 46.7 مليون دولار، برغم أنَّ التوقُّعات الأولية كانت تشير إلى أنَّها سوف تحقق 7 ملايين دولار فقط. وقد بيعت هذه اللوحة في دار "كريستيز" للمزادات.
70.4 مليون دولار للوحة كلود مونيه، "بركة زنبق الماء"، 1917 - 1919
تبدو بعض الأعمال الفنية مثل لوحة فان غوغ أعلاه رائعة على الشاشة، ولكنَّها أقل إثارة عند النظر إليها شخصياً. إلا أنَّ بعض اللوحات الأخرى، مثل لوحة مونيه هذه، تملك ما يعرف بـ"قوة الجدار"، مما يعني أنَّها تجذب الأنظار، وتبسط سيطرتها على المكان الذي توجد فيه. والواضح أنَّ الشاري يتفق مع هذه الفكرة. فأعلى تقدير ما قبل البيع كان قد بلغ 40 مليون دولار فقط. وقد بيعت هه اللوحة في دار "سوذبيز" للمزادات.
69.3 مليون دولار للوحة بيبل"أول 5000 يوم"، 2021
ما حصل لم يكن في حسبان دور المزادات، ولا في عالم الفنّ، ولا حتى مايك وينكلمان الذي ينشط تحت اسمه الفني "بيبل". ولكن يوم 11 مارس؛ وخلال الدقائق الأخيرة من مزاد عبر الإنترنت على فسيفساء من الصور سبق أن نشرها عبر حسابه على "إنستغرام"؛ أدت موجة المزايدين إلى رفع السعر إلى سقف لم يكن أحد يتوقَّعه قبل ذلك بلحظات فقط. وهكذا، تصدّرت الرموز غير القابلة للاستبدال النقاش حول العالم. بيعت هذه اللوحة الرقمية في دار "كريستيز" للمزادات.
61.2 مليون دولار للوحة جاكسون بولوك "رقم 17"، 1951
من الصعب الاستحصال على لوحات مرسومة بالتنقيط من توقيع جاكسون بولوك، إذ إنَّ أغلبها موجود في المتحف، وتلك الموجودة ضمن مجموعات خاصة غالباً ما يتم بيعها بعيداً عن الأنظار. (أفادت صحيفة نيويورك تايمز في عام 2006 بأنَّ ديفيد غيفين باع لوحة لبولوك مقابل نحو 140 مليون دولار). لذا؛ حين طرحت هذه اللوحة في المزاد، وكان التقدير الأعلى لها 35 مليون دولار، لم يكن أحد يعرف المبلغ الذي ستصل إليه. ولكنَّ اشتداد المنافسة سرعان ما أعطى الجواب عن هذا التساؤل. فقد تجاوز السعر التقديري الأعلى البالغ 35 مليون دولار ليصل إلى 53 مليون دولار. ولدى ضرب مطرقة المزاد، علا التصفيق داخل الغرفة. بيعت هذه اللوحة في دار "سوذبيز" للمزادات.
58.9 مليون دولار للوحة سي توومبلي، "بدون عنوان"، 2007
من الصعب اعتبار لوحة حققت حوالي 60 مليون دولار مخيبة للآمال، ولكن كانت هناك توقُّعات عالية جداً لهذه اللوحة الضخمة التي تعتبر من بين آخر أعمال توومبلي، إذ كانت التقديرات تتراوح بين 40 و60 مليون دولار، لكنَّها بيعت مقابل 51 مليون دولار فقط، ورفعتها عمولة دار المزادات إلى سعر لائق أكثر، ولكنَّه ليس سعراً قياسياً. بيعت هذه اللوحة في دار "سوذبيز" للمزادات.