"بيتر ثيل" تلاعب بـ"ترمب" وبالنظام الديمقراطي ليحقق المليارات دون دفع ضرائب

time reading iconدقائق القراءة - 44
بيتر ثيل  - المصدر: بلومبرغ
بيتر ثيل - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

اُفتتح اللقاء بكلمة شكر، وكان الرئيس المنتخب دونالد ترمب يجلس خلف طاولة مستطيلة في الطابق الخامس والعشرين من برجه في مانهاتن، متخذاً كالعادة مكاناً في الوسط تماماً، وأيضاً كالعادة، بدا معتداً بنفسه، وإلى جانبه مجموعته الدائمة من الأتباع والمستشارين. لكن هذه المرّة، وعلى غير عادة، جلس معه رؤساء بعض أكبر شركات التكنولوجيا في العالم.

قال ترمب: "هذه شركات ضخمة"، وهو يتبسَّم إلى المجموعة التي ضمَّت تيم كوك من "أبل"، وجيف بيزوس من "أمازون"، وساتيا ناديلا من "مايكروسوفت"، إلى جانب الرؤساء التنفيذيين لـ"غوغل"، و"سيسكو"، و"أوراكل"، و"إنتل"، و"آي بي أم".

رحَّب ترمب بعدها بمعدِّ اللقاء، بيتر ثيل، الذي جلس إلى جانبه، واضعاً ذراعيه تحت الطاولة، وكأنَّه يحاول أن يترك مسافة بينه وبين الرئيس المنتخب. قال ترمب: "أريد أن أبدأ بتوجيه الشكر إلى بيتر الذي رأى أمراً ما باكراً جداً، ربما قبل أن نراه نحن". ثمّ مدَّ يده تحت الطاولة باحثاً عن يد ثيل ورفعها.

وأضاف متحدِّثاً عن ثيل: "لقد كان رائعاً وممتازاً. فقد حصد أعلى تصفيق تقريباً في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري". ثمّ ربّت على قبضة ثيل بمودة، وتوجَّه إليه بالقول: "أريد أن أشكرك، أنت رجل مميز جداً".

اقرأ أيضاً: وزير خزانة ترمب يجمع 2.5 مليار دولار في صندوق للتكنولوجيا المالية

هذه الشركات لديها 3 تريليونات دولار.. أين ستستثمرها؟

ربما استغرب ثيل تلك اللحظة من المودة الأخوية، إلا أنَّها شكَّلت نوعاً من الإنجاز بالنسبة إليه. فقبل الاجتماع الذي عقد في برج ترمب في شهر ديسمبر من عام 2016، كان يُنظر إلى ثيل على أنَّه رأسمالي مغامر ثري وغريب الأطوار. صحيح أنَّه كان شخصية رائدة في وادي السليكون، لكنَّه لم يكن يُعتبر صاحب نفوذ سياسي. إلا أنَّ دعمه لـ ترمب ابتداءً من مايو عام 2016، في وقت كان زملاؤه من المشاركين في مؤتمر دافوس يؤيدون مرشحين آخرين، أسهم في تغيير هذا الواقع. فقد كان من أبرز المتحدِّثين في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، وبعد أيام فقط من تسريب مقطع فيديو "أكسس هوليوود" الذي تبجح فيه ترمب بالتحرش الجنسي، تبرَّع ثيل بمبلغ 1.25 مليون دولار لصالح حملة ترمب الانتخابية.

دعا ثيل إلى تجاهل لغة ترمب المتحيزة جنسياً قائلاً، إنَّ على الناخبين أن يأخذوا ترمب "على محمل جدي، وليس حرفياً". وبالفعل؛ تبيَّن لاحقاً أنَّ نصيحة ثيل في محلها، وما لبث أن أصبح في موقع يُحسد عليه، إذ تحوَّل إلى وسيط صاحب نفوذ بين القائد المنتخب للعالم الحرّ المتميز بأسلوبه غير التقليدي، وقادة قطاع التكنولوجيا المعروفين بكرههم له.

بين وادي السليكون والحزب الجمهوري

سلَّطت الحملة الانتخابية الرئاسية الضوء على الهوة ما بين وادي السليكون والحزب الجمهوري. فوادي السيليكون يُعرف بتأييده للمهاجرين وللتسامح، في وقت كان يسعى ترمب إلى بناء جدار على الحدود، وتقويض حقوق مجتمع الميم في أمريكا.

وفيما يمنح وادي السليكون أهمية كبرى للخبرة؛ فإنَّ ترمب يعتمد على فظاظته من أجل كسب التأييد. بالتالي؛ رأى الخبراء أنَّه سيكون من المستحيل تجاوز هذه الخلافات. وبالفعل؛ أظهرت البوادر الأولى للاجتماع، استناداً إلى الدقائق الأربع الأولى تقريباً التي سُمح في خلالها لوسائل الإعلام بالوجود داخل الصالة، أنَّ هذا ما حصل تماماً.

فقد نشر موقع "بيزنس إنسايدر" صورة أظهرت شيريل ساندبرغ من "فيسبوك"، و لاري بيج من "غوغل"، و بيزوس بملامح متجهمة تحت عنوان: "صورة مثالية عن اللقاء الأول بين ترمب وكلّ الرؤساء التنفيذيين في مجال التكنولوجيا الذين عارضوه".

إلا أنَّ وادي السليكون يعبّر أيضاً عن قيم الرجل الذي أعدَّ الاجتماع. لأنَّ ثيل مهاجر مثليّ، خبير في التكنولوجيا، يحمل شهادتين من جامعة ستانفورد، وأصبح بشكل ما مؤيداً متحمِّساً لـ ترمب، إذ يبدو أنَّه يمنح الأولوية لتنمية ثروته الخاصة قبل أي شيء آخر.

وبحسب الملاحظات المسجَّلة خلال الاجتماع، وسرد خمسة أشخاص مطَّلعين على التفاصيل، بعد مغادرة الصحافة، سار الرؤساء التنفيذيون على خطى ثيل، إذ تصرفوا بتهذيب وبمراعاة، وتقدَّموا بجزيل الشكر من ترمب مرات عدَّة، فيما كان يلقي المزاح عبر الطرف على حسابهم. وخلال الاجتماع، تذمَّر ترمب من بيزوس على خلفية امتلاك الأخير لصحيفة "واشنطن بوست"، ولـ كوك على خلفية موازنة شركة "أبل"، إذ قال: "تيم لديه مشكلة... لديه الكثير من المال"، فيما استمع الرؤساء التنفيذيون بتهذيب.

انتقل ترمب بعدها إلى الحديث عن الترحيل الجماعي، وقال: "سنتخذ إجراءات شاملة على صعيد الهجرة.. وسوف نصل إلى الأشخاص السيئين". هذه وعود يؤيدها ثيل، فيما يعارضها في العلن الرؤساء التنفيذيون الآخرون في قطاع التكنولوجيا. لكن هنا، في داخل الاجتماع الخاص، لم يعترض أحد، بل ألمحوا إلى أنَّهم لا يمانعون التشدّد في مكافحة الهجرة غير الشرعية، طالما أنَّ ترمب سيظلّ قادراً على مدِّ شركاتهم بما يكفي من العمّال الأجانب أصحاب الكفاءات. وقال كوك: "يجب أن نفصل ما بين أمن الحدود، وأصحاب المواهب"، واقترح أن تسعى الولايات المتحدة إلى بناء ثقافة "احتكار الموهبة".

من جهته، عرض الرئيس التنفيذي السابق لـ"غوغل" إيريك شميدت، وهو صديق قديم لثيل، على الرغم من كونه أحد كبار المتبرِّعين للحزب الديمقراطي، طريقة لتقديم نهج "العصا والجزرة" الذي يتّبعه ترمب تجاه الهجرة بطريقة ودية أكثر، مقترحاً تسميته "قانون العمل الأمريكي". وبالانتقال إلى الحديث عن الصين، لم يدعُ أي من الرؤساء التنفيذيين إلى ضبط النفس، بل على العكس، بدأ الكثير منهم يعبّرون عن حالات امتعاضهم الخاصة.

تحوّل الأعداء

في السنوات التي تلت، راح مستشارو ترمب يشيرون إلى هذه اللحظة من أجل الثناء على دور ثيل في إقناع وادي السليكون بإمكانية التعاون مع رئيس أمضى حملته الانتخابية، وهو يصوّرهم كأشخاص عولميين كارهين لأمريكا. وقال ستيف بانون الذي حضر الاجتماع بصفته كبير المستشارين في البيت الأبيض: "كان من المفترض أن يكونوا العدوّ الأكبر لنا، ولكن، بدلاً عن ذلك، كانوا يقدِّمون قضية وطنية". وأضاف: "بدا الأمر وكأنَّ دعوتهم قد تمَّت أخيراً إلى الغداء مع نجم فريق كرة القدم".

بالطبع، في النهاية، كان عهد ترمب عاطلاً بالنسبة إلى العديد من أولئك المشاركين في الاجتماع. فقد طُرد بانون من منصبه في السنة التي تلت، ووُجهت إليه الاتهامات في عام 2020، ثمّ تمَّ العفو عنه من قبل ترمب قبل ساعات فقط من مغادرته البيت الأبيض حين أصبح الرئيس الأمريكي الحادي عشر الذي يخسر معركة إعادة انتخابِه. فتوجّه الرئيس إلى منتجع مار إيه لاغو بشكل مخز، إذ وُصم عهده بوباء أدى إلى مقتل مئات الآلاف من الأشخاص، فيما ارتبط مستقبله السياسي بأعمال العنف في الكابيتول.

إلا أنَّ ولاية ترمب الرئاسية لم تكن سيئة بالنسبة إلى ثيل الذي لم يعلّق لهذا المقال المستند إلى كتابي المقبل (The Contrarian)، التي تعني "المتناقض". إذ فازت شركاته بعقود حكومية أسهمت في تضخم ثروته الصافية، فيما بقي مشمولاً بالحماية الضريبية القانونية التي أمضى نصف مسيرته المهنية، وهو يحاول المحافظة عليها.

فانطلاقاً من موقعه كرأسمالي مغامر، يركِّز ثيل على البحث عن الشركات الجديدة والاستثمار في نجاحها، ثم بيع أسهمه حين يصبح القيام بذلك مربحاً. والآن، ها هو يفعل الأمر ذاته مع رئيس أمريكي.

اقرأ أيضاً: ترمب يستعد بدهاء لانتخابات 2024 بجمع الأموال في الخفاء وتحييد المنافسين

رجل التكنولوجيا القوي

غالباً ما يُنظر إلى ثيل على أنَّه شخص محافظ في قطاع التكنولوجيا، إلا أنَّ هذه النظرة تقلّل من قوّته الحقيقية. فهو كان مسؤولاً أكثر من أيِّ مستثمر أو رائد أعمال آخر، حتى أكثر من بيزوس، و بايج، ومؤسس "فيسبوك" تلميذ ثيل، مارك زوكبرغ، عن الإيديولوجية التي يعتمدها وادي السليكون اليوم، التي ترى أنَّ التقدُّم التكنولوجي يجب أن يستمر دون كلل، بغضِّ النظر عن التكاليف والأخطار على المجتمع. فصحيح أنَّ ثيل ليس أثرى قطب للتكنولوجيا، ولكن من نواحٍ عدّة، هو أكثرهم نفوذاً.

شركته الأولى التي أسسها "باي بال"، كانت السبّاقة في مجال الدفع الإلكتروني، ووصلت قيمتها اليوم إلى أكثر من 300 مليار دولار. أمّا شركته الثانية "بالانتير" المتخصصة بالتنقيب في البيانات، فقد مهّدت الطريق لما يصفه منتقدوها برأسمالية المراقبة، فقد لعبت الشركة دوراً فاعلاً في مشاريع ترمب المتعلِّقة بالهجرة والدفاع، وتقدَّر قيمتها اليوم بنحو 50 مليار دولار. وعلى الرغم من أنَّه قام ببيع جزء من أسهمه، إلا أنَّه ما يزال المساهم الأكبر فيها.

حقَّق ثيل إنجازات ضخمة كرائد أعمال، إلا أنَّ نفوذه يعدُّ أكبر حتى كمستثمر وكوسيط يعمل من خلف الكواليس. فهو يقود ما يطلق عليه تسمية "مافيا باي بال“ (PayPal Mafia)، وهي شبكة غير رسمية من العلاقات المالية والشخصية، يعود تاريخها إلى نهاية التسعينيات. وتضمُّ هذه المجموعة في صفوفها إيلون ماسك، بالإضافة إلى مؤسسي "يوتيوب"، و"يلب" (Yelp)، و"لينكد إن" (LinkedIn)، فقد قدَّم أعضاؤها رأس المال الابتدائي لـ"إير بي أن بي" (Airbnb)، و"ليفت" (Lyft)، و"سترايب" (Stripe)، و"فيسبوك".

السياسي المتطرف

كثيراً ما انسجمت طموحات هؤلاء الأشخاص مع مشروع ثيل السياسي الليبرتاري المتطرف، القائم على إعادة تنظيم الحضارة بطريقة تنقل السلطة من المؤسسات التقليدية، مثل وسائل الإعلام السائدة والمشرعين المنتخبين ديمقراطياً، إلى الشركات الناشئة وأصحاب المليارات الذين يقودونها. فقد موَّل ثيل سرّيّاً، الدعوى القضائية التي أدت إلى تدمير مؤسسة "غاوكر ميديا" (Gawker Media) في عام 2016. وسبق له أن دافع عن رؤيته السياسية في محاضراته الجامعية وخطاباته، وفي كتابه "صفر لواحد" (Zero to One) الذي يتحدَّث فيه عن مسيرته الشخصية من فاشل في مجال قانون الشركات، إلى ملياردير في عالم الإنترنت.

اعتبر ثيل في كتيب إرشاداته نحو تحقيق النجاح، أنَّ الاحتكار أمر جيد، والأنظمة الملكية فعّالة، كما أنَّ مؤسسي الشركات التكنولوجية أشبه بالآلهة. وقد بيعت أكثر من 3 ملايين نسخة من كتابه حول العالم.

بالنسبة إلى الشباب الذين يشترون كتبه ويستمعون إلى أحاديثه، وينظِّمون الشعر لتمجيد عبقريته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يمثِّل ثيل لقاء بين الفيلسوفة والكاتبة المسرحية، آين راند، وأحد الشخصيات الخيالية التي كتبت عنها. فهو فيلسوف وبنّاء ليبراتي، أشبه بشخصية "هوارد رورك" في رواية "المنبع" (The Fountainhead) للكاتبة راند، ولكن مع أتباع على "يوتيوب".

يتمُّ اختيار مؤيدي ثيل الأكثر حماسة لضمِّهم إلى مجموعة "زملاء ثيل" (Thiel Fellows) الذين يحصلون على مبلغ 100 ألف دولار مقابل ترك الجامعة، فيما يحصل آخرون على وظائف ضمن مجموعة مستشاريه الذين يدعمهم مالياً، الذين يروّجون لأفكاره ويدافعون عنها.

ليلة الانتخابات في عام 2016، انضمَّ نحو عشرين من أولئك الموالين، بينهم رواد أعمال ومستثمرون، إلى ثيل في منزله الضخم الكائن في سان فرانسيسكو، من أجل متابعة النتائج الآتية من صناديق الاقتراع.

وفيما كانت "فوكس نيوز" تعلن نتائج صناديق الاقتراع في ويسكونسن وميشيغان، توجّه ثيل إلى حاشيته قائلاً: "لا يمكننا التأكيد بشكل حاسم... ولكن (ترمب) يملك كلّ هذه العناصر، فهو كان سخيفاً بما يكفي لدرجة أنَّه جذب كلّ هذا الانتباه". وتابع قائلاً: "مع ذلك كان جدياً بما يكفي حتى ينجح".

عين على الحكومة

تلك الليلة، بدأ هاتف ثيل يرّن، في حين راح مساعدوه يناقشون آفاقهم المستقبلية. إذ توقَّعوا أن يتمَّ تعيين ثيل عضواً في اللجنة التنفيذية الانتقالية في غضون أيام، على أن يمنحه ترمب حصة كبرى في الحكومة. وبحسب أحد الأشخاص الذين حضروا اللقاء، "كان الحديث يركِّز على سؤال: أين تريد أن تعمل؟".

بعد أسبوع، توجّه ثيل إلى برج ترمب برفقة ستة من مساعديه الذين كانوا يتّسمون بالصفات الاعتيادية ذاتها التي يحبذها ثيل: شباب، وأذكياء، و هم جذابون. حتى إنَّ بانون، علّق على مظهرهم قائلاً: "كانوا يشبهون عارضي الأزياء". وعلى رأس هذه المجموعة كان بلايك ماسترز، الذي يعمل مساعداً لثيل منذ مدة طويلة، الذي شارك في صياغة كتاب "صفر لواحد". وقد تمَّ تكليف هذه المجموعة باقتراح أسماء تسهم جذرياً في الحدِّ من نطاق "الدولة الإدارية".

"لم يكن ثيل يسعى إلى كسب النفوذ، بل إلى كسب المال"

ترشيحات المناصب العليا

كناشط سياسي، بدت غرائز ثيل كوميدية نوعاً ما. فقد قدَّم قائمة من 150 مرشحاً للمناصب العليا تضمَّنت شخصيات تُصنَّف كمتطرفة جداً حتى بالنسبة إلى الأعضاء الأكثر تطرفاً في دائرة ترمب. فالكثير منهم كانوا ليبيراتيين متطرفين أو رجعيين، فيما يصعب تصنيف بعضهم الآخر. وقال بانون: "يملك بيتر فكرة جذرية حول تعطيل الحكومة". وأضاف: "اعتقد الناس أنَّ ترمب معطّل... لم يكن لديهم أدنى فكرة".

مثلاً، لمنصب مستشار ترمب العلمي، اقترح ثيل اسمَيّ عالمين يتنكران للتغير المناخي، هما عالم الفيزياء ويليام هابير من جامعة "برينستون"، وعالم الكمبيوتر ديفيد غيليرنتر من جامعة "ييل". ولمنصب رئيس إدارة الغذاء والدواء، اقترح ثيل مرشحين، بينهم: بالاجي سرينيفاسان، وهو رائد أعمال لا يملك أي خبرة حكومية معروفة، كان قد شكك في السابق بجدوى وجود إدارة الغذاء والدواء، إذ سبق أن نشر تغريدة حذفها لاحقاً، قال فيها: "لكلّ ثاليدوميد، يموت الكثيرون بسبب البطء في منح الموافقات".

اصطحب بانون جميع أولئك الأشخاص للقاء ترمب، على الرغم من أنَّه لم يكن موافقاً على أسمائهم. وقال، إنَّ "بالاجي عبقري، ولكن هكذا أمر ثقيل جداً". فقد أدرك بانون أنَّه من غير الواقعي تسمية شخص مستفز كان قد ألمح إلى رغبته في إغلاق إدارة الغذاء والدواء، من أجل ترؤس هذه الإدارة ذاتها، بما أنَّ القيام بذلك سوف يظهر ترمب في صورة الراديكالي، ولا نعني من النوع الجيد.

وأضاف: "بهذه الطريقة، لن تفوز في أي جلسة لتأييد مرشحيك خلال الـ100 يوم الأولى من ولايتك"، وتابع: "تذكَّروا، نحن نمثِّل ائتلافاً، وإدارة الحزب الجمهوري كانت مصعوقة ممّا كنَّا نفعله".

لم يستجب سرينيفاسان وغيليرنتر لطلب التعليق. من جانبه، أثنى هابير على ثيل "لرفضه الانصياع إلى الصوابية السياسية"، إلا أنَّه أضاف: "لم أنظر إلى بيتر قطّ على أنَّه قوي جداً في التكنولوجيا، إلا إذا اختصرت تعريف التكنولوجيا بطرق جني المال عبر الإنترنت".

كان ترمب قد عيَّن هابير في عام 2018 بمنصب أقل شأناً، كمدير كبير للتكنولوجيات الناشئة في مجلس الأمن القومي. إلا أنَّه ترك إدارة ترمب في عام 2019 بعد أن زعم أنَّ المسؤولين في البيت الأبيض، قوَّضوا عمله بما أنَّهم تعرضوا لـ"غسل دماغ" حتى يؤمنوا بمخاطر التغير المناخي.

حلفاء البيت الأبيض

في نهاية المطاف، لم يتمكَّن ثيل من تعيين إلا ثلّة صغيرة من حلفائه في البيت الأبيض، ثمّ خسر صلة الوصل الأهم مع ترمب، حين غادر بانون في شهر أغسطس التالي. وبحسب شخص عمل ضمن الفريق الانتقالي طلب عدم الكشف عن اسمه لتجنب إغضاب ثيل وترمب؛ فإنَّ ثيل وماسترز "تحالفا مع اليمين المتطرف. وقد اختارا التعطيل بدل ترك الأمور تسير على طبيعتها، إلا أنَّ الأمر ارتد عليهما". بالطبع، تفترض هذه النظرية أنَّ أهداف ثيل كانت سياسية بحتة، ولكنَّ كثيرين ممن عملوا معه عن كثب، يقولون، إنَّ هذا الافتراض خاطئ، لأنَّ ثيل لم يكن يسعى إلى كسب النفوذ، بل إلى كسب المال.

اقتصرت الدعوات التي وُجهت لحضور الاجتماع في برج ترمب على شركات التكنولوجيا ذات القيمة السوقية الأكبر. مع ذلك؛ قام ثيل باستثناءين. الأول؛ كان إيلون ماسك، الذي يترأس شركة "سبايس أكس"، التي يعتبر ثيل أحد كبار المساهمين فبها، إذ تمكَّن ماسك من الحضور على الرغم من أنَّ "سبايس أكس" وشركته الأخرى "تسلا" كانتا أصغر بكثير من الشركات الأخرى التي حضرت الاجتماع في ذلك الوقت. أمّا الاستثناء الثاني؛ فتمثَّل في أليكس كارب، الرئيس التنفيذي لشركة أصغر أيضاً، و هي "بالانتير" (Palantir) التي كان ثيل قد أسهم في تأسيسها في عام 2004.

الشرير

أنشأ ثيل "بالانتير" في الأساس من أجل بيع تكنولوجيا التنقيب في المعلومات التي تمَّ تطويرها في "باي بال" إلى الحكومة الأمريكية. وكانت هذه الشركة التي وفَّر لها ثيل الأموال الابتدائية، وحصلت على تمويل من وكالة الاستخبارات المركزية، قد اكتسبت سمعة كوكالة مؤامراتية، مما شجَّع الصحافيين على كتابة مقالات تصوّر التكنولوجيا التي تقدِّمها الشركة ككرة سحرية، أشبه بكرة "بالاناتير" السحرية في سلسلة "سيد الخواتم" التي كان ثيل قد سمّى الشركة تيمناً بها. ورداً على سؤال طرحه عليه صديق له حول السياسية التسويقية للشركة، قال ثيل: "أفضّل أن يُنظر إليَّ كشرير بدل أن يُنظر إليَّ كشخص لايملك الكفاءة".

لكن في داخل أروقة "بالانتير" كانت تُطرح شكوك حول حجم النجاح المتوقَّع لهذه التكنولوجيا، هذا إذا كانت سوف تنجح من الأساس. إذ واجهت الشركة العديد من التحديات في الولاية الرئاسية الثانية لباراك أوباما، مع تراجع الحماسة تجاه منتجاتها في صفوف الوكالات الاستخبارية والزبائن من الشركات الكبرى. من جانبه، بدا الجيش أكثر ميلاً للتعاون مع متعاقدين تقليديين في مجال الدفاع، مما يحرم ثيل من إيرادات بقيمة مئات الملايين من الدولارات سنوياً.

قال ألفريداس شمييليوسكاس الذي عيَّنته "بالانتير" لتطوير أعمالها في أوروبا عام 2013، إنَّ "الأرضية لم تكن ثابتة إطلاقاً... لم يكن لدينا أي شيء". وقد وصف مسؤول تنفيذي آخر منتج "بالانتير" الأساسي الذي يحمل اسم "ميتروبوليس" بـ"الكارثة".

دفع هذا الشعور باليأس شمييليوسكاس إلى التوجه نحو شركة الاستشارات السياسية البريطانية "كامبردج أناليتيكا" (Cambridge Analytica) المدعومة من بانون، ومن مدير صناديق التحوط روبرت ميرسير، وهي شركة متخصصة في إعداد إحصاءات عن شخصيات الناخبين باستخدام البيانات المتوافرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وفي عام 2014، اقترح شمييليوسكاس الذي نظر إلى الشركة كزبون محتمل، تطوير تطبيق لاستخراج بيانات "فيسبوك". وعلى الرغم من أنَّ "كامبردج أناليتيكا" لم تتعامل مع "بالانتير"، إلا أنَّها أخذت باقتراح شمييليوسكاس، وتمكَّنت من الوصول إلى بيانات "فيسبوك" الخاصة بـ87 مليون شخص من دون معرفتهم.

وقد زعمت "بالانتير" أنَّ شمييليوسكاس كان موظفاً فاسداً يعمل منفرداً حين اقترح هذه الفكرة. إلا أنَّ شمييليوسكاس ردَّ أنَّ مثل هذا الادعاء مضلل، مؤكِّداً أنَّ رؤساءه كانوا على دراية بما يقوم به، لا بل يشجعونه على القيام بأعمال كانت محطّ شكّ أخلاقي. وقال: "لقد ضحوا بي"، فيما أقرّ بأنَّه عمل على صفقات "مشبوهة أكثر بكثير قبل كامبردج أناليتيكا". وقد رفض متحدِّث باسم "بالانتير" التعليق. وكانت "كامبردج أناليتيكا" التي أنكرت ارتكابها أي خطأ، قد أُغلقت في عام 2018.

فرص استثمارية

على أي حال، شكَّلت الإدارة الأمريكية الجديدة فرصة لكلّ من "بالانتير"، و"ثيل" الذي كان جزءاً كبيراً من ثروته الصافية مرتبطاً بالشركة. ومباشرة قبل انتخابات عام 2016، أصدر قاض فدرالي حكمه في دعوى رفعتها "بالانتير"، إذ ألزم الجيش بإعادة المناقصة لترسية العقود المتعلِّقة بقاعدة البيانات الخاصة به على أن يأخذ شركة ثيل في عين الاعتبار، من دون أن يعني ذلك أنَّ الجيش سيكون ملزماً بشراء برنامج الشركة، ولكن أن "ينظر إليه بجدية" فقط، بحسب ما أوضح محامي الشركة في القضية، هاميش هيوم.

بالتالي؛ بات كارب و ثيل في وضعية تمكّنهما من الالتماس شخصياً إلى رئيس الدولة. وفي خلال الاجتماع الذي عقد في برج ترمب، تعهد كارب للرئيس بأنَّ "بالانتير" قادرة "على المساهمة في تعزيز الأمن القومي والحدّ من التبذير". إلا أنَّ كارب عاد ليقرَّ لاحقاً بأنَّه لم يكن يدري سبب دعوته إلى الاجتماع، وأنَّ كلّ ما يعرفه هو أنَّ صديقه هو من أعدَّه له. بالطبع، لم يدع ثيل أي متعهدين آخرين في مجال الدفاع إلى الاجتماع، مثل "رايثون تكنولوجيز" (Raytheon Technologies)، منافسة "بالانتير" الرئيسية على الصفقة مع الجيش.

"يقول بانون: يملك بيتر فكرة جذرية حول تعطيل الحكومة. لقد اعتقد الناس أنَّ ترمب معطّل... لم يكن لديهم أدنى فكرة"

استعان ثيل بطرق أخرى أيضاً من أجل دفع الحكومة نحو التعامل مع "بالانتير"، إذ حثّ ترمب على طرد فرانسيس كولينز، مدير معاهد الصحة الوطنية والخبير الجيني اللامع الذي كان قد ترأس مشروع الجينوم البشري في إدارتيّ بيل كلينتون، وجورج بوش، بما أنَّ ذلك يصبّ في مصلحة "بالانتير" التي تعتبر معاهد الصحة الوطنية، وهي مستهلك ضخم للبيانات، هدفاً مهماً لمسؤولي المبيعات في الشركة. وقال ثيل، إنَّ معاهد الصحة الوطنية بحاجة إلى تغيير جذري، واقترح استبدال كولينز بـ "أندي هاريس"، عضو الكونغرس الجمهوري من منطقة الساحل الشرقي الريفي في ماريلاند، والعضو في تجمُّع "الحرية" اليميني المتطرف في مجلس النواب.

لقاءات وصفقات

حاول بانون مقاومة الضغط الذي مارسه ثيل، إلا أنَّه وافق على استدعاء كولينز إلى نيويورك في بداية يناير من أجل إجراء مقابلة معه للاحتفاظ بوظيفته. وقد تضمّن جدول الأعمال غداء مع ثيل وماسترز. وفي رسالة إلكترونية تلت اللقاء تمَّ نشرها إثر طلب تقدَّم به الصحافي المستقل أندرو غراناتو بموجب قانون حرية المعلومات، تحدَّث كولينز عن حماسته للاطلاع أكثر على "بالانتير". وقال، إنَّه سيلتقي مع كبير مسؤولي تطوير الأعمال في الشركة. وبالنظر إلى الخلف، يبدو أنَّ ذلك الاجتماع شكَّل بداية عرض بيع ناجح جداً. إذ بقي كولينز في وظيفته، وفي السنة التالية، منحت معاهد الصحة الوطنية "بالانتير" عقداً بقيمة 7 ملايين دولار لمساعدة المعاهد على تتبُّع بيانات البحوث التي كانت تقوم بها. وقد أتى بعد ذلك المزيد من العقود.

ربما لم ينجح ثيل تماماً في مساعيه لزرع أشخاص موالين له في داخل البيت الأبيض في عهد ترمب، ولكن ذلك لا يعني أنَّه فشل. إذ إنَّ مايكل كراتسيوس، كبير الموظفين السابق لدى ثيل، انضمَّ إلى الإدارة الأمريكية بمنصب كبير المسؤولين التكنولوجيين في الولايات المتحدة، ليصبح لاحقاً نائباً لوزير الدفاع بالوكالة، ومسؤولاً عن ميزانية البحوث والتطوير الخاصة بالبنتاغون. أمّا كيفن هارينغتون، وهو مستشار لـ ثيل منذ فترة طويلة، فعُيِّن في منصب رفيع المستوى في مجلس الأمن القومي. كما تمَّ تعيين عدد آخر من الأشخاص المقربين من ثيل في مناصب عليا في وزارة الدفاع، بينهم مايكل أنتون، وهو صديق لـ ثيل، ومحافظ شرس، سبق أن كتب مقالاً تحت عنوان "انتخابات الرحلة 93" دعم من خلاله ترشيح ترمب انطلاقاً من قناعة فكرية، بالإضافة إلى جاستن ميكولاي، وهو مسؤول تسويق سابق في "بالانتير" انضمَّ إلى وزارة الدفاع ككاتب خطابات وزير الدفاع جيمس ماتيس. وكان كلٌّ من نائب رئيس كبير موظفي ماتيس، أنتوني دي مارتينو، ومستشارته العليا سالي دونيلي، سبق أن عملا كاستشاريين لدى "بالانتير".

بالطبع، ثمة احتمال أن يكون تعيين مسؤولين عسكريين يلتقون مع النهج التعطيلي الذي تنادي به "بالانتير" غير مرتبط بـ ثيل، إذ كانت الأفكار التي تروّج لها الشركة قد بدأت تكتسب زخماً في داخل أروقة الحكومة حتى في عهد أوباما. وأكَّد المسؤولون في "بالانتير" بشكل حاسم في مقابلات عدّة، أنَّهم لم يستفيدوا من أي معاملة تفضيلية. وكان كارب قد أجاب حين سألته عن نجاحات "بالانتير" في عهد ترمب في مقابلة عام 2019، قائلاً: "إنَّ هذا سخيف جداً، فبناء أعمال بهذا الحجم يستغرق عشر سنوات".

في نهاية المطاف، أقام الجيش منافسة بين "بالانتير"، و"رايثيون" من أجل الفوز بالعقد المتنازع عليه، فقد طُلب من كلّ شركة أن تبني نموذجاً، وتقدِّمه إلى لجنة عسكرية. وهذه المنافسة كانت بالضبط ما طالبت به "بالانتير" في الدعوى القضائية قبل بضع سنوات. وقد تساءل بعض الموظفين داخل "بالانتير" عمَّا إذا اقتنعت قيادة البنتاغون فعلاً بجدارة برنامج الشركة الذي تطوَّر كثيراً خلال السنوات الماضية، أو إذا مارس ثيل وحلفاؤه ضغوطاً سياسية. على أي حال، في بداية عام 2019، أعلن الجيش فوز "بالانتير"، مما منح الشركة العقد الأكبر في تاريخها، كما بلغت قيمته 800 مليون دولار أو أكثر. وقد أكسب هذا العقد الشركة المزيد من الزخم، وباتت فجأة تلهث خلف المزيد من العقود مع البنتاغون.

عقود حكومية

في عام 2019، استحوذت "بالانتير" على عقود تقدَّر قيمتها بأكثر من 40 مليون دولار في العام لاستلام مشروع "مايفن" (Maven)، وهو جزء من مبادرة كانت قد أطلقتها وزارة الدفاع لاستخدام برامج إلكترونية خاصة بالذكاء الصناعي من أجل تحليل الصور التي تلتقطها الطائرات المسيرة. وجاء ذلك على الرغم من محدودية خبرة "بالانتير" في برامج التعرف على الصور، مثل تلك التي يستخدمها مشروع "مايفن" من أجل تحديد الأهداف.

وكان مسؤول حكومي أعرب عن قلقه تجاه هذه الخطوة في مذكرة مجهولة المصدر أرسلها إلى القيادة العسكرية كشفت عنها صحيفة "نيويورك تايمز"، ادعى فيها أنَّ الشركة حصلت على معاملة تفضيلية أسهمت في ترسية المشروع عليها.

هذا وتمَّ لاحقاً الإعلان عن فوز الشركة بعقد ضخم آخر مع الجيش في ديسمبر بقيمة 440 مليون دولار على مدى أربع سنوات، بالإضافة إلى عقد بقيمة 10 ملايين دولار مع الفرع العسكري الجديد الذي أطلقه ترمب، وحمل اسم "قوة الفضاء"، وعقد بـ80 مليون دولار مع قوات البحرية الأمريكية. كذلك؛ تجاهلت "بالانتير" اعتراضات موظفيها، والناشطين في قضايا الهجرة، فقد جدّدت عقدها مع وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الذي تبلغ قيمته نحو 50 مليون دولار.

كما يظهر من العقد المبرم مع وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك؛ فإنَّ ثيل لا يرى حرجاً في ربط مصالحه التجارية مباشرة مع سياسات ترمب الأكثر تطرفاً. ففي عام 2017، قام تشارلز جونسون، المعروف بقربه من ثيل، الذي حافظ على علاقة وثيقة مع اليمين المتطرف، بنصح ثيل بالاستثمار في شركة جديدة تحمل اسم "كليرفيو للذكاء الاصطناعي" (Clearview AI). إذ تقوم فكرة الشركة على مبدأ بسيط، كما قام جونسون إلى جانب مهندس، بصنع برنامج إلكتروني يستخرج أكبر عدد ممكن من الصور من "فيسبوك" وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي. ويخزِّن البرنامج الصور بالإضافة إلى أسماء المستخدمين، ويعود ويقدِّم قاعدة البيانات هذه إلى أقسام الشرطة وغيرها من أجهزة إنفاذ القانون، إلى جانب خوارزمية لتحديد الهويات. وتمكِّن هذه الأدوات الشرطة من أخذ صورة للمشتبه به، وتحميلها على البرنامج من أجل الحصول على اسمه.

تكنولوجيا الحرب على الهجرة

في ذلك الوقت، تفاخر جونسون أنَّ هذه التكنولوجيا ستكون مثالية في إطار حرب ترمب على الهجرة. وقال في منشور على "فيسبوك": "نبني خوارزميات من أجل التعرّف على كلِّ المهاجرين غير الشرعيين لنسلِّمها إلى فرق الترحيل". إلا أنَّه عاد وقال، إنَّ المنشور "كان مزحة، مع ذلك أصبح حقيقة"، وذلك بعد أن قطع علاقاته مع اليمين المتطرف، وأعلن دعمه لترشيح جو بايدن. بالفعل، أبرمت "كليرفيو" في نهاية المطاف عقداً مع وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، وقد منح الوكالة القدرة على استخدام هذه التكنولوجيا.

وكانت "كليرفيو" قد حصلت على مساعدة من ثيل، الذي قدَّم بعد أن استمع إلى نصيحة جونسون 200 ألف دولار كتمويل ابتدائي للشركة. وقد نالت بعدها "كليرفيو" عقوداً من وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، ومكتب التحقيقات الفيدرالية، والعديد من الوكالات الفيدرالية الأخرى. كما أنَّ شركة تعهدات أخرى هي: "أندوريل إندوستريز" (Anduril Industries) المدعومة من ثيل، استغلت حماسة ترمب لـ"بناء الجدار" من أجل الفوز بعدَّة عقود مع هيئة الجمارك وإدارة الحدود الأمريكية، للمساهمة في تقنيات الحماية الرقيمة التي وصفتها الشركة بأنَّها "جدار افتراضي". يُذكر أنَّ شركة "أندوريل" التي اختير اسمها تيمناً بسيف "أراغورن" في سلسلة "سيد الخواتم"، تقدَّر قيمتها اليوم بأكثر من 4 مليارات دولار.

بحلول خريف عام 2020، قدَّرت الأرقام المنشورة ثروة ثيل الشخصية الصافية بنحو 5 مليارات دولار، بواقع يعادل ضعفيّ ما كانت تبلغه قبل انتخاب ترمب. وذلك بفضل حصته في "بالانتير" التي طُرحت للاكتتاب العام في شهر أغسطس، وقدِّرت قيمتها بحوالي 20 مليار دولار. كان ثيل يملك في حينها 20% من الشركة، بالإضافة إلى أسهم في العديد من الشركات الأخرى التي حلّقت قيمتها. فإلى جانب "أندوريل"، يملك ثيل أسهماً في "سبايس أكس" التي بلغت قيمتها اليوم 100 مليار دولار، بفضل ازدهار أعمالها مع الحكومة الفدرالية، وأسهماً في "إير بي أن بي" التي تمَّ طرحها للاكتتاب العام مؤخراً. أي على الأصعدة المالية كافةً؛ كانت السنوات الأربع الماضية جيدة بالنسبة إلى ثيل.

إلا أنَّ العارفين به يقولون، إنَّ هذه التقديرات متواضعة جداً، وإنَّ ثروته الحقيقية الصافية أقرب إلى 10 مليارات دولار، وربما أكثر. وذلك لأنَّه راكم بصمت حصصاً في حفنة من الشركات الخاصة ذات القيمة العالية جداً، بينها الشركة الناشئة المتخصصة بالدفع عبر الإنترنت "سترايب"، إذ يقدِّر مصدر مقرّب من ثيل قيمة حصته في الشركة بـ1.5 مليار دولار على الأقل. وهذا يبرر أيضاً لأنَّ ثيل يحمي نسبة كبيرة من أصوله الاستثمارية من أنواع الضرائب كافةً.

استراتيجية التهرب الضريبي

تعتبر هذه الاستراتيجية قانونية على الرغم من أنَّها شائنة، انطلاقاً من أيِّ مفهوم طبيعي للعدالة. فقد احتفظ ثيل بجزء كبير من ثروته ضمن آلية استثمارية تعرف باسم "حساب تقاعد فردي روث" (Roth IRA)، وهي عبارة عن حسابات تقاعدية مصمَّمة للعمّال الذين ينتمون إلى الطبقة الوسطى وما دون الوسطى، وليس لأصحاب المليارات، ويحدد سقف مساهماتها بـ6 آلاف دولار في السنة. (يمكن تحويل حساب تقاعد فردي عادي إلى حساب روث في حال دفعت الضرائب على الحساب القديم). ومن غير القانوني استخدام حساب "روث" من أجل شراء أسهم في شركة يسيطر عليها المستفيد من الحساب. مع ذلك؛ منذ عام 1999، يستخدم ثيل حساب "روث" من أجل شراء أسهم في الشركات التي يرتبط بها عن كثب، بينها "باي بال" و"بالانتير"، وذلك بأسعار منخفضة جداً لم تتجاوز الواحد بالألف من السنت للحصة. ومنذ ذلك الحين؛ فإنَّ أرباحه الرأسمالية كافةً لم تخضع للضرائب.

هذه المناورة اعتمدت على تفسير ضيق جداً لما تعنيه السيطرة على شركة. لأنَّ ثيل لم يكن يمتلك أكثر من 50% من شركة "باي بال" حين قام بالاستثمار من خلال حساب "روث". وبالتالي؛ لم يكون يسيطر قانونياً على "باي بال". ولكن، على الصعيد العملي، كان لـ ثيل الكلمة الفصل حول كلّ ما تقوم به الشركة منذ تأسيسها. وفي إحدى المراحل في عام 2001، هدد بالاستقالة من منصبه في حال لم يقم مجلس الإدارة المستقل اسمياً بإصدار ملايين الأسهم لصالحة. وقد وافق المجلس على طلبه، لأنَّه بحسب مصدر مطَّلع على المفاوضات، لم يكن أمامه أي خيار آخر. فاستقالة ثيل كانت ستؤدي إلى انهيار الشركة. وقال أحد الأشخاص: "كان الأمر أشبه بـ ’إدفع لي وإلا أقتل نفسي’ ". وبالفعل؛ قام المجلس بإصدار حوالي 4.5 مليون سهم ليشتريها ثيل، وقد أقرضه المال لإتمام الصفقة. وخلال سنة فقط، بلغت قيمة مجموعة الأسهم الجديدة 21 مليون دولار. وقد استخدم ثيل لاحقاً حساب "روث" من أجل شراء حصص في "بالانتير" إذ كان يضمُّ مجلس إدارتها العديد من أصدقائه والمقربين منه.

بحلول نهاية عام 2019؛ كان حساب "روث" التابع لـ ثيل وحده قد بلغت قيمته 5 مليارات دولار بحسب مؤسسة "بروبابليكا" (ProPublica) التي سرَّبت نسخاً عن عوائده الضريبية. وقد أكَّد أربعة أشخاص اطلعوا على الوضع المالي لـ ثيل هذا التقرير. ونظراً لأداء السوق منذ ذلك الحين، يرجح أن تكون محفظته أكبر بكثير اليوم.

إلا أنَّ المال الذي قام ثيل بادخاره، والاستراتيجية الضريبية الشرسة التي اعتمدها يضعانه في موقع متزعزع. فبحسب قوانين مصلحة الضرائب، في حال تورَّط مالك حساب "روث" في تعاملات محظورة، مثل استخدام الأموال من أجل الاستثمار في شركة يملكها قانونياً؛ فإنَّ هذا الشخص قد يخسر الإعفاء الضريبي عن كامل قيمة محفظته. وفي حال ثيل، هذا يعني أنَّه قد يضطر لدفع ضرائب بمليارات الدولارات. إلى ذلك، كان مكتب محاسبة الحكومة قد أعلن عن تحديد 314 دافع ضرائب لديهم حسابات تقاعد فردية تحتوي على أكثر من 25 مليار دولار، وتحدَّث بشكل خاص عن "مؤسسي الشركات الذين يستخدمون حسابات التقاعد الفردية من أجل الاستثمار في الأسهم غير المطروحة للاكتتاب العام في شركاتهم التي تمَّ إنشاؤها حديثاً"، أي أشخاص يقومون بالأمر عينه الذي قام به ثيل في "باي بال"، و"بالانتير". وأشار التقرير إلى أنَّ مصلحة الضرائب تخطط للتحقيق في هذه الأصول، وأوصت بأن يصدر الكونغرس قانوناً للتضييق على هذه الممارسة. وعلى صعيد منفصل، أطلقت سلطات الضرائب الأمريكية تدقيقاً حسابياً بمدخرات ثيل التقاعدية.

قلق وارتياب

لم يتعرَّض ثيل لأي إدانة، إذ لم يظهر التدقيق أي سلوك غير قانوني، بحسب شخص ناقش المسألة مع ثيل، ولكن بدا أنَّ الأمر أثار ارتيابه. فبمجرد تغيير الطريقة التي تفسّر فيها مصلحة الضرائب القوانين، يمكن أن تلزمه بدفع الضرائب عن كامل حساب "روث". كما يمكن أن يسلّط شريك أو موظف ساخط الضوء على حجم التأثير الذي يمارسه ثيل على شركاته بطريقة تظهر أنَّه هو المسيطر عليها. وقال شخص آخر على اطلاع على القضية: "في حال خالف قاعدة واحدة، أو وضع إصبعاً في الاتجاه الخطأ، يمكن للحكومة أن تفرض ضريبة على كامل ثروته".

أثار هذا الأمر مخاوف ثيل، بحسب عدد من الموظفين الذين يعملون معه منذ فترة طويلة. وقالوا، إنَّ قلقه حيال حصول تغيير في السياسة الضريبية أو حصول تحول في مصلحة الضرائب سيطر على طريقة تعامله مع الناس من حوله. فبحسب هذه المصادر؛ كان تخوفه من احتمال التضييق عليه العامل الذي حفَّزه على اكتساب الجنسية النيوزيلندية في عام 2011، وعلى تأييد ترمب في عام 2016. ومع تراجع حظوظ ترمب في إعادة انتخابه عام 2020؛ مشى ثيل على خط رفيع بين تحييد نفسه عن ترمب حتى لا يُلام في حال خسر الانتخابات، والبقاء قريباً بما يكفي للتأثير على الموالين للرئيس. فعلى الرغم من أنَّه لم يؤيد ترمب في عام 2020، إلا أنَّه كان حذراً بألا توجَّه له انتقادات علنية.

في مجالسه الخاصة، كان ثيل يطلق على البيت الأبيض في عهد ترمب تسمية "أس أس. مينو" (S.S. Minnow) تيمناً بسفينة الصيد البائسة العالقة على الشاطئ في مسلسل "جزيرة غيليغان". بالطبع، في هذا التشبيه، كان ترمب القبطان. وكما قال ثيل في رسالة نصية إلى صديق له: "كان هناك الكثير من غيليغان".

وفي استعارة بحرية أخرى منفصلة، شبَّه ثيل التغييرات التي تمَّ تبنّيها في حملة ترمب الانتخابية "بإعادة ترتيب المقاعد على ظهر سفينة التيتانيك". كما تمَّ تسريب تعليقات مشابهة للصحافة التي أوردت أنَّ ثيل غاضب على ترمب على خلفية فشله في التعامل بشكل ملائم مع وباء كورونا. إلا أنَّ هذا الأمر غير صحيح، لأنَّ ثيل كان يدعم ترمب فيما يخصّ الوباء، ويقول لأصدقائه، إنَّ الإغلاقات العامة في الولايات التي يقوم حكام ديمقراطيون على رأسها "جنونية"، وواسعة النطاق بشكل مفرط. كما أنَّ ثيل ودائرته الداخلية لم يكونوا من المعتدلين. فبعد أن وقف القاضي الذي عيّنه ترمب في المحكمة العليا نيل غورسوش إلى جانب الليبراليين والمعتدلين فيما خصَّ أحقية العمال المثليين والمتحولين في الحصول على الحماية بموجب الحقوق المدنية، تذمَّر ماسترز، مستشار ثيل الذي كان قد عمل ضمن الفريق الانتقالي من خيانة الحزب للمحافظين. وكتب تغريدة على "تويتر"، قال فيها، إنَّ غاية الحزب الجمهوري من بين سلسلة من الأمور الأخرى هي على ما يبدو "حماية الأسهم الخاصة، والإبقاء على ضرائب منخفضة، وتقديم أفلام إباحية مجانية".

التشكيك بالانتخابات

بعد هزيمة ترمب الانتخابية في نوفمبر، انتشرت بين موظفي ثيل وحلفائه شائعات حول أصوات سرية لم يتم احتسابها في ولايات مرجحة، وتشكيك في نتيجة الانتخابات. وقد نشر إيريك واينستين، صاحب مدونة صوتية، وهو مستشار قديم لـ ثيل مقطعاً مصوراً لكاشف فساد مزعوم يعمل في خدمة البريد. (هذه المزاعم التي تبيَّن لاحقاً أنَّها مفبركة، و تمَّ نشرها في الأصل من قبل الصحافي المحافظ والاستفزازي جيمس أوكافي، وهو حليف آخر لـ ثيل سبق أن حصل منه على تمويل في الماضي). من جانبه، غرَّد ماسترز مشككاً بنظام "دومينيون" للتصويت، ومعززاً لنظرية المؤامرة التي تزعم أنَّ الشركة المصنِّعة لأجهزة التصويت الإلكتروني تلاعبت بشكل ما بالنتائج. كما ادعى - من دون تقديم أي دليل - أنَّ أشخاصاً متوفين اقترعوا في ميلواكي وفي ديترويت.

في شهر مارس، أعلنت مجموعة عمل سياسية تمَّ إنشاؤها حديثاً أنَّ ثيل تعهّد بالتبرع بمبلغ 10 ملايين دولار لدعم الترشح المحتمل لـ"جي دي فانس" لعضوية مجلس الشيوخ، وهو مؤلف مذكرات "مرثاة الريفي" (Hillbilly Elegy). وكان فانس سبق أن عمل في شركة "ميثريل" لإدارة رأس المال، وهي واحدة أخرى من شركات رأس المال المغامر التابعة لـ ثيل، وقد تمَّت تسميتها تيمناً بالمعدن السحري الخفيف في سلسلة "سيد الخواتم".

انتقل فانس بعد فترة وجيزة من إصدار (Hillbilly Elegy) إلى أوهايو، حيث بدأ التخطيط لمسيرته السياسية. كما أنشأ صندوقاً جديداً مدعوماً من ثيل يركِّز على الاستثمار في الشركات الناشئة في منطقة وسط الغرب الأمريكي، ويحمل اسم "ناريا" لإدارة رأس المال. ومعنى "ناريا"هو: "خاتم النار" في لغة الأقزام في سلسلة "سيد الخواتم".

فانس؛ الذي كان معارضاً لترمب في السابق، غرَّد بعد تسريب شريط "أكسس هوليوود" قائلاً: "أيها المسيحيون، الجميع يشاهدنا حين نقدِّم الأعذار لهذا الرجل... ليكن الربّ في عوننا".

ولكن قبل أسبوع من الإعلان عن دعم ثيل لترشيحه إلى الكونغرس، أطلَّ في مقابلة عبر المدونة الصوتية: "أمريكا أولاً" التي يديرها سيباستيان غوركا، المستشار السابق لترمب، وأعلن عن دعمه حركة "جعل أمريكا عظيمة مجدداً" التي أطلقها ترمب. وقال، إنَّه بدأ يتفق مع تقييم ترمب لما وصفه بـ"النخبة الأمريكية". وأضاف: "هم لا يهتمون بالبلد الذي جعلهم على ما هم عليه". التقى فانس لاحقاً مع ثيل وترمب في مار إيه لاغو، وحذف بعدها منشوراته السابقة التي حملت وسم "#أبداً ترمب".

في شهر يوليو، أعلن فانس، وهو خريج جامعة ييل ترشيحه رسمياً، مطلقاً حملة ضد الجامعات، وقادة الأعمال المناهضين لأمريكا، وصناديق التحوط "المتخوفة من العنصرية"، و"عصابة فاوتشي" (في إشارة إلى القيود الناجمة عن وباء كورونا). ودعا إلى مكافحة الهجرة وكبح جماح الصين، وتفكيك شركات التكنولوجيا الضخمة بسبب الرقابة التي تفرضها على خطابات السياسيين المحافظين، وهي كلّها مواقف يدعمها ثيل. وبعد أيام، أطلّ فانس عبر قناة "فوكس نيوز"، وشنَّ هجوماً على شركة "غوغل"، منافسة "بالانتير" على العقود الحكومية. وقال: "تقوم (غوغل) حالياً بالتآمر بنشاط مع الحكومة الصينية". فهذه التهمة المختلقة تشبه تلك التي كان قد وجهها ثيل قبل سنتين في مؤتمر المحافظين الوطني الذي تحدَّث فيه فانس أيضاً. إذ كان ثيل قد اتهم "غوغل" بـ"الخيانة" بسبب عدم عملها عن كثب أكثر مع وزارة الدفاع، وبسبب أعمالها في الصين، من دون أن يقدِّم أي دليل.

برنامج انتخابي مناسب

في غضون ذلك، أعلن ماسترز ترشحه لعضوية مجلس الشيوخ، وأثبت نفسه كمناصر لـ ثيل الذي تعهد بدعم حملته الانتخابية بـ10 ملايين دولار أخرى. مثل فانس، يبدو برنامج ماسترز الانتخابي أشبه بامتداد لنظرة ثيل للعالم، إذ يمزج ما بين سياسات ترمب المناهضة للهجرة (فقد قال في مقطع مصوَّر على مقربة من جزء من الجدار الحدودي: "من الواضح أنَّ هذا الأمر فعّال")، والتذمر من الجهود الهادفة إلى تعزيز التنوع، وتقديم خطط لكبح جماح شركات التكنولوجيا، بالأخص تلك التي لا يملك ثيل حصصاً فيها. وكانت مجموعة العمل السياسية التي ينتمي إليها مساترز والمدعومة من ثيل، قد عرضت مؤخراً إعلاناً يهاجم المرشح المنافس مدعي عام أريزونا مارك برنوفيتش لرفضه نقض انتخابات الولاية في عام 2020.

وفي حال فاز ماسترز، وفانس في الانتخابات التمهيدية، وفي حال تمكَّن الحزب الجمهوري من السيطرة على الكونغرس في عام 2022؛ سيتمكن الرجلان، بالإضافة إلى المرشحين الشعبويين الآخرين جوش هاولي من ميسوري، و تيد كروز من تكساس- وقد حصلا أيضاً على دعم كبير من ثيل- من إكساب الرجل نفوذاً أكبر حتى أكبر من ذلك الذي كان يتمتَّع به في إدارة ترمب. كما أنَّ سيطرة الحزب الجمهوري على مجلس الشيوخ، بالأخص حيث تشهد السياسات التي يدعمها ثيل صعوداً، سيكون مثالياً للمتعاقدين الحكوميين المقربين منه، ولحماية الميزة الضريبية لحسابه "روث".

هذا ومن المرجح أن يخدم ماسترز وفانس مصالح ثيل أكثر من ترمب. فعلى عكس الرئيس السابق؛ فهما عقائديان منضبطان، يبدوان ملتزمين في الترويج للأجندة السياسية التي يحددها راعيهما. بالتالي؛ هما ملتزمان بهذا النهج بقدر ثيل نفسه. والأهم أنَّ ماسترز وفانس يعملان لصالح ثيل، ولا نعني فقط لأنَّ مجموعة العمل السياسي الخاصة به تدفع ثمن إعلاناتهما التلفزيونية. إذ أنَّ ماسترز هو رئيس عمليات شركة "ثيل كابيتال"، ورئيس مؤسسة ثيل. كما أنَّ ثيل مستثمر رئيسي في صندوق "ناريا" الاستثماري الذي أطلقه فانس. وكان فانس وثيل قد أنشآ مؤخراً موقع "رامبل" (Rumble) المنافس لـ"يوتيوب"، الذي يشكِّل منصة للمتحدِّثين المؤيدين لـ ترمب، مثل مقدِّم البرامج دان بونجينو، والنائب عن نيويورك إيليز ستيفانيك، والرئيس السابق نفسه.

وقد أُفيد أنَّ ثيل يبحث حالياً عن مرشحين آخرين قبل انتخابات التجديد النصفي، وانتخابات عام 2024. وقال بانون: "هو لم يعد إلى الحزب الجمهوري، بل هو مؤيد مطلق لحركة "جعل أمريكا عظيمة مجدَّداً".

ليس من الواضح بعد ما إذا كان شعار ترمب القديم مايزال يتمتَّع بالزخم السياسي نفسه، ولكن في حال نجح الرأسمالي المغامر صاحب النفوذ الأكبر في وادي السليكيون في تبني "الترمبية"؛ فإنَّ ذلك سوف يبقي أمريكا عظيمة بالنسبة إلى بيتر ثيل على الأقل.

تصنيفات

قصص قد تهمك