بلومبرغ
سجل مصرف "دويتشه بنك" (Deutsche Bank AG) أقوى أداء فصلي في سبع سنوات بعد أن تفوق المتعاملون في قسم الدخل الثابت على معظم أقرانهم في "وول ستريت"، وتجنب الخسائر الناجمة عن انهيار صندوق التحوط "أركيغوس كابيتال مانجمنت" (Archegos Capital Management).
وقال أكبر بنك في ألمانيا في بيان اليوم الأربعاء إن الدخل من بيع وشراء سندات الدين ارتفع بنسبة 34% في الربع الأول من 2021، مقابل متوسط ربح بنسبة 17% لأكبر البنوك الاستثمارية الأمريكية، ويمثل الربع الثالث على التوالي الذي ينمو فيه "دويتشه بنك" بسرعة أكبر من البنوك المنافسة.
ورفع الرئيس التنفيذي كريستيان سوينغ، الذي شهد استمرار خطة التحول على مدار عامين من خلال زيادة طلب المستثمرين على السندات وعمليات التحوط التي غذت طفرة في أداء قسم "الخدمات المصرفية الاستثمارية"، الآفاق المستقبلية لكامل عام 2021، وتوقع استقرار الإيرادات بعد تحذير سابق بهبوطها.
ومع ذلك، مع توقع تلاشي ارتفاع عمليات تداول أدوات الدين في نهاية المطاف، سيعتمد الكثير من البنوك على ما إذا كانت أسعار الفائدة ستنتعش وتزيد الدخل من عمليات منح القروض للمقترضين.
وفي الربع الأول، بلغ صافي الدخل لدى "دويتشه بنك" 908 ملايين يورو (1.1 مليار دولار) وهو الأعلى منذ 2014، متجاوزا تقديرات المحللين.
وتراجعت الإيرادات في قسم "الخدمات المصرفية للشركات" التي سعى سوينغ لتعزيزها بنسبة 1% على أساس سنوي، على الرغم من ارتفاعها بنسبة 2%عند ضبط تقلبات أسعار الصرف، إذ قام "دويتشه بنك" بتمرير التكاليف الناجمة عن أسعار الفائدة السلبية.
القيمة بالمليون يورو ما لم يذكر خلاف ذلك | الربع الأول 2021 (فعلي) | الربع الأول 2021 (تقديرات) | الربع الأول 2020 (فعلي) |
إيرادات المجموعة | 7,233 | 6,580 | 6,350 |
مخصصات الائتمان | 69 | 195 | 506 |
إيرادات التداول | 2,478 | 2,000 | 1,854 |
الأرباح التي توزع على المساهمين | 908 | 528 | -43 |
نسبة المستوى الأول من رأس المال | 13.7% | 13.3% | 12.8% |
أسعار الفائدة السلبية
وفي قسم "الخدمات المصرفية الخاصة" أو قسم "إدارة الثروات" كانت الإيرادات ثابتة باليورو وارتفعت بنسبة 2% بعد استبعاد تأثير العملات. وتأثر كل من نشاط "الخدمات المصرفية للشركات" و"الخدمات المصرفية الخاصة" بشدة بسبب أسعار الفائدة السلبية في أوروبا.
وشهد قسم "الخدمات المصرفية الاستثمارية" زيادة في الإيرادات بنسبة 32%، مدفوعة بالمكاسب في تداول أدوات الدخل الثابت، والتي كانت أفضل من جميع أقرانه في "وول ستريت" باستثناء الزيادة بنسبة 44% في "مورغان ستانلي".
واستفاد "دويتشه بنك" أيضا من انخفاض مخصصات خسائر الائتمان بفضل تحسن التوقعات الاقتصادية.
وفي إطار خطته للتحول لعام 2019، سعى سوينغ إلى إعادة تركيز "دويتشه بنك" على قوته التاريخية في إقراض الشركات أثناء التخارج من نشاط تداول الأسهم، بما في ذلك أعمال الوساطة المالية الرئيسية التي تقدم خدماتها لصناديق التحوط.
وفي حين أن "دويتشه بنك" لا يزال لديه بعض الانكشاف على "أركيغوس" ، إلا أنه كان من بين عدد قليل من المقرضين لمكتب إدارة ثروات العائلات بقيادة بيل هوانغ الذين تخارجوا من مراكزهم الاستثمارية سريعا بما يكفي دون تكبد خسائر.
وأمس الثلاثاء، أعلن بنك "يو بي إس" السويسري عن تكبد خسارة مفاجئة بقيمة 861 مليون دولار بسبب انهيار "أركيغوس"، في حين كشفت مجموعة "نومورا هولدنغز إنك" (Nomura Holding Inc) عن خسائر بقيمة 2.9 مليار دولار.
رأسمال جديد
وقدر مصرف "كريدي سويس" السويسري الأسبوع الماضي تكلفة علاقته مع مدير صندوق التحوط السابق بـ 5.5 مليار دولار، وهي أسوأ خسارة بين البنوك العالمية، فيما يخطط البنك حاليا لإجراء إصلاح شامل للأعمال الرئيسية ولجأ إلى المستثمرين للحصول على رأسمال جديد.
وفي البنكين السويسريين، طغت خسائر "أركيغوس" على ما كان بخلاف ذلك أداء فصليا قويا لنشاط الخدمات المصرفية الاستثمارية، بما في ذلك تقديم المشورة بشأن الطروحات العامة الأولية لما يسمى بشركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة.
وحصل "دويتشه بنك" أيضا على دفعة كونه من بين عدد قليل من الشركات الكبرى التي كان لديها نشاط مع شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة، قبل فترة طويلة من انتشارها على نطاق واسع.