شركات بيانات المناخ تنقل العلم من الجامعات إلى مجالس الإدارة

المستثمرون يلجؤون إلى شركات تحليل مناخية جديدة لتفادي الخسائر والبحث عن الفرص

time reading iconدقائق القراءة - 4
غازات الاحتباس الحراري تنبعث في الجو من مداخن ملوِثة - المصدر: بلومبرغ
غازات الاحتباس الحراري تنبعث في الجو من مداخن ملوِثة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

صاغ عالم كيمياء في جامعة ستوكهولم معادلات تصف تأثير الاحتباس الحراري للمرّة الأولى في عام 1896. حقق علم المناخ منذئذ تقدماً مطرداً قادته بشكل أساسي مؤسسات بحثية ووكالات حكومية.

كانت تلك الجهات هي الوحيدة التي لديها الخبرات والاهتمام والميزانيات لتمويل بحوث جيوفيزيائية، ولاحقاً في مجال نماذج الحاسوب لمحاكاة التغيرات المناخية.

إلا أن الحواجز التي كانت تحدّ من خوض غمار القطاع بدأت تسقط في السنوات الماضية مع انخفاض تكلفة الحوسبة وظهور الخدمات السحابية، ما سهّل الاطلاع على الملاحظات الجيوفيزيائية الواقعية والنماذج المناخية المعقدة.

أخيراً، بات جمهور واسع من أشخاص من خارج المجال الأكاديمي مهتمين أيضاً بالتغير المناخي، بالأخص تبعاته على الأعمال والأصول العقارية وسلاسل الإمداد والمدن. ازدادت الشركات الخاصة والمنظمات غير الربحية التي تزوّد صنّاع القرار بالاستشارات مع خروج علم المناخ من نطاق المختبرات، وسيسجل الطلب على المعلومات المفيدة في هذا المجال ارتفاعاً إضافياً هذا العام.

تجنب الخسائر

استثمرت شركات رأس المال المغامر وشركات الملكية الخاصة حوالي 375 مليون دولار في شركات جديدة تركز على المراقبة والنمذجة المناخية خلال الأرباع الثلاثة الأولى من 2022.

تقدم شركات ناشئة مثل "كلايمت آيه أي" (ClimateAi) و"كلاود تو ستريت" (Cloud to Street) و"كلايمت ألفا" (Climate Alpha) و"كاربون ري" (Carbon Re) و"ريسك" (Reask) مقاربات وخدمات متنوعة نسبياً للشركات والمستثمرين الساعين لتجنب الوقوع في الخسائر بسبب المناخ أو للاطلاع على فرص جديدة في عالم المخاطر الناشئ.

مكافحة التغيّر المناخي تعيد تشكيل سوق العمل

تضمّ المبادرات غير الربحية كلّاً من "بروبابل فيوتشرز" (Probable Futures) و"كلايمت تريس" (Climate Trace)، والأخيرة عبارة عن تعاون طموح بين مجموعات البحثية أعدّت أخيراً قاعدة بيانات وخارطة تصنّف أكبر 72 ألف ملوّث مناخي في العالم.

طرأت عدّة تغيرات على مدى السنوات الخمس الماضية تقريباً مع بدء تبلوّر قطاع التحليلات المناخية، منها تحسّن أداء تعلّم الآلة على صعيد كشف الأنماط ذات الدلالات ضمن مجموعات هائلة من البيانات. كذلك أصبحت صور الأقمار الاصطناعية، كما الأقمار نفسها، أقل تكلفة وأكثر عدداً، ما يتيح كشف نقاط الضعف واستيعابها من منظور جديد.

قطاع يراهق

يطرح علم المناخ الذي تبناه القطاع الخاص الأسئلة نفسها التي تثار غالباً حول بحوث الطقس. فمثل علم الأرصاد الجوية، طُوّر علم المناخ بشكل أساسي بالاعتماد على الأموال العامة. فهل يجوز قصر التحليلات الآنية حول الأخطار المحتملة على المؤسسات الخاصة القادرة على الدفع مقابل الاستشارات؟ وما هي أنواع التحاليل المناخية التي يجب تقديمها كخدمة عامة وكم حجمها؟

تعد الشركات الجديدة بإضفاء سرعة استجابة وعملانية على مجال علمي لا يُعرف تقليدياً بهاتين الصفتين. إلا أن هذه الحداثة تحمل أخطاراً أيضاً، فالعلم يعتمد على الشفافية والنقاش المفتوح ومراجعة الأقران المستقلة. إذ يتعين على هذا النموذج الذي يمنح العلم مصداقيته أن يجد نظيراً له في القطاع الخاص، وإلا فإن الوسائل التي تتبناها الشركات ستكون موضع شكّ.

تغير المناخ يتصدر مخاوف شركات التأمين مع تواصل حرب أوكرانيا

قالت كيلي هيريد، مديرة البحوث والتطوير في مجال الكوارث لدى شركة التأمين "ليبرتي ميتشوال إنشورنس": "تمر بحوث المناخ في مرحلة المراهقة المربكة. الخطوة المقبلة هي عدم اقتصار التفكير على الطريقة التي سيتغير فيها المناخ بل أيضاً بتأثيره على المجتمع".

تصنيفات

قصص قد تهمك