إنتاج اللحوم بلا ذبائح ما يزال هدفاً مستقبلياً

الشركات بحاجة لإثبات قدرتها على التوسع فيما يمتعض المستثمرون من طول أمد تطوير المشاريع

time reading iconدقائق القراءة - 14
صورة تعبيرية لمختبر صناعة اللحوم المزروعة اعتماداً على الخلايا - المصدر: بلومبرغ
صورة تعبيرية لمختبر صناعة اللحوم المزروعة اعتماداً على الخلايا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تنتقل صناعة اللحوم المصنعة مخبرياً الناشئة نحو مرحلة جديدة من النمو بعدما تخطت عقبة تنظيمية كبيرة. السؤال البارز الآن هو كم من تلك الشركات سيصمد في السباق إلى أن تبلغ إحداهن خط النهاية.

تلقت "أبسايد فودز" (Upside Foods) في نوفمبر خطاباً من إدارة الغذاء والدواء الأميركية يؤكد عدم وجود استفسارات لديها بشأن منتجات الشركة من الدجاج المصنوع اعتماداً على خلايا مزروعة في خزانات، أو ما إذا كانت صالحة للاستهلاك.

قال أوما فاليتي، الرئيس التنفيذي للشركة الناشئة التي تتخذ في كاليفورنيا مقراً لها: "إنها اللحظة التي عملنا من أجلها على مدى 7 سنوات، واصلنا خلالها البناء في مجال اعتقد الجميع أنه لن يمضي قدماً".

بينما يمثّل ذاك الخطاب نقطة تحول لدى الصناعة، يبقى لدى "أبسايد فودز" ومنافساتها طريقاً عليها قطعه حتى تبلغ منتجاتها المستهلكين في الولايات المتحدة، حيث لم تستطع أي شركة أن تنتج على نطاق واسع حتى الآن لأن ذلك يتطلب مزيداً من المال والموافقات التنظيمية والتقدم التقني.

ندرة التمويل

منذ 2010، ضخ المستثمرون 2.6 مليار دولار في هذه الصناعة وأتاها أكثر من نصف ذلك المبلغ العام الماضي. يتزامن ذلك مع انحسار تمويل كافة أنواع المشاريع وسط تشكك المستثمرين بشأن مستقبل المشاريع الناشئة التي تحتاج عقوداً أو أكثر لتجني أرباحاً.

قد تتسبب بيئة الأعمال المتشددة حالياً بانعدام قدرة أكثر من 100 شركة لصناعة اللحوم اعتماداً على الخلايا، التي ما زالت تتلقى تمويلاً أولياً، على الاستمرار أو قد تستحوذ عليها شركات أكبر.

قال روب لوكليرك، الشريك المؤسس في "اغ فندر" (AgFunder)، التي تستثمر في هذا القطاع: "تُعدّ هذه الصناعة إحدى المجالات التي شهدت زخماً شديداً، وربما إفراطاً في التمويل... قد تستطيع بعض الشركات أن تنجح لكن هذا سيكون تحدياً بالغ الصعوبة".

تحديات تنظيمية

تُصنع اللحوم المزروعة أو المعتمدة على الخلايا، وهي المسميات التي يُفضّلها المنتجون، عن طريق جمع خلايا من حيوانات حية، وتغذيتها بعناصر مغذية كي تنمو داخل مختبر حيوي للحصول على مخرجات وتحويلها لمنتجات صالحة للاستهلاك.

بينما تتعدد فوائد تربية الحيوانات إلا أن تزايد الحاجة لإنتاج مزيد من اللحوم الصديقة للبيئة كثيراً ما يُساق كمبرر. لكن الصناعة لم تؤكد صداقتها للبيئة بعد في ظل استهلاك عملية النمو كميات ضخمة من التدفئة والكهرباء، وقد يحتاج تسببها في انبعاثات أقل من تربية الدجاج أو الخنازير لزيادة اعتمادها على مصادر الطاقة المتجددة.

ينتظر "أبسايد فودز" وبقية الشركات التي بلغت تلك المرحلة مع إدارة الغذاء والدواء مزيد من العراقيل التنظيمية، مثل موافقة وزارة الزراعة الأميركية على مرافق التصنيع بكميات تجارية، التي لم تبنها بعد. تبقى الآن شكوك عديدة حول قدرتها على التوسع.

مختبرات صغيرة جداً

قال توم ماستروبوني، كبير مسؤولي الاستثمار في "بيج أيديا فينتشرز" (Big Idea Ventures)، التي تستثمر في شركات صناعة اللحوم اعتماداً على الخلايا: "لم يفعل أحد هذا قبلاً فالأمر ليس مجرد وصفة قطعة حلوى أو أمراً سهلاً كما حاصل ضرب رقم ما بعشرة".

تتواجد اللحوم المعتمدة على الخلايا بكميات تجارية في سنغافورة فقط، حيث تنتجها "إيت جاست" (Eat Just) ومقرها في سان فرانسيسكو. قال جوش تيتريك، الرئيس التنفيذي للشركة، إن تكلفة مرافق الإنتاج الصغيرة تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات، ولا توجد حتى الآن مختبرات حيوية ضخمة للإنتاج بكميات تجارية، بل يبقى خزان الشركة الجديد بسعة 6000 لتر المتوقع تشغيله مطلع العام المقبل صغيراً جداً.

أضاف تيتريك: "أعتقد أن اقتصاديات اللحوم المزروعة يمكنها أن تصبح مناسبة عندما تحصل على أكثر من 200 ألف لتر".

بلغ إجمالي التمويل الذي حصلت عليه "إيت جاست"، التي تُصنع أيضاً بيضاً نباتياً أكثر من 850 مليون دولار، منها 267 مليون دولار العام الماضي لصالح شركتها التابعة "غود ميت" (Good Meat) لتصنيع اللحوم اعتماداً على الخلايا.

نقص المغذيات

تبرز أيضاً مشكلة أخرى لدى الشركات وهي "التغذية" اللازمة لنمو الخلايا. حيث تقول ياديرا تيجيدا سالدانا، مديرة البحث والابتكار المستدام في "نيو هارفست" (New Harvest)، المنظمة غير الربحية الداعمة للأبحاث الحكومية في ذلك القطاع إن هناك نقصاً في إمدادات الأحماض الأمينية وباقي المكونات نتيجة الطلب على الأبحاث والمستحضرات الصيدلانية.

أضافت ياديرا: "نحتاج لإنتاج كميات أكبر". بينما تحصل الشركات على تلك المكونات في بعض الأحيان من حيوانات تحاول الصناعة أن تحل محلها مثل دم أجنة العجول المستخرجة من الأمهات المذبوحة باهظة التكلفة والمتعارضة مع هدف صناعة اللحوم المزروعة من توفير بروتين بلا ذبح.

نتيجة لتلك التحديات، تعتمد كافة المنتجات الأولية للصناعة على مزيج من اللحوم المصنعة اعتماداً على الخلايا والمكونات النباتية.

تصنيفات

قصص قد تهمك