"سوسيتيه جنرال" الفرنسي يحقق أفضل إيرادات من الأسهم منذ 2015

حقق بنك "سوسيتيه جنرال" أفضل أداء من تداول الأسهم منذ 2015، متعافياً من أداء كارثي في نفس الربع من العام الماضي، وهو ما يقدم بعض الراحة إلى الرئيس التنفيذي، فريدريك أوديا، الذي يستعد للكشف عن استراتيجية استثمارية جديدة للبنك.

ودعمت هذه النتائج أسهم البنك لترتفع 4.5% في تداولات باريس المبكرة، ثم اكتسبت 4.3% في الساعة 9:50 صباحاً، ما زاد مكاسب الأسهم منذ بداية العام الجاري إلى حوالي 45%.

إيرادات أفضل من المتوقع

كانت إيرادات أعمال الأسهم تضررت العام الماضي من التقلبات السوقية، ولكن البنك الفرنسي تمكن من تحقيق أداء قوي في هذا النشاط لتقفز إلى 851 مليون يورو (1.02 مليار دولار) مقارنة بتوقعات المحللين عند 573 مليون يورو. وكانت إيرادات الدخل الثابت ومخصصات الخسائر أفضل من المتوقع أيضاً.

أعلنت البنوك الأوروبية وبنوك وول ستريت عن أفضل إيرادات من الأسهم في سنوات، بعد استمرار الازدهار في أسواق الأسهم والتقلبات الناتجة عن المستثمرين الأفراد خلال ذروة الوباء في العام الجديد.

يخفف صعود الأسواق الضغط على "أوديا" بعد أول خسارة سنوية للبنك منذ أكثر من ثلاثة عقود، العام الماضي، وهو ما دفعه إلى تعديل الإدارة العليا والتعهد بإعادة شراء الأسهم.

وقال أوديا في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ" يوم الخميس:

كانت الأحوال السوقية إيجابية للغاية في بداية العام، وهناك دوماً تغيرات موسمية، ولكننا متفائلون بشأن العام بأكمله

تراجع أعمال الأسهم في 2020

انهارت إيرادات أعمال الأسهم في النصف الأول من 2020 بسبب خسائر المنتجات المُهيكلة التي تضررت من إلغاء الشركات لتوزيعات الأرباح، ما أثار موجة مراجعة للاستثمارات وشطب بقيمة 684 مليون يورو في الوحدة.

ويعمل "سوسيتيه جنرال" على خفض حوالي 450 مليون يورو من تكاليف هذا النشاط حتى 2023، كما صمم منتجات جديدة. ومع ذلك، كان أداء أعمال الأسهم منذ ذلك الحين متفاوتاً، مع تحقيق مكاسب في الربع الثالث، ثم خسائر في الربع الرابع.

وقال "أوديا" إن أداء وحدة الأسهم في الربع الأول "يثبت أن امتياز التداول قوي بالفعل، وأننا اتخذنا القرارات الصحيحة عندما أعدنا تصميم المنتجات المهيكلة في المحفظة".

تقليص الوظائف

في محاولة لتعزيز الربحية، بدأ أوديا خفض مئات الوظائف في وحدة الخدمات الاستثمارية، ودمج شبكات التجزئة المحلية لتقليل عدد الفروع.

ووافق "سوسيتيه جنرال" الشهر الماضي أيضاً على بيع ذراع إدارة الأصول "ليكسور" البالغة قيمته 170 مليار يورو إلى "أموندي" مقابل 825 مليون يورو.

تُسرع هذه الصفقة تخارج البنك من مجال إدارة الأصول، حتى في الوقت الذي يظهر فيه القطاع مضاعفات تقييم أعلى ما يجعله أولوية نمو لدى بعض النظراء.

أداء جيد في "باركليز" و"بي إن بي"

سجلت أعمال الأسهم لدى منافسه الفرنسي "بي إن بي باريبا" -الذي شهد أيضاً تراجع الدخل من الأسهم العام الماضي- أفضل أداء لها منذ 2018، ولكنه لم يضاهي أداء "سوسيتيه جنرال" في الدخل الثابت إذ كانت نتائجه أقل من التوقعات.

ويوم الجمعة، أعلنت وحدة الأسهم في "باركليز" عن قفزة في الإيرادات بنسبة 65% على أساس سنوي، ما يجعله أفضل ربع على الإطلاق.

تداعيات انهيار "أركيغوس"

في أماكن أخرى، أفسد انهيار شركة بيل هوانغ، "أركيغوس كابيتال مانجمنت"، فرص تحقيق عام تداول قوي في البنوك السويسرية.

تضاعفت رسوم البنوك الأمريكية من اكتتاب الأسهم أربعة أضعاف مستواها في الربع الأول من 2020 في المجمل، وفقاً لبيانات "بلومبرغ إنتليجينس"، ما يجعله الربع الثالث على التوالي من النمو الذي يزيد على الضعف.

وارتفعت إيرادات الخدمات الاستثمارية في "سوسيتيه جنرال" في الربع الأول بنسبة 54% إلى حوالي 2.5 مليار يورو، متفوقة على تقديرات المحللين، وسَيُحدِّث الرئيس الجديد للقسم، سلاومير كروبا، الاستراتيجية يوم الاثنين في الوقت الذي تتعامل في الوحدة مع جولة من تخفيضات الوظائف المعلن عنها في نوفمبر.

خفض المخصصات

خلال الربع الأول، انضم "سوسيتيه جنرال" للمقرضين الأوروبيين الآخرين في تقليص مخصصات الخسائر، وجنب 276 مليون يورو لتغطية القروض المعدومة المحتملة، وهو رقم أقل من توقعات المحللين عند 715.8 مليون يورو، ويتوقع البنك أن تتراوح تكلفة المخاطر للعام بأكمله بين 1.6 مليار يورو و1.85 مليار يورو، أي حوالي نصف مستوى 2020.

تمكنت العديد من البنوك الأوروبية الكبيرة من تعزيز الأرباح من خلال تجنيب أموال أقل عن العام الماضي لخسائر القروض المحتملة أو عبر تحرير الاحتياطيات.

يعد بنك "دويتشه"، و"بانكو سانتاندير"، ومجموعة "لويدز" المصرفية من بين الشركات التي جادلت بأن الآفاق الاقتصادية الأكثر وردية تبرر تلك الخطوات.

وارتفعت نسبة المستوى الأول من رأس المال، وهو مؤشر رئيسي على قوة رأس المال، في "سوسيتيه جنرال" إلى 13.5%، متفوقة على توقعات المحللين. ويتوقع البنك أن يكون لصفقة "ليكسور" تأثير إيجابي لحوالي 18 نقطة أساس على نسبة رأسمالها الأساسي، بينما سيكون لعمليات شراء الأسهم تأثير سلبي بمقدار 13 نقطة أساس.