قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هزت الأسواق ولم تغير قناعات الاستراتيجيين

time reading iconدقائق القراءة - 8
صورة ليلية لمبنى البنك الاحتياطي الفيدرالي في العاصمة الأمريكية واشنطن - المصدر: بلومبرغ
صورة ليلية لمبنى البنك الاحتياطي الفيدرالي في العاصمة الأمريكية واشنطن - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

ربما أحدثت مفاجأة متشددة من بنك الاحتياطي الفيدرالي هزة في الأسواق المالية. إلا أن هذا لا يكفي لتخلي الاستراتيجيين عن قناعاتهم. ويقول كثيرون، إن المسؤولين لا يفعلون سوى اللحاق بركب أسعار السوق، ويتمسكون بتوقعات ارتفاع تدريجي في العائدات. وما يزال الاستراتيجيون يتوقعون عملية تدريجية نحو تقليص مشتريات الأصول، ومن ثمّ رفع أسعار الفائدة من الصفر -لذا فهم مترددون في التخلي عن تقييماتهم، على الرغم من أن التحوّل يمتد عبر الأسواق العالمية، ما يؤدي إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة والتأثير على الأسهم.

قلة هم الذين يرون نقطة تحول رئيسية، حتى بعد أن قدّم بنك الاحتياطي الفيدرالي التوقعات المستقبلية للارتفاعات المتوقعة في أسعار الفائدة، مما أثار أكبر ارتفاع في الدولار خلال عام. وإليكم مجموعة من وجهات نظرهم:

ارتفاع العائد التدريجي

كيري كريغ، استراتيجي السوق العالمي في شركة "جيه بي مورغان أست مانجمنت": "نتوقع أن تستمر العائدات في الارتفاع على مدار العام بطريقة تدريجية نسبياً. وبالنظر إلى نقطة البداية المنخفضة للعائدات اليوم عما كانت عليه قبل بضعة أشهر، فإن هذا يحد من جاذبيتها ويعزز فترة قصيرة متواضعة في المحافظ".

إد الحسيني، استراتيجي المحافظ في شركة "كولومبيا ثريدنيدل": "أفكر فيما يتطلبه الأمر لجعل عائد سندات العشر سنوات أعلى من 2% بشكل مستدام، وأعتقد أننا سنحتاج إلى دفعة مالية أخرى؛ حيث سيكافح بنك الاحتياطي الفيدرالي وحده للقيام بذلك".

إيلين غاسكي، كبيرة اقتصاديي مجموعة العشر، وروبرت تيب، كبير محللي الاستثمار في شركة "بي جي آي إم فيكسد إنكوم": "بالنظر إلى المفاجأة الصعودية في أرقام النمو والتضخم الناتجة عن التعافي من كوفيد-19 والتحفيز المالي القوي، يبدو أن تقديم بنك الاحتياطي الفيدرالي للتاريخ المتوقع لرفع أسعار الفائدة مناسب. ولكن فيما يتعلق بتوقعات السوق في المستقبل، ما زلنا نعتقد أنه من المرجح أن تصل المعدلات إلى الذروة في منتصف العام تقريباً -إذا لم تكن قد بلغت ذروتها بالفعل- لأنها تثمن الانتعاش وآفاق تطبيع الاحتياطي الفيدرالي".

دعم الدولار

الاستراتيجيون في شركة "غولدمان ساكس غروب"، بما في ذلك زاك باندل: "ما زلنا نتوقع ضعفاً واسعاً في الدولار الأمريكي مدفوعاً بالتقييم المرتفع للعملة وتوسع الانتعاش الاقتصادي العالمي. ولكن يبدو أنه من المرجح أن تكون التوقعات الأكثر تشدداً من بنك الاحتياطي الفيدرالي والجدل المستمر بمثابة رياح معاكسة لصفقات بيع الدولار على المدى القريب".

الاستراتيجيون في شركة "تي دي سكيوريتيز"، بما في ذلك بريا ميسرا: "يجب أن يعزز التحوّل المتشدد للغاية في بنك الاحتياطي الفيدرالي الانخفاضات ويقدم المزيد من الدعم على المدى القريب للدولار. كما أن الضربة المزدوجة للأسعار المرتفعة والمشاعر المتذبذبة للمخاطرة ستؤدي إلى ضغط في المراكز الاستثمارية وبدء سرد جديد. كما أن أية عودة محتملة لتحرك الدولار في الربع الأول من العام ستعني ضمنياً ارتفاع الدولار على نطاق واسع بنسبة 2% خلال أشهر الصيف".

آلان روسكين، كبير الاستراتيجيين الدوليين في "دويتشه بنك إيه جي": "سيكون حجم تحرك الدولار محكوماً بمدى تغير كل من التشدد وتوقيت توقعات أسعار الفائدة قصيرة الأجل، بحيث لا يُنظر إلى الاحتياطي الفيدرالي على أنه "خلف المنحنى". كما سيعتمد أيضاً على ما إذا كانت أسعار الفائدة النهائية ستستجيب أيضاً أم تظل مكبوتة. ويكمن الخطر الآن بالتأكيد في الجانب العلوي للدولار، مع كسر المستوى السعري 1.1986 دولار لليورو الذي يستهدف 1.1717 دولار".

إعادة تعيين التوقعات

سيما شاه، رئيسة الاستراتيجيين في شركة "برينسبال غلوبل إنفستورز": "سيكون الأمر الآن متروكاً لباول والمتحدثين الآخرين في بنك الاحتياطي الفيدرالي لطمأنة الأسواق مرة أخرى بأن التشديد في عام 2023 لن يكون مدمراً بالضرورة. وستظل هناك علامات استفهام حول توقيت التشديد، ولكن بشكل عام، لا ينبغي أن تثير الخطوة الكثير من التوتر في السوق، طالما أن باول يركز اتصالاته على الهدف".

جيمي كوكس، الشريك الإداري في شركة "هاريس فايننشال غروب": "الاحتياطي الفيدرالي في منطقة مجهولة، ويلعب على كلا الجانبين: التمسك بروايته المؤقتة، ومعالجة الضغوط التضخمية. وستحتاج الأسواق إلى بضعة أيام لاستيعاب هذه المعلومات قبل أن تستقر".

تشجيع الائتمان

مارك ريد، رئيس قسم أبحاث الدخل الثابت في شركة "ميزوهو سكيوريتيز آسيا": "في حين كان اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أكثر تشدداً مما كان متوقعاً، فقد كان في النهاية حديثاً بلا عمل. ومع كون تقليص مشتريات الأصول "ما يزال بعيداً" وارتفاع الأسعار بعيداً أكثر، يجب أن تظل أسعار الفائدة المقدمة محدودة وأن يكون منحنى سندات الخزانة حاداً. وإزاء هذه الخلفية الداعمة، نتوقع استمرار الضيق في هوامش الائتمان بالدولار الأمريكي".

ضعف ناشئ

الاستراتيجيون في شركة "تي دي سكيوريتيز": "يمكن لمزيج من أسعار الفائدة الأمريكية المرتفعة، والدولار الأكثر ثباتاً، والميول المتذبذبة للمخاطرة أن تعكس بعض المكاسب الأخيرة في أسواق العملات الأجنبية في الأسواق الناشئة، وخاصة في أمريكا اللاتينية ووسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا".

إيك بون تاي، كبير مديري محفظة ديون الأسواق الناشئة في شركة "بي إن بي باريباس أست منجمنت": "من المحتمل أن يكون هناك إعلان تشددي وشيك، وأتوقع أن يكون سلبياً بشكل هامشي بالنسبة لفروق الائتمان. في الواقع، يجب إعادة تسعير فروق الأسعار على نطاق أوسع، لا سيما في درجة الاستثمار في آسيا، حيث لا تكون وسادة فروق الأسعار بهذا السخاء لتعويض احتمال سحب دعم البنك المركزي. وننصح المستثمرين بتقليل حساسية المدة الصافية للمحفظة وتخصيصها بعيداً عن أسعار الفائدة المقدمة والفوارق الائتمانية طويلة الأمد في آسيا، والتي نتوقع أن يتفوق أداؤها نسبياً من هنا".

الأثر على آسيا

غاري دوغان، الرئيس التنفيذي لشركة "غلوبل سي آي أو أوفيس": "يمكن أن تستفيد الأسهم اليابانية حيث يساعد الدولار القوي على القدرة التنافسية للمصدرين اليابانيين. ومن غير المرجح أن تتفاعل أسواق الأصول الصينية لأن الدولار القوي يساعد الصادرات. ومن شأن السياسة النقدية الأمريكية التي تبدو الآن على مسار مبكر نحو التشديد أن تجعل تشديد الصين الأخير ليس غريباً عن بقية العالم".

ميتول كوتيتشا، استراتيجي الأسواق الناشئة في آسيا وأوروبا في شركة "تي دي سكيوريتيز": "من المرجح أن تتعرض العملات الآسيوية لضربة اليوم في أعقاب نتائج بنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث من المحتمل أن تواجه العملات الأكثر حساسية لأسعار الفائدة مثل الدولار السنغافوري، والوون الكوري الجنوبي، واليوان الصيني ضغوطاً أكبر نسبياً، على الرغم من أننا نتوقع أن يتم تداول معظم العملات الآسيوية على نحو غير مواتٍ".

دوران الأسهم

جون رونغ ييب، استراتيجي السوق في شركة "آي جي آسيا": "قد تفيد إشارة التشدد الماليين كما يتضح من المرونة في أدائها بين عشية وضحاها. ولكن بالنظر إلى ما هو أبعد من ذلك، فإن المراجعة الصعودية في توقعات الناتج المحلي الإجمالي وارتفاع العائدات قد يدفعان المستثمرين إلى العودة إلى الأسهم الموسمية وقطاعات الانتعاش".

إيليا سبيفاك، كبيرة المحللين الاستراتيجيين لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة "ديلي إف إكس": "في حال بدا وكأن بنك الاحتياطي الفيدرالي يقود الدفة ويحتاج إلى التحرك نحو التشديد بشكل أسرع، فقد يكون النفور من المخاطرة على نطاق واسع، والذي يعتبر سلبياً للأسهم بشكل عام، في انتظارنا".

احتواء الفائض

ريك ريدر، مدير الاستثمار في شركة "بلاك روك": "لا نعتقد أن تقليص برنامج التيسير الكمي سيخلق ضغوطاً ملموسة على الاقتصاد أو الأسواق، بل نعتقد أن الخطر الأكبر اليوم سيكون نموذجاً محموماً يصعب فيه التنبؤ بمدى ارتفاع تكاليف المدخلات أو الأجور". "ومن المرجح أن تتكيف الأسواق وفقاً لذلك في بعض المجالات، مثل المعدلات الحقيقية المشوهة للغاية عبر معظم منحنى العائد، إلا أننا نعتقد أن الأسواق ستشجع في النهاية على العودة إلى الحياة الطبيعية".

تصنيفات

قصص قد تهمك