بلومبرغ
قرر البنك المركزي الروسي رفع أسعار الفائدة بشكل غير متوقع لأول مرة منذ 2018، ملمحاً إلى إمكانية إقرار زيادات أخرى في الفائدة، بعد تسارع التضخم بشكل أسرع من المتوقع.
ورفع المركزي الروسي سعر الفائدة القياسي 25 نقطة أساس إلى 4.5% يوم الجمعة.
وفي استطلاع أجرته بلومبرغ شمل 41 اقتصادياً، توقع ثلاثة محللين فقط إقدام المركزي الروسي على رفع الفائدة على الروبل، بينما توقع البقية الإبقاء عليها.
وارتفع سعر صرف الروبل وارتفعت عائدات السندات لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى لها في عام.
وقال المركزي الروسي في بيان نشره على موقعه الإلكتروني إنه سيظل "منفتحاً على احتمال رفع أسعار الفائدة الرئيسي مرات أخرى في اجتماعاته المقبلة". وأضاف أن التضخم يتجاوز التوقعات ومن المتوقع أن يعود قريباً من المعدل المستهدف البالغ 4 5% في النصف الأول من 2022.
وجاءت خطوة المركزي الروسي بعد خطوة مماثلة في البرازيل وتركيا يومي الأربعاء والخميس على التوالي، مما يبرز كيف أصبح التضخم وارتفاع عوائد سندات الخزانة يمثلان مشكلة في الأسواق الناشئة.
وقال مصدر مطلع على مناقشات البنك المركزي الروسي في وقت سابق إن سعر الفائدة الرئيسي في روسيا قد يرتفع إلى 5.5% أو أعلى قبل نهاية 2021، خاصة إذا مضت الحكومة قدماً في تطبيق خطتها لزيادة الإنفاق.
دعم الروبل الروسي
ومن المقرر أن تعقد محافظ البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا مؤتمراً صحفياً عبر الإنترنت في الساعة 3 مساء ( بالتوقيت المحلي) لموسكو.
وقالت تاتيانا أورلوفا، محللة شؤون الاقتصادات الناشئة بلندن، التي توقعت بشكل سليم رفع الفائدة على الروبل اليوم: "أعتقد أن زيادة أخرى بمقدار 25 نقطة أساس قادمة في أبريل أو يونيو، لكن أبريل مرجح قليلاً.. ثم قد يتوقف البنك المركزي مؤقتاً لتقييم تأثير رفع الفائدة على الاقتصاد".
وتسارع معدل التضخم السنوي بنسبة 5.8% بحلول 15 مارس، وهي أسرع وتيرة في أكثر من أربع سنوات، لكن البنك المركزي يتوقع أن يبلغ ذروته هذا الشهر، وفقاً للبيان.
وارتفعت أسعار المواد الغذائية على وجه الخصوص، مما زاد من انخفاض مستويات المعيشة أثناء فترة تفشي الوباء.
وتوقع سكوت جونسون، المحلل الاقتصادي في "بلومبرغ إيكونوميكس" أن "تعتمد الخطوة التالية للبنك المركزي على البيانات، لكن من المرجح أن استمرار دورة التشديد النقدي لاحتواء التضخم. يوفر رفع أسعار الفائدة في أبريل ويونيو مساحة للمناورة في النصف الثاني من العام الجاري".
وقد تؤدي خطة حكومية لزيادة الإنفاق في النصف الأول من العام الجاري للمساعدة في إنعاش الاقتصاد من تداعيات الوباء إلى دفع معدل التضخم. وقال المركزي الروسي إن النمو يتعافى بأسرع مما كان متوقعاً ويتلقى دعماً من تحسن الآفاق العالمية.
وألقى التهديد بفرض عقوبات أمريكية جديدة بظلاله على توقعات الروبل، مما قد يضيف ضغوطاً تضخمية جديدة في الأشهر المقبلة. وصلت العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة إلى مستوى منخفض جديد الأسبوع الجاري بعد أن تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بجعل الكرملين "يدفع الثمن" للتدخل في الانتخابات.
وقال بيوتر ماتيس، المحلل الاستراتيجي في مصرف "رابوبنك" بموسكو: "إن الرفع المفاجئ لسعر الفائدة لا يعكس فقط المخاوف بشأن التضخم، ولكن أيضا المخاطر المتزايدة من أن الولايات المتحدة قد تفرض جولة أخرى من العقوبات.. الهدف الرئيسي لرفع الفائدة هو توفير الدعم للروبل".